الطائفة البهائية تفضح زيف الملالي وتندد بالانتهاكات ضد اتباعها
نددت الطائفة البهائية بالانتهاكات التي يتعرض لها أبناء الطائفة الدينية على يد نظام الملالي، مؤكده أن نظام الملالي يحض على الكراهية ضد الأقلية الدينيّة البهائيّة المُضطهدة، ويروج لتهم باطلة في محاولة لتبرير تلك الانتهاكات الجديدة.
وشنت ميليشيات خامنئي حملة اعتقالات واسعة ضد ابناء الطائفة البهائية، واعتقلت العشرات منهم بزريعة التجسس لصالح إسرائيل وتهديد الأمن القومي لطهران.
وقال الطائفة البهائية ، لى الموقع الرسمي للطائفة البهائية “في محاولة لتبرير المداهمات التعسفية الأخيرة للسلطات الإيرانية لمنازل وأعمال 52 بهائيا في مختلف أنحاء إيران واعتقال وسجن 13 بهائيا، أصدرت وزارة الاستخبارات الإيرانية يوم الأحد ٣١ يوليو، بيانا قمعيّاً خطيراً يدعو إلى الكراهية ضد الأقلية الدينيّة البهائيّة المُضطهدة، ويروج لتهم باطلة في محاولة لتبرير تلك الانتهاكات الجديدة”.
وأضاف البيان ” ولقد ادعت وزارة الاستخبارات في بيانها الذي جاء بعد أسابيع من الضغط المتصاعد على البهائيين، أن الاعتقالات كانت ضد أعضاء فيما أسمته بـ “الحزب التجسسي البهائيّ” وأن المعتقلين كانوا “ينشرون التعاليم البهائية الاستعمارية، ويتسللون إلى البيئات التعليميّة” بما في ذلك رياض الأطفال، ومن الواضح أنَّ ذكر رياض الأطفال هو ذريعة لاستهداف عدد من البهائيين الذين يعملون في مجال التعليم في رياض الأطفال، بعد أن كانت في وقت سبق قد اخرجت البهائيين من المؤسسات التعليمية ومنعت شبابهم من الالتحاق بالجامعات”.
وتابع البيان الذي صدر عن الطائفة البهائية “الجامعة البهائيّة العالميّة بدورها تؤكد على رفضها التام لهذه الادعاءات الكاذبة و المنافية للعقل والمنطق، وتعتبرها جزءا من سلسلة الافتراءات والادعاءات المفبركة التي دأبت السلطات في إيران بالترويج لها، لتبرير هجماتها الطائفية والعنصرية ضد البهائيين، مؤكدين أن ما تقوم به الحكومة الإيرانيّة ممارسة قمعيّة واضحة، ومثال واضح ومخجل لخطاب الكراهية والطائفية الذي تروج له في الداخل والخارج”.
هناك أزمة كبيرة قائمة بين السلطات الإيرانية والطائفة البهائية فبخلاف الديانتين اليهودية والمسيحية، لا تعترف إيران بدين البهائية وبالتالي لا يتم ممارسة طقوسه، ولم تكتف السلطات الإيرانية بمنع ممارسة الطقوس فقط، بل تشن حملات مداهمات وهدم مباني واعتقالات بحق أصحاب تلك الطائفة وآخرها حملة الاعتقالات التي طالت عدد من أبناء الطائفة، من بينهم أعضاء سابقين بالهيئة القائمة على إدارة شؤون المجتمع البهائي في إيران، وكان قد سبق حبسهم كسجناء رأي لأكثر من 10 سنوات في المعتقلات الإيرانية.
وقالت ممثلة الجامعة البهائيّة العالميّة لدى الأمم المتحدة ديانا علائي، في بيان لها “إننا نشعر باستياء شديد لأن عددا كبيرا من البهائيين، ومن بينهم مهوش ثابت، وفريبا كمال آبادي، وعفيف نعيمي، قد اِعتقلوا مرة أخرى في إيران”.
وأضافت: “إن ما يثير المزيد من الاستياء هو أن وزارة الاستخبارات تحاول تشويه سمعة هؤلاء الأبرياء على أنهم عملاء لقوى أجنبية ويحاولون تقويض أمن بلدهم. إن بيان الوزارة غير منطقي إطلاقاُ ومتضارب في مضمونه، كما أنَّ إدعاءات الوزارة واهيّة ولا أساس لها من الصحة. فبدلاً من أن تشتغل السلطات الإيرانيّة بمعالجة مشاكلها الداخليّة والتحديات التي تواجهها، تقوم بتوجيه هجماتها ضد الأبرياء، وتحاول جاهدة تأجيج الكراهيّة الدينيّة والطائفية”.
وأضافت علائي، “لقد زعمت الحكومة الإيرانيّة لأكثر من ٤٠ عاماً أن البهائيين جواسيس لدول أجنبية، لكنها فشلت طوال هذه السنوات في تقديم أي أدلة موثوقة تثبت ذلك. وقد وصل بهم الحال إلى مرحلة من السقوط الأخلاقي بحيث يهاجمون معلمي رياض الأطفال وبرامج رعاية الأطفال الصباحيّة، معتبرين عمل هؤلاء تهديداً للأمن القوميّ”.
وتابعت “إن احتجاز هؤلاء البهائيين يدل على مدى القسوة والعنف التي تمارسها الحكومة الإيرانيّة في حملتها الممنهجة لاضطهاد المجتمع البهائيّ بأكمله، مضيفة أنّ مهوش ثابت، وفريبا كمال آبادي، وعفيف نعيميّ، يعتبرون رموزاً للصمود في إيران، ومعروفين في جميع أنحاء العالم بشجاعتهم كسجناء رأي”.
وأردف البيان قائلا ” ولن يصدّق أحد الادعاءات والأعذار الواهية التي تستخدمها الحكومة الإيرانيّة لتبرير مهاجمة واضطهاد مجتمع مسالم مغلوب على أمره، إن هذه الخطوات والحرب النفسيّة التي يتم تصعيدها، والتي يبدو أنّه لا هوادة فيها، تُمهّد الطريق لمزيد من الاضطهادات ضد البهائيين في الأسابيع والأشهر المقبلة”.
ومن ضمن المعتقلين الذين ألقت إيران القبض عليهم، 3 أشخاص كانوا أعضاء في مؤسسة تُعرف باسم “ياران” أو “أصدقاء إيران”، والتي كانت حتى عام ٢٠٠٨م بمثابة فريق غير رسمي لإدارة شؤون المجتمع البهائي في إيران، وتم إلقاء القبض على جميع أعضائها السبعة في عامي ٢٠٠٧ و ٢٠٠٨، وسُجن كل منهم لمدة عشر سنوات، ولقد تم حل عضويّة هيئة الياران عند اعتقال القائمين عليها في المرة الأولى، ولم يتم إعادة تفعيلها أو تأسيسها.
وبالتالي ووفقًا للبيان الذي صدر عن الطائفة البهائية، فإن التصريحات الصادرة عن وزارة الاستخبارات والتي تنوه إلى أن المعتقلين جزء مما دعته “الأعضاء الأساسيين” في “حزب التجسس” البهائيّ، مغلوطة.
وتأتي هذه المداهمات والاعتقالات بعد أيام من اعتقال ٢٠ بهائيّا في شيراز، وطهران، ويزد، وبوجنورد، وسجنهم وتفتيش منازلهم وإغلاق أعمالهم، وكان ذلك بعد أقل من شهر من اعتقال، واستدعاء، و سجن ٤٤ بهائي آخر من جميع أنحاء إيران، والحكم على ٢٦ شخصا منهم في مدينة شيراز، بالسجن لمُدد مجموعها ٨٥ عاماً، وبذلك يكون قد تم استهداف أكثر من مائة بهائي في إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية.