الكعبي يكشف في حوار مع وكالة «ستيب» عوامل اخفاق الانتفاضة في تحقيق أهدافها
أرجع رئيس اللجنة التنفيذية لـ«دولة الأحواز» الدكتور عارف الكعبي، عدم نجاح الحراك في الشارع ضد النظام الإيراني، حتى الان إلى عدة أسباب في مقدمتها ان الصراع «صراع اجنحة» داخل النظام الإيراني ومع المعارضة الفارسية في الخارج، وهو صراع على من يحكم طهران.
لماذا لم تحقق الانتفاضة أهدافها؟
ويقول الكعبي في حوار مطول مع وكالة «ستيب» الإخبارية الدولية، عن تحركات الشعب الأحوازي لاستعادة دولته، وملامح مستقبل الانتفاضة في جغرافية ما تسمى إيران، إن هناك احتجاجات منذ أكثر من 70 يوما في الداخل الفارسي وكردستان وبلوشستان المحتلتين، ولكن هذه الاحتجاجات لا ترقى لثورة لأسباب عديدة، الأول هو أن هذه الاحتجاجات التي اندلعت عقب مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني على يد ميليشيا إيران المسماة «شرطة الأخلاق» بلا قيادة، واستغل النظام سلطته واستطاع أن يحجم الاحتجاجات بطريقة بشعة للغاية عبر القمع والقتل والاعتقالات والتهديد للعوائل، لذلك لم تتطور الاحتجاجات إلى ثورة تسقط النظام، في الوقت الحالي.
ويضيف الكعبي، عن أسباب فشل الحراك في تحقيق أهدافه بإسقاط النظام، ان عامل الاختلافات بين قيادات الشعوب غير الفارسية والمعارضة الفارسية كان له دور في عدم تطور الاحتجاجات إلى ثورة، حيث إن للقوميات غير الفارسية توجهات وللمعارضة الفارسية توجهات أخرى، وهذا التقاطع في التوجهات ساهم في عدم وجود قيادة موحدة لقيادة الاحتجاجات في إيران، فكانت النقطة القاتلة للاحتجاجات وعدم انتشارها في جميع مدن إيران، لهذا السبب لم نشارك الاحتجاجات لأننا نرى أن الحراك الموجود الأن صراع بين أجنحة الحكم في طهران وصراع بين المعارضة الفارسية على من يحكم طهران، لهذه الأسباب لم تتطور الاحتجاجات إلى ثورة.
كذبة الأيادي الخارجية
واعتبر الكعبي دعايات الاحتلال الفارسي أن هناك أيادي خارجية وعملاء وجواسيس يقودون الاحتجاجات هي كذبة من النظام، فالاحتجاجات جاءت على مقتل الفتاة الكردية في طهران على يد ما تسمى «شرطة الأخلاق» والتي تتبع التيار المتشدد في طهران، وهناك تيار يسمى «التيار الإصلاحي» وهو استغل هذه الفرصة وتم تأجيج الاحتجاجات من أجل الضغط على الجناح الآخر في السلطة وهو الجناح المتشدد، لكن الشعوب غير الفارسية وفي الداخل الفارسي استغلت الفرصة من أجل إسقاط النظام، وبالتالي خرجت إدارة الأزمة من بين يد «المتشددين» والإصلاحيين» المتشاركين في الحكم وبدأ الخلاف بين المعارضة الفارسية في الخارج والنظام، وشهدنا شعار إسقاط النظام.
ويضيف الكعبي في حواره مع وكالى «ستيب»، لذلك دخل الأكراد والبلوش في الاحتجاجات على أمل أن تكون هناك قيادة موحدة بينهم وبين المعارضة الفارسية في الخارج لإسقاط النظام، ولكن وقع بينهم اختلاف وأصبحت الاحتجاجات بلا قيادة، أو بالأحرى كل يوم يخرج لنا قائد يدعي أنه قائد الثورة.
الاحتجاجات هي شعبية وليست هناك أيادي خارجية ورائها وغياب القيادة جزء من عدم وصول الحراك في الشارع لأهداف، أيضا لا توجد إرادة دولية لإسقاط النظام، وللأسف اكتفت الدول ببيانات الإدانة لأنهم لا يريدون إسقاط النظام الإيراني في الوقت الحالي بل يستخدمون الحراك في الشارع من أجل الحصول على أكبر قدر من المكاسب من النظام في ظل وضعيته الصعبة وموقفه المتأزم في الشارع وعلى المستوى الإقليمي والدولي، وفقا للكعبي.