أهم الأخبارتقارير

الحياة العلمية في الأحواز خلال العهد العباسي

 

جاءت دراسة  الحياة العلمية فى الاحواز خلال العهد العباسي ، للدكتور عبد الرازق خلف العطي، والتي تعد بمثابة محاولة لبيان سعة إستيعاب ” الأحواز” لتدفق نهرين كبيرين من العلوم، يصبان في مجرى الحياة العلمية فيه، وذلك ضمن المدة الواقعة بين القرن الثاني الهجري ونهاية القرن الرابع الهجري، هذه المدة التي تقع في نقطها خلال الحلم العباسي.

 وقد تميزت الحياة العلمية في  الأحواز خلال القرون الثلاثة (الثاني والثالث والرابع) الهجرية (101-399هـ/719-1008م) بالعطاء الهائل في مجال الفكر والعلم بنوعية العقلي والنقلي.

إذ أنتجت عقول أبنائه بفضل دخولهم الإسلام الحنيف بعد الفتح الإسلامي لبلاد فارس سنة (17هـ/638م) وارتباطهم بالقرآن الكريم والسنّة النبوية ، فكراً وعلماً متميزين أسهماً إسهاماً كبيراً في خدمة أبناء الأمة الإسلامية بأسرها، وأصبحا مصدراً رئيسياً تستفيد منه الأجيال.

فكان لوجود مدرسة البصرة القريبة منهم جغرافياً، والتي ارتبط بها الإقليم إدارباً بعد الفتح الإسلامي، الدور الكبير والفاعل في نمو هذه الحركة العلمية وتطورها بما امتلكت من علماء وفقهاء وأساتذة برزوا في علوم القرآن الكريم والتفسير واللغة.

تعلم أبناء الأحواز على أيديهم، كما استطاعت تلك العقول أن تقتبس علوماً تجريبية سبقت ظهور الإسلام في أرض العرب، درسها واطّلع عليها علماء وأطباء مدرسة جنديسابور في  الأحواز، كانت هذه العلوم موجودة لدى اليونان، محفوظة في خزائنهم.

تضمنت مجلدات وكتب تحتوي على كنوز العلم في الطب والفلسفة والهندسة والفلك والرياضيات، نهض علماء هذه المدرسة في مهمة نقلها وترجمتها من اليونانية إلى لغتهم السريانية والعربية، ولم يحصل ذلك لولا دعم وتشجيع الخلف ورعايتهم لهذه الحركة التي سميت «حركة الترجمة»، التي بدأت بشكل فعلي مع بداية القرون الثلاثة، التي دار حولها موضوع هذا البحث.

وبذلك فقد أصبح للإقليم بنوعين من العلم يغرف منهما أبناءه ما تشتهيه أنفسهم من مطايب العلم:

الينبوع الأول: مصادر العلم من التراث اليوناني، الذي أضيف إليه فيما بعد التراث الفارسي والهندي، التي جمعت في مدرسة جنديسابور في الأحواز، وفيها علوم الطب والفلسفة والعلوم الفعلية الأخرى.

الينبوع الثاني: مدارس العلم؛ وهي مدرسة البصرة، وفيها العلوم الشرعية والإنسانية، فامتزج هذان الينبوعان في رامز واحد ليصبا في حاصنت الحركة العلمية الإسلامية، لكنهم كانوا إلى «مدرسة البصيرة» أقرب، لتشوقهم إلى معرفة علوم الدين الجديد، وما يتطلبه من معرفة للّغة العربية وقواعدها التي نزل بها القرآن الكريم.

   وقد شملت الدراسة تمهيداً وخمسة فصول، دار الأول منها حول أهم المراكز العلمية وأماكن التعليم في إقليم الأحواز، وحول عوامل إزدهار الحياة العلمية في الإقليم جاء الفصل الثاني، وتم تخصيص الفصل الثالث للحديث عن العلوم الشرعية في إقليم الأحواز، بينما دار الفصل الرابع حول العلوم اللسانية فيه، وحول العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية في  الأحواز جاء الفصل الخامس والأخير.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى