مقالات

جوع وأزمة وانتخابات ووفد إيراني يبشّر في الجنوب

طوني فرنسيس

يقول مدير برنامج الأغذية العالمي المقيم في بيروت أن أسعار المواد الغذائية في لبنان إرتفعت بنسبة 360 في المئة هذا العام مقارنة بالعام الماضي ويضيف في حوار أن 50 في المئة من اللبنانيين باتوا فقراء ويحتاجون إلى الدعم وكانت نسبتهم في العام الفائت نحو ثلاثين في المئة.

والواقع أن هذه الأرقام لا تنقصها الدلائل في مجرى الحياة اليومية. فبين توفير مستلزمات الحد الأدنى للمعيشة من خبز وطعام، ودفع فواتير الكهرباء ومولداتها والمياه وصهاريجها، وتأمين المحروقات للتنقل أو للتدفئة والغاز للمطابخ وتكاليف الهاتف… يحتاج أي مواطن لثروةٍ شهرية لا يوفرها معاش ولا تعويض ولا الراتب التقاعدي. والمواطن القادر على تأمين هذه الثروة سيصطدم مثل أقرانه بلعبة الإحتكار وتعطيل السوق قبل فرض الأسعار المرتفعة في عملية جهنمية كان آخر فصولها منع الخبز عن الناس ثم توفيره بسعر أغلى بعد أن اتسعت تجربة الطوابير لتشمل الى محطات المحروقات والبنوك والصيدليات الأفران وأرغفتها.

مادة اعلانية

لا تعني هذه الوقائع أهل السلطة بشيء، فهم يواصلون خطابات فوق السطوح لضمان العودة الى السلطة والاستمرار في امتطائها لتسيير مصالحهم، والخطوة الأولى والأساسية هي وضع سردياتهم التناحرية جانباً والانتظام في قطار الانتخابات السريع جنباً الى جنب، فيساندون بعضهم بعضاً وصولاً الى أكثرية تدعم حكماً خبرناه ولا أفق للخلاص منه كما يريدون ويفعلون.

لا تنتمي الأزمة الخانقة الى برامج متناحري السلطة القابضين عليها، إنها فرصة لهم بوصفهم تموّلوا من الكارثة لجعل الناخبين غنماً يؤخذون بالمال إذا لم يؤخذوا بالغيبيات المذهبية والطائفية. واحاديث شراء الأصوات بدأت تخرج الى العلن، من مقايضة عينية بصفيحة محروقات الى أموال تسد فاتورةً اضطرارية الى توظيف موقت على الصناديق وفي خدمات المرشحين، فيما الحكومة المنبثقة من تحالف السلطة إياه تكتفي بعراضات من نوع المسيرة المظفرة للوزيرين في سوق الخضار.

بدت السلطة الفعلية منزعجة ليس من سعر الخضار وانما من عودة سفراء الخليج الى بيروت، لكنها كانت تستقبل وفداً ايرانياً يجول في الجنوب برئاسة آية الله عباس كعبي ويعلن في لقاءات «ثقافية» أن «مسيرة الثورة الإيرانية ومسيرة المقاومة لن تُهزما وستستمران حتى ظهور الإمام المهدي المنتظر».

لا حاجة للحلول اذا كان الوضع كذلك، بل ربما لا حاجة للإنتخابات من أساسها.

* نقلا عن “نداء الوطن”

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى