أهم الأخبارالعالم العربيتقارير

عملية محور فيلادلفيا .. مصير غامض ينتظر سكان غزة واسرائيل تنتظر موقف مصر

أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن استعدادها لتنفيذ نشاط عسكري محتمل في منطقة رفح،  ومع ذلك، فإن الوضع الراهن في المنطقة لا يجوز أن يسمح بأي نشاط عسكري، نظراً لأنها تعتبر حالياً ملجأ للنازحين، دون اتخاذ أي إجراءات لإخلاء السكان من المنطقة.

وتثير هذه التطورات تساؤلات حول موقف مصر من مثل هذه العمليات في ظل الانعكاسات المحتملة على الدولة.

كما تثير أيضاً مخاوف حول مستقبل اللاجئين والنازحين، وكيفية استعداد مصر لاستقبالهم في ظل احتمالية هروب أعداد كبيرة من السكان.

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء مصير السكان المدنيين بسبب تقدم قوات الاحتلال البرية الإسرائيلية نحو رفح في جنوب قطاع غزة.

وقال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث في جنيف مساء الأربعاء إن “ظروفهم المعيشية سيئة للغاية، فهم يفتقرون إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، ويطاردهم الجوع والمرض والموت”.

ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، يعيش أكثر من مليون شخص الآن في ظروف مكتظة في المدينة التي تقع على الحدود مع مصر مباشرة. وهذا هو أربعة أضعاف ما كان عليه قبل بدء العمل العسكري الإسرائيلي ردا على الهجمات التي ارتكبها المسلحون الفلسطينيون في إسرائيل في 7  أكتوبر.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، أن “تل أبيب تدرس إجلاء سكان رفح إلى شمال القطاع قبل هجوم محتمل على المدينة”، لكن الصحيفة قالت، نقلاً عن مصادر لم تسمها، إن «هذه الخطوة لن تتم قبل مارس المقبل”، وإن “مصر وجهت أخيراً رسائل قوية لإسرائيل مفادها أن عبور اللاجئين الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، سيعرض اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل للخطر، وأن القاهرة لا توافق على ذلك”، لافتة إلى أن “القاهرة أوضحت لتل أبيب، رفضها توسيع القتال إلى رفح والاستيلاء على محور فيلادلفيا”.

وتسعى إسرائيل، إلى استعادة سيطرتها الأمنية على المعبر، والتي كانت قد تخلت عنها عام 2005 بموجب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، إذ ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  ترغب في نقل موقع معبر رفح ليكون قريباً من معبر كرم أبو سالم، ومن ثم تستعيد إسرائيل سيطرتها الأمنية على المعبر.

نتنياهو أعلن مراراً، منذ بدء الحرب على قطاع غزة، رغبة إسرائيل في السيطرة على محور صلاح الدين، المعروف أيضاً باسم “محور فيلادلفيا”، الذي يضم معبر رفح البري، ولكن الجانب المصري رفض ذلك بشدة.

وأفادت “القناة 12” الإسرائيلية بأن إسرائيل تناقش حاليًا مع مصر إمكانية نقل معبر رفح إلى منطقة معبر كرم أبو سالم المخصص للنقل التجاري، بهدف تجنب نزاع محتمل بشأن قضية المعبر ومحور فيلادلفيا. ووفقًا لادعاءاتها، ستمكن هذه الخطوة إسرائيل من تنفيذ فحص أمني وفرض رقابة على حركة المرور من المعبر الذي تسيطر عليه حاليًا حركة حماس.

ذكرت هيئة البث الرسمية “كان” أن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن حصل على تعهد خلال اجتماعاته مع القيادة السياسية في إسرائيل بأن إسرائيل لن تنشط في منطقة رفح أو منطقة محور فيلادلفيا بدون تنسيق كامل مع مصر.

وعبر وزير الخارجية الأمريكية بلينكن عن مخاوفة بشأن العملية في رفح وسأل متى ستخرج الى حيز التنفيذ وإن كان من الممكن تقليص المساس بالسكان، والجواب الذي تلقاه :”نحن لن ننشط في رفح عندما يكون فيه هذا العدد الكبير من السكان، نعمل على إيجاد حل لإخلاء السكان”.

وطلب بلينكن من رئيس الحكومة الإسرائيلية ايجاد حل لقضية منع دخول المساعدات الإنسانية الى غزة عن طريق معبر كرم أبي سالم.

وأفادت “كان” إنه على ما يبدو لن تكون عملية جديدة في رفح قريبا. قبل كل شيئ ستضطر إسرائيل الى إخلاء السكان، إسرائيل لن تتمكن بتنفيذ عملياتها عند وجود 1.2 مليون غزي، والسؤال الى اين سيذهب هؤلاء السكان، فعودتهم الى الشمال هو أمر إسرائيل ليست معنيه به، والأمر معقد أكثر ويرتبط مع التنسيق مع مصر

في وقت سابق، قام رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، بتحذير من أن إعادة احتلال “محور فيلادلفيا”» ستشكل “تهديداً خطيراً وجدياً” للعلاقات المصرية – الإسرائيلية، معتبراً ذلك “خطاً أحمر يُضاف إلى الخط الذي تم الإعلان عنه سابقاً بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة”.

وشدد على أن مصر “قادرة على الدفاع عن مصالحها والحفاظ على سيادتها على أراضيها وحدودها، ولن تسمح بتهديدها بأيدي قادة إسرائيليين متطرفين يرغبون في تصعيد النزاع والاضطرابات في المنطقة”.

وسبق أن أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في عدة مناسبات، “رفض بلاده لمخططات تهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم”، معتبراً ذلك “خطوة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية”.

 

 

 

 

 

 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى