أهم الأخبارمقالات

مصطفى الكاظمي.. مثلث موت محور الخنوع

علي قاسم السفير

لا يخفى على أحدِِ أن الكاظمي رغم قصر فترته ورغم عدم وجود كتلة نيابية لديه، ورغم بعض الإخفاقات التي صاحبته، لكنه قد سبب قلقا وإزعاجا وعائقا إبان فترة حكمه للجانبِ الإطاري وفروعه الخارجية، وخاصة الخط السياسي والعسكري المرتبط مباشرة بالحرس الثوري، حيث لم يسلم خلال فترته من ألسن مؤامراتهم وإعلامهم وحتى صواريخهم، وهذا يدل على أن ضرباته الداخلية والخارجية كانت موجعة للطرف الآخر.

تلك الإرهاصات التي حدثت بين الكاظمي والطرف المذكور، لم تأتِ بسبب سوء إدارة الدولة وما شابه ذلك، بل جاءت لكونه استطاع أن يحصر أموال وثروات الدولة دون تهريب، وكذلك استطاع وحكومته أن يُسيطروا على البنوك والمصارف الحزبية والدولية، وعلى رأسها اللبنانية والإيرانية والتي تعمل في تهريب وغسيل الأموال العراقية.

وكذلك استطاع أن يقطع إمدادات وتمويل الأحزاب المعنية بما فيها الأحزاب اللبنانية، ما تسبب في إفلاس الكثير من الأحزاب والمصارف اللبنانية، بينما الاقتصاد العراقي والمالي والاحتياطي ارتفع لأول مرة ووصل إلى أكثر من ١٠٠ مليار دولار من غير العملات الأجنبية الأخرى والمعدنية.

بعد خروج الكاظمي من رئاسة الوزراء بدأ هذا المحور يضغط إعلامياََ وقضائياََ، والهدف من هذا الضغط إرغام الكاظمي بالدخول أو الاصطفاف معهم وابتعاده عن الاستقلالية والوطنية وعرض الملفات، لكون فكرهم لا يتلاءم مع المستقل الحقيقي والوطني، حتى وإن كانت تلك الوطنية نسبية.

قبل عدة أشهر هجموا وضغطوا على الكاظمي إعلامياََ وافترائياََ بشكلِِ كبير، ومن ثم قامت طهران بتوجيه دعوة رسمية لهُ لغرض زيارتها، تلك الدعوة الغاية منها إخضاع الكاظمي لهم واللوذ في محورهم، بالمقابل حمايته وتخفيف الضغط عليه، إلا أن من الواضح أنه لم يخضع لهم في تلك الزيارة، ما اضطرهم للهجوم عليه مرة أخرى وبشكلِِ قوي لنفس الغرض أعلاه.

ولعلهُ سيتم توجيه دعوة رسمية أخرى للكاظمي من دولةِ ما، أو من زعيم حزب خارجي ما، على غرار دعوة طهران له سابقاََ، حيث تدخل تلك الزيارة بنفس الغرض أعلاه، بعد أن فشلت طهران بإخضاعهِ وإدخالهِ لمحورها في الدعوة الأولى.

ولكن هل سينجح الكاظمي في هذا الامتحان الصعب ويتمكن من عبور هذه الضغوطات التي تمارسها الأحزاب الإطارية والدولة التي تدعهم، أم إنهُ سيخضع ويستسلم في آخر المطاف وينضم إلى محورهم بشكلِِ أو بآخر، جاعلين منه ورقتهم المفضلة لضرب الخصوم الداخليين، هذا ما ستكشفه الملامح النظرية والتطبيقية في قابل الأيام.

نقلا عن العربية 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى