أهم الأخبارمقالات

اغتيال خدايي… إلى أي مدى غيرت إسرائيل سياستها تجاه إيران؟

هدى رؤوف 

في ظل تباطؤ تقدم مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وربما تضاؤل الأمل في شأن التوصل إلى اتفاق إيراني أميركي، اغتالت إسرائيل العقيد في الحرس الثوري الإيراني صياد خدايي.

العملية الإسرائيلية تؤشر إلى عدد من الدلالات المرتبطة بسياسة إسرائيل تجاه إيران، ورد الفعل الإيراني وتأثيرات عدم التوصل إلى اتفاق إيراني – أميركي.

وبشكل عام يمكن القول إن هناك تحولاً في سياسة إسرائيل تجاه طهران، فصحيح أن إسرائيل أعلنت أنها ستظل تتصرف منفردة تجاه إيران بعيدة من واشنطن، ووفقاً لمتطلبات الأمن القومي الإسرائيلي فإن إسرائيل قد أوقفت موقتاً نشاطها ضد البرنامج النووي الإيراني، ربما انتظاراً لنتائج التفاوض بين طهران وواشنطن، لكنها من جهة أخرى تستمر في مواجهة سلوك إيران داخل سوريا لترسيخ وجودها هناك، لكن أخيراً عملت إسرائيل على التصدي لإيران خارج سوريا أيضاً، مستهدفة ضباطاً من الحرس الثوري الإيراني.

وتسعى إسرائيل من جهة أخرى إلى إرسال رسائل مفادها قدرة إسرائيل على اختراق إيران من قبل الـ “موساد” الإسرائيلي والاستخبارات العسكرية.

ويعد صياد خدايي واحداً من كبار مساعدي القائد السابق لـ “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري قاسم سليماني، وكان ناشطاً في وحدة (840) التابعة لفيلق القدس والمسؤولة عن العمليات الخارجية ضد أهداف إسرائيلية ويهودية.

وكانت آخر عمليات الوحدة محاولة اغتيال القنصل الإسرائيلي في تركيا، وجرى الكشف عن العملية من الـ “موساد” الذي اختطف ضابطاً متعاوناً مع الحرس الثوري في طهران واستجوبه لساعات في طهران، كما حرص الـ “موساد” على نشر مقتطف من الاعتراف المسجل.

ووفقاً لاغتيال خدايي قررت إسرائيل العمل ضد “فيلق القدس”، ليس فقط في سوريا حيث يواصل سلاح الجو الإسرائيلي مهاجمة قواعده، لكن أيضاً في إيران.

ومن ثم فإن حرب إسرائيل السرية ضد إيران ليست موجهة فقط ضد البرنامج النووي، لكن أيضاً ضد “فيلق القدس” الذي يمثل الوجه العسكري لسياسة إيران الإقليمية، إذ يتمحور الدور الرئيس له في أن يكون رأس حربة لعمليات إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، في سوريا والعراق ولبنان واليمن وقطاع غزة والضفة الغربية.

كما تؤشر عملية الاغتيال إلى نجاح الـ “موساد” مراراً وتكراراً في العمل على الأراضي الإيرانية، بخاصة في طهران، فقد سبق وسرق الأرشيف النووي الإيراني من مستودع في المنطقة الصناعية بطهران أوائل العام 2018، وكذلك اغتال رئيس البرنامج النووي العسكري الإيراني محسن فخري زاده في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.

كما تعرض مستودع للطائرات من دون طيار في قاعدة جوية غرب إيران إلى الهجوم والتدمير، على الرغم من أن إيران لم تنسب الهجوم إلى أحد واعتبرته عملاً داخلياً.

ويبدو أن حرب الظل هذه المستمرة منذ سنوات بين إسرائيل وإيران تتفاقم، ويبدو أن التحول في الاستراتيجية الإسرائيلية وجرأتها المتزايدة نابع من التزام إسرائيل، تحت ضغط من الولايات المتحدة، بتجميد جميع الأنشطة ضد البرنامج النووي الإيراني، طالما أن المفاوضات جارية بين إيران والقوى الدولية.

ومن ناحية أخرى يواصل القادة الإسرائيليون ومن بينهم بينيت ووزير الدفاع بيني غانتس التصريح بأنه حتى لو جرى التوصل إلى اتفاق مع إيران لتقليص برنامجها النووي، فإن إسرائيل لن تعتبر نفسها ملزمة بما يحقق أمنها القومي فقط، ومن ثم فإنه في ظل تباطؤ وتضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق بين إيران والغرب، ستستمر إسرائيل في العمل على نطاق واسع داخل إيران وخارجها ضد البرنامج النووي والعمليات الخارجية لإيران، سواء داخل إيران أم خارجها، ومن ناحية أخرى ستصبح طهران أكثر عدوانية في سياستها الخارجية، لأنها ستكون فقدت الأمل في أي علاقات مع الغرب.

اندبندنت عربية

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى