مخطط طهران لسرقة الخليج العربي.. وثائق وأدلة تسقط أكاذيب التفريس
كشف نائب في برلمان الاحتلال الفارسي عن مخطط سطات طهران من أجل ضم أجزاء من بلوشستان المحتلة على الخليج العربي، الى محافظة اصفهان الفارسية، من أجل أن يكون الخليج العربي، فارسيا.
مخطط فارسي
المخطط الفارسي كشف عنه النائب في برمان الاحتلال الفارسي، حسين ميرزائين بتحويل محافظة أصفهان الفارسية الى محافظة ساحلية على الخليج العربي وساحل بحر عمان والفارسي، بزعم الاستفادة من وجودها على الخليج وساحل عمان.
تأتي الخطوة الفارسية بعد تصريحات القوات البحرية الامريكية وقائد الاطسول الخامس الأمريكي في الخليج العربي، واستخدامه مصطلح الخليج العربي، بدلا من مصطلح الخليج الفارسي المزعوم، خلال بيانها عن محاولة مليشيات الحرس الثوري الإرهابية الاستيلاء على سفينة تابعة للقوات البحرية الأمريكية في الخليج العربي.
موقف الولايات المتحدة
وكررت البحرية الأمريكية استخدام مصطلح الخليجي العربي بدلا من الاستخدام الأمريكي المتكرر على مدى عقود لمصطلح “الخليج الفارسي” في تأكيد أمريكي على عروبة الخليج، والذي يغلب على شاطئيه الدول العربية، فعلى الساحل الغربي للخليج العربي توجد دول السعودية والإمارات، والبحرين والكويت، وسلطنة عمان وقطر، وعلى الساحل الشرقي توجد دولة الأحواز العربية المحتلة.
موقف القوات الأمريكية يعتبر اعتراف رسمي من قبل الولايات المتحدة الامريكية بالخليج العربين وليس “فارسي” في انهاء لاكاذيب الفرس حول مصطلح الخليج الفارس، ومحاولة تزييف الواقع والتاريخ.
واستخدمت القوات البحرية الأمريكية مصطلح الخليج العربي، استفز الفرس، والذين هاجموا حسابات القوات البحرية الأمريكية على “توتير” و”الفيس بوك” و”انستغرام” وغيرها، زاعمين أنه الخليج هو الخليج الفارسي، ورد نشطاء عرب على ادعاءات الفرس ، بان الخليج عربي، وهو بحيرة عربية بتواجد دولة الأحواز العربية المحتلة في الساحل الشرقي، ودول مجلس التعاون الخليجي في الساحل الغربي.
وثائيق وأدلة وتاريخ
كذلك اكدت دراسة بالادلة والوثائق والبراهين، على عروبة الخليج العربي، وكذبت واسقطت مزعم الاحتلال الفارسي، حول الخليج العربي كونه فارسيا، وقالت إن هذا الموقف لا يقتصر على مجرد الإصرار على وسم الخليج بالهوية ” الفارسية ” فحسب ؛ بل يتعدى ذلك ليشمل أبعاداً قومية ومضامين سياسية تتمحور حول السعي لتحقيق الهيمنة الإقليمية.
وخلصت الدراسة التي صدرت عن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، وأعدها الدكتور بشير زين العابدين، وتحمل عنوان “الخليج العربي وأبعاد التسمية”،إلى التأكيد على أن إثارة طهران لقضية مسمى الخليج في الفترة الحالية يمثل خطورة كبيرة للوعي العربي، حيث يمثل كل من الإسلام والعروبة الدعامتين الأساسيتين لمكونات الهوية الوطنية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولذلك فإنه يتعين على هذه الدول دعم البحوث العلمية الجادة التي تهدف إلى ترسيخ الهوية العربية.
وذكرت الدراسة أن مياه الخليج أُطلقت عليه مسميات عدة عبر مختلف العصور، وأن العديد من الجغرافيين والمؤرخين في العصور القديمة أطلقوا عليه مسمى “الخليج العربي” نظراً لهيمنة العنصر العربي على موانئه وجزره، ومن أبرز هؤلاء الرحالة والجغرافي سترابون، والمؤرخ الروماني بليني.
وأشارت إلى أن كثيرا من المصنفات التاريخية والجغرافية، فضلا عن الخرائط التي ظهرت إبان العصور المختلفة، وخاصة خلال الفترة من(1478-1861( تؤكد غالبيتها على هوية الخليج العربية، مدللة على ذلك بأن الغالبية العظمى من المسميات التي اصطلح الجغرافيون والرحالة على استخدامها مثل: “الخليج العربي” و”خليج العراق”، و”خليج البصرة” و”خليج عمان” و”بحر البصرة”، و”بحر القطيف” تؤكد الهوية العربية للخليج.
ووجدت الدراسة أنه تم العثور على العديد من المصادر والخرائط الأوروبية الحديثة التي تستخدم مسمى “الخليج العربي”، مؤكدة أنه في عام 1990 نشر جون بيير فينون أستاذ المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس دراسة في صحيفة “اللوموند” الفرنسية يؤكد فيها على تسمية الخليج العربي، مستنداً إلى خارطة ” لوكانور” التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن السادس عشر والتي تحمل التسمية اللاتينية “سينوس أرابيكوس” أي “البحر العربي”.
وتابعت الدراسة تحليلها السياسي والتاريخي وقالت: إن هناك محاولات لإغفال العنصر العربي لدى التأريخ للأحداث التي مرت بالمنطقة قديما وحديثا، مؤكدة أن هناك العديد من الدراسات التاريخية الحديثة والمعاصرة التي لم تتطرق للكيانات السياسية العربية التي هيمنت على شاطئي الخليج، هذا بالرغم من أن تاريخ الهيمنة العربية على السواحل الشرقية لمياه الخليج يعود إلى مطلع القرن الرابع الميلادي، واستمر التواجد العربي حتى يومنا هذا، وأن الرحالة الغربيين أسهبوا في الحديث عن هيمنة العرب على الحركة الملاحية في الخليج العربي، ومن أبرزهم الرحالة كارستن نيبور الذي تحدث عن عروبة الخليج في القرن الثامن عشر.
الأكاذيب الفارسية
وأضافت أن نزعات الهيمنة الفارسية على الخليج ظهرت في مواقفها الرسمية بصورة مقلقة منذ العام 2004 عندما عمدت مؤسسة “ناشيونال جيوغرافيك” إلى كتابة اسم “الخليج العربي” في أطلسها الجديد، وأشارت إلى وجود خلاف على الجزر الإمارتية الثلاث المحتلة، وهو ما دفع طهران آنذاك إلى منع مطبوعات المؤسسة وخرائطها في إيران، متحججة بالدفاع عما سمته الهوية التاريخية “الفارسية” للخليج.
وفي الفترة نفسها والتي تلاها، خاصة عامي 2006 و2008، ظهرت مواقف عديدة ومقالات في الصحف الرسمية الإيرانية تدّعي لطهران الحق في السيطرة على سائر الخليج العربي، وأن سواحله الغربية كانت تابعة لها قبل الإسلام، وبأن تسمية “الخليج الفارسي” هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج العربي، منكرة وجود أي تسمية أخرى، الأمر الذي يؤكد أن الموقف الرسمي لطهران اليوم يتعامل مع إشكالية مسمى الخليج من منطلق قومي يسعى إلى إلغاء أي هوية أخرى في الخليج العربي.
شعوب الخليج العربي
ورصدت الدراسة الكثير من المصادر التي تؤكد أن سكان سواحل الخليج العربي وجزره يرجعون إلى أصول عربية هاجرت من شبه الجزيرة العربية إلى أطرافها، وأن الفرس بطبيعتهم يجدون صعوبة في التأقلم مع حياة البحر بالمقارنة بعرب الخليج الذين استوطنوا سواحل الخليج، كما أن العرب حافظوا على السيادة البحرية في الخليج العربي طيلة الفترة الممتدة ما بين القرن الثامن الميلادي وحتى التاسع عشر الميلادي.
ونقلت الدراسة عن باحثين أوروبيين من أمثال المؤرخ الإنجليزي رودريك أوين في كتابه: “الفقاعة الذهبية: وثائق الخليج العربي”، والمؤرخ البريطاني أرنولد ويلسون، قولهم: “إن السيطرة الفعلية الفارسية لم تكن موجودة على السواحل الشرقية للخليج، بل كان النفوذ للعرب منذ عهد سابور الثاني في القرن الرابع الميلادي، واستمر كذلك بعد قيام الدولة الإسلامية، وحتى فترة متقدمة من الوقت الحاضر”.
وترى الدراسة أن هناك اعتبارات استراتيجية تدفع طهران إلى الادعاء بمسمى آخر للخليج، ومن بين هذه الاعتبارات البعد القومي الشوفيني المحيط بالمسألة، ومحاولاتها الدؤوبة لتأكيد الاعتراف بها كقوة إقليمية كبرى، والسعي للعب دور أمني في المنطقة ولو على حساب الغير، مشيرة إلى أن إيران تعد دولة ” شبه مغلقة ” تحاصرها الجبال والصحاري من الشمال والشرق والغرب، ولذلك تعتمد في اتصالها بالعالم الخارجي على إطلالتها الخليجية.