أهم الأخبارالعالم العربيتقارير

خطة الجنرالات: ماهي أهداف عمليات الجيش الإسرائيلي في شمال غزة؟

في الأيام الأخيرة، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية مكثفة في منطقة جباليا شمال قطاع غزة، حيث تسعى إسرائيل لتحقيق “خطة الجنرالات”، التي تهدف إلى احتلال عسكري كامل لهذه المنطقة. هذا التحرك يتزامن مع تقارير عن انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وعودة تركيزها على غزة.

تفاصيل العمليات العسكرية
في 5 أكتوبر، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في شمال قطاع غزة، مستهدفًا إخلاء مناطق تحت نيران كثيفة، مما أثار مخاوف من أن هذا يمثل تنفيذًا لخطة الجنرالات التي تتضمن القضاء الكامل على وجود حركة حماس في شمال القطاع. في إطار هذا الهجوم، تم تعزيز الوجود العسكري في جباليا بإرسال لواء “كفير” لينضم إلى لواءي “جفعاتي” و”401″.
في الأيام الأخيرة، طلب الجيش الإسرائيلي من سكان أحياء جباليا البلد، وجباليا النزلة، وأجزاء من حي الشيخ رضوان (منطقة أبو إسكندر) إخلاء مناطقهم على الفور. تضم هذه المناطق أكثر من 120 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى الآلاف من النازحين الذين تكدسوا فيها. وقد خلّف هذا الطلب حالة من الخوف والقلق والفوضى بين السكان.

حجم المعارك والمقاومة
العمليات العسكرية في جباليا شهدت مقاومة شرسة من الفلسطينيين. بحسب التقارير، تم قتل حوالي 900 عنصر من حماس وفصائل أخرى، واعتقال نحو 700 فلسطيني، بينهم 300 يُحتمل أن يكونوا من أعضاء الفصائل. ومع ذلك، فإن جيش الاحتلال واجه تحديات في جمع المعلومات، مما زاد من حدة الاشتباكات.
شهدت العمليات العسكرية اشتباكات عنيفة، حيث لقي جنديان إسرائيليان حتفهما. وأكدت مصادر عسكرية أن تعزيزات من مناطق أخرى في قطاع غزة تم استدعاؤها للمشاركة في القتال، مما يدل على تصعيد العمليات العسكرية بشكل كبير.

الأوضاع الإنسانية
تشير التقارير إلى أن الأوضاع الإنسانية في المنطقة تدهورت بشكل كبير، حيث انقطع الماء والطعام والوقود عن حوالي 200,000 فلسطيني محاصر في المنطقة المستهدفة. الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر بإخلاء أحياء جباليا البلد وجباليا النزلة وأجزاء من حي الشيخ رضوان، مما تسبب في حالة من الفوضى والخوف بين السكان.
خطة الجنرالات
تتضمن “خطة الجنرالات”، التي أعدها جنرالات سابقون في الجيش الإسرائيلي، فرض حصار كامل على شمال قطاع غزة مع إفراغ المنطقة من سكانها. الخطة تهدف إلى تحويل شمال غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة، ويُعتبر كل من يبقى فيها “عدواً مقاتلاً”. يتوقع بعض الخبراء أن تنفيذ هذه الخطة قد يستغرق حوالي 6 أشهر.
ووصف تقرير في صحيفة “يديعوت أحرونوت” كيفية تنفيذ الجيش الإسرائيلي لـ “خطة الجنرالات”، التي تتضمن إنشاء محور جديد يفصل جباليا عن مدينة غزة. وتقدّر التوقعات أن القضاء على حركة حماس في شمال القطاع قد يستغرق حوالي 6 أشهر.
وتقوم الخطة، التي اقترحها الجنرال السابق غيورا آيلاند، على تهجير سكان شمال غزة قسراً، بفرض حصار كامل على المنطقة، مما يعكس نية واضحة لإفراغ المنطقة من سكانها الفلسطينيين.
وأفاد أستاذ جامعي إسرائيلي، عيدان لاندو، أن “خطة الجنرالات” تكشف عن “المظهر الخادع” للاعتبارات الإنسانية، حيث تهدف إلى تسهيل الاستيطان اليهودي في القطاع المحاصر. كما أن الحصار المفروض زاد من معاناة السكان، حيث تراجعت إمدادات الطعام والوقود والمياه، مما يعكس أزمة إنسانية متزايدة.

التداعيات الدولية
تم الكشف عن جوانب مروعة من خطة الجنرالات، حيث يتم التعامل مع الأوضاع الإنسانية بشكل غير إنساني، مما يثير القلق لدى المجتمع الدولي. العديد من المنظمات الإنسانية، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي، حذرت من تداعيات الكارثية على الأمن الغذائي، مشيرة إلى انقطاع المساعدات الغذائية منذ بداية أكتوبر.
وفقًا لتقرير برنامج الأغذية العالمي، لم تدخل أي مساعدات غذائية إلى المنطقة منذ الأول من أكتوبر، مما يؤكد أن تداعيات الوضع الكارثية على الأمن الغذائي لآلاف الأسر الفلسطينية تتفاقم.
تشير التقارير إلى أن سكان مخيم جباليا والمناطق المحيطة به يعانون من نقص حاد في المياه والغذاء، حيث يعيش حوالي 200 ألف مواطن في ظروف قاسية. وفقًا للدفاع المدني، يواجه السكان خطر الموت بسبب القصف أو الجوع والعطش في ظل الحصار الخانق.
تظهر العمليات العسكرية في جباليا مدى تصعيد الأوضاع في شمال قطاع غزة، حيث تسعى إسرائيل إلى تحقيق أهدافها العسكرية مع تجاهل الأبعاد الإنسانية. الاستهداف المستمر للمرافق الحيوية مثل المستشفيات، والحصار المفروض على السكان، كلها تشير إلى أزمة إنسانية متزايدة قد تؤدي إلى نتائج كارثية في الأيام المقبلة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى