أخبار الأحوازأهم الأخبارتقارير

كيف لعب الأمير خزعل الكعبي دورا في النهوض بالموسيقى الأحوازية؟

تشكل الموسيقى جزء مهم من تاريخ وثقافة الشعب العربي الأحوازي وكان الأمير خزعل الكعبي من المهتمين  بالموسيقى وهو ما شكل رواج للموسيقى في الشارع الأحوازي.

وتتحدث جل المصادر عن رواج الموسيقى في عهد الأمير الأمير خزعل، كان أمير دولة الأحواز العربية معروف عنــه دعمه للموسيقى العربية وشغفه بها، وكتب عبد المسيح الأنطاكي وسيرة حياة الموسيقار العربي الشهير علي الدرويش، فقد كان الدرويش من الشخصيات الموسيقية التي لعبت دورا بارزا في الموسيقى العربية في الأحواز والعالم العربي بصورة عامة.

وعاش الموسيقار العربي علي الدرويش عامين متتاليين في قصور الأحواز في المحمرة على رأس فرقة موسيقية وعدد من المنشدين والمغنيين بعد ذيوع شهرته خارج القطر السوري.

وكان مجيئه إلى الأحواز بطلب رسمي من الأمير خزعل، إذ كان الأمير خزعل أمير دولة الأحواز العربية، فانتهز الفرصة وسافر الموسيقار العربي علي الدرويش على رأس فرقة موسيقية إلى إمارة المحمرة حوالي ١٩١٢ وكان هذا سفره الأول خارج البلاد.

 

الفرقة الموسيقية النحاسية الخاصة بالقصر

بدأت رحلة الدرويش وفرقته الموسيقية في العام ١٩١٢م وبقي في ضيافة الأمير قرابة عامين اثنين كان خلالهما موضع حفاوته وإكرامـه مع أعضاء فرقته الذين كان منهم ملحن الموشحات الشهير فيما بعد الشيخ عمر البطش، وقد عهد إلى الشيخ علي برئاسة الفرقة الموسيقية النحاسية الخاصة بالقصر والإشراف على تدريباتها وكان الأمير ينظم أحيانا أبياتا من الشعر العربي بنفسه ويعهد بها إليه لتلحينها فيلحنهــا لـه ويؤديها بصوته منفردا تارة وبمرافقة فرقة الإنشاد والآلات الموسيقية تارة أخرى.

إذ كان قد عمل منشدا ومغنيا ومطربا في بداية حياته الفنيـة إلــى جانب مزاولته العزف بآلتـي النـاي والـعــود وقيامه بدور الملحن والمؤلف الموسيقي والمدرس في ان واحد”.

فرقة موسيقية عسكرية خاصة بالأحواز

احتفى الأمير خزعل بالفرقة الموسيقية وكانت محل اهتمامه، وقد جعل الموسيقار علــي الدرويش رئيسا للفرقة، كذلك عهـد لـه تدريب فرقة موسيقية عسكرية خاصة بالأحواز، أي تأسست الفرقة النحاسية الأحوازيـــة بيـــن عـامــي ١٩١٢ و١٩١٤م وهذا التاريخ كان مبكرا في تاريخ الموسيقى العسكرية الخاصة بالدول والحكومات في المنطقة وقتئذ.

 

من المحتمل أن التدريس الموسيقي المشار إليه في سيرة علي الدرويش كان يقتصر على الموسيقى العسكرية فقط، التي سماها الأنطاكي فيما بعد “الموسيقى الخزعلية”، إذ يقول: وتحيط بالقصر الخزعلي العالي روضة غناء فيها من كل فاكهة زوجان وهي مستطيلة على نفس شط العراق شط العرب] فيزيدها مرأى الشط والبواخر الماخرة فيه زهـوا وبهاءا وفي هذه الروضة من أنواع الزهور والرياحين ما يعبق شذاه وتستهوي النفوس رؤياه ولعظمة مولانا السردار أقدس عناية خصيصة بهذه الحديقة وقد جاء لها ببستاني من بني الروم يسهر على تنظيم مماشيها وترتيب مغارس أزهارها على نحو ما نعرف من حدائق مصر وأوروبا الجميلة. والحديقة ذات مماشي وأدغال وفيها المقاعد لراحة روادها.

وفي كل مساء تأتي إليها الموسيقى الخزعلية فتشنف الأسماع بنغماتها الشجية”، ويضيف في مكان آخر: “وفيهم رجال الموسيقى الخزعلية وأفرادها من العرب والعجم أيضا وهؤلاء يلبسون الزي العسكري ويشنفون الأسماع بالأنغام الشجية في القصر الخزعلي العالي في كل صباح ومساء وفي الاحتفالات الرسمية” .

ويكمن قوله ان “لدى سموه موسيقى عسكرية كاملة العدد والأدوات والموسيقيون من حرس سموه الخاص، وهــم من العجم والعرب، وهذا الجوق في كل مساء يشنف الأسماع أنغامه المطربة في الحديقة الخزعلية بجوار القصر الخزعلي العالي” .

يحدثنا الأنطاكي عن تفاصيل الفرقة الموسيقية العسكرية وفعالياتها، إذ يقول: “عند الظهر صدر أمر سمو سيدي الشيخين الجليليـــن أعــز اللـه بهما الإسلام بالمسير وفـــي الحـــال صدحت الموسيقى الخزعلية من القصر الخزعلي العالي بسلام الوداع وصفرت اليخوت صفير الوداع” ، وفقا لدراسة معهد الحوار للأبحاث والدراسات.

السلام الخزعلي الذي يشير إليه الأنطاكي بالأحرى هـو مـا نسميه اليوم النشيد الوطني أو التحية العسكرية الرسمية حينذاك.

 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى