أهم الأخبارتقاريرغير مصنف

تقرير .. تاريخ العلاقات بين دولة الاحتلال الإيراني و السودان مابين النفوذ والتدمير

 

تسعى دولة الاحتلال الإيراني إلى توسيع نفوذها في المنطقة العربية والإفريقية، وتدعم المليشيات الإرهابية التي تنشر الفوضى والتطرف.

ويعد السودان هو بلد إفريقي عربي سني يعاني من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويشهد حربًا أهلية بين الجيش وقوات الدعم السريع.، وقد شهدت العلاقات بين البلدين تقلبات كبيرة خلال السنوات الماضية، وتأثرت بالتحالفات والصراعات الإقليمية والدولية.

في هذا التقرير، سنتناول تاريخ العلاقات بين إيران والسودان، والدوافع والأهداف من وراء التعاون والقطيعة بينهما، والتدخل الإيراني في الحرب السودانية، والآثار والتحديات المترتبة على ذلك.

تاريخ العلاقات بين إيران والسودان

بدأت العلاقات الرسمية بين إيران والسودان في عام 1973، عندما أقامت السودان سفارة لها في طهران، وأقامت إيران سفارة لها في الخرطوم، وكانت العلاقات ودية ومتعاونة في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم والصحة والزراعة.

وقام الرؤساء بتبادل الزيارات ، ثم أيدت السودان الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979، وأدانت العدوان العراقي على إيران في عام 1980.

وبالرغم من ذلك تدهورت العلاقات بين البلدين في عام 1985، عندما أطاح انقلاب عسكري بنميري، وتولى حكم السودان حكومة مدنية تحت قيادة الصادق المهدي.

واتهمت الحكومة السودانية إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية، ودعم الحركات المسلحة في الجنوب والغرب.

وقطعت السودان علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في عام 1989، ثم العلاقات بين البلدين إلى الواجهة في عام 1991، عندما أطاح انقلاب عسكري بالمهدي، وتولى حكم السودان الإخوان المسلمون بقيادة عمر البشير وحسن الترابي. وأقامت الحكومة السودانية علاقات وثيقة واستراتيجية مع إيران، واعتبرتها نموذجًا للدولة الإسلامية. وزار البشير إيران عدة مرات، وزار الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني السودان في عام 1992.

ووقعت الحكومتان اتفاقات للتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية. وأسست إيران مصنعًا للأسلحة والذخيرة في السودان، وزودت الجيش السوداني بالسلاح والتدريب والمشورة.

ودعمت السودان الموقف الإيراني في القضايا الإقليمية والدولية، مثل البرنامج النووي والعقوبات والمحكمة الجنائية الدولية.

واستمرت العلاقات بين البلدين على هذا النحو حتى عام 2015، عندما شهدت تحولًا جذريًا، بسبب الأزمة بين إيران والسعودية، والتي اندلعت بعد إعدام الرياض للشيخ الشيعي نمر النمر، واقتحام مقار دبلوماسية سعودية في إيران.

وقطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران، تضامنًا مع السعودية، وانضم إلى التحالف العربي الذي تقوده الرياض لدعم الحكومة اليمنية ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

وقال البشير إن السودان اختار الوقوف مع السعودية، لأنها دعمت السودان في أوقات الشدة، ولأنها تمثل القبلة الأولى للمسلمين. وأضاف أن إيران حاولت تصدير الثورة الإسلامية إلى السودان، ونشر التشيع، وزعزعة الأمن والاستقرار.

وبقيت العلاقات بين البلدين مقطوعة حتى عام 2021، عندما أطاحت ثورة شعبية بالبشير، وتولى حكم السودان حكومة انتقالية مدنية – عسكرية.

طائرات مسيرة مقابل النفوذ:

ولكن في الفترة الأخيرة أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء أن طهران قد زودت الجيش السوداني بعدد من الطائرات المسيرة ، في خطوة تعزز نفوذها فى البلاد.

وقالت الوكالة نقلاً عن مصادر مطلعة أن الطائرات المسيرة من طراز “مهاجر 6” وهى مؤهلة لمهام الرصد ونقل المتفجرات، والتي تستخدمها إيران في الصراعات الإقليمية، مؤكدة أنها قد وصلت إلى السودان في الأسابيع الأخيرة.

غضب سوداني:

وأثارت هذه الخطوة ردود فعل متباينة، حيث أدان عدد من النشطاء والسياسيين السودانيين هذا التصرف ، معتبرين أنه يهدد سيادة السودان ويجعله تحت النفوذ الفارسي ، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن ودولة الأحواز العربية.

وطالبوا بوقف التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للسودان ، والتزام الحكومة السودانية بالحياد في الصراعات الإقليمية.

و التقطت أقماراً اصطناعية صوراً لطائرة دون طيار من نوع ’مهاجر 6‘ الإيرانية، الشهر الحالي، في قاعدة وادي سيدنا، شمالي أمدرمان، الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني.

وبعد وصول الطائرات التقي وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق، في أوغندا، النائب الأول لرئيس دولة الاحتلال، محمد مخبر، في كمبالا، ومن ثم أصدرت الحكومة السودانية أن المسؤولَين “ناقشا استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، وتسريع خطوات إعادة فتح السفارات بينهما”.

انشاء قاعدة بحرية:

أكدت صحيفة وول ستريت جورنال، فى تقرير لها نقلا عن مسؤول استخباراتي سوداني إن الجيش السوداني رفض عرضا من إيران لتزويده بمسيرات مقابل منح طهران إذنا بإنشاء قاعدة بحرية دائمة على البحر الأحمر.

وأضاف المسؤول أن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات بدون طيار متفجرة لاستخدامها في القتال، ولكنه رفض العرض الإيراني.

 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى