أهم الأخبارمقالات

هرب شقيقة خامنئي

 

ناصر الحزيمي

في عام 1985 نشرت الصحف خبرا مطولا حول هرب شقيقة علي خامنئي ((… وقالت بدري حسيني خامنئي في تصريح للصحفيين في بغداد: إنها غادرت إيران برا بمساعدة الأصدقاء بعد أن رفض أخوها منحها جواز سفر. وأضافت أنها لن تقوم بنشاط سياسي بخلاف زوجها علي طهراني الموجود في العراق منذ أكثر من عام، وكان طهراني وأبناؤه الخمسة موجودين في المؤتمر الصحفي. وقالت بدرى “40 عاما” إنها طلبت من أخيها منحها جواز سفر منذ ثمانية أشهر ولكنه أبلغني أنه ليس بمقدوره عمل شيء لي، وأن والدتها لم تستطع إقناعه بمنحي جواز سفر. وأضافت أن أحمد بن الخميني رفض أيضا مساعدتها خوفا من أن تلحق زوجها في العراق. وقالت لقد أبلغته أن النظام الحالي في إيران أسوأ من نظام الشاه لأن الشاه سمح لعائلتك بأن تلحق بأبيك “الخميني” عندما نفي إلى العراق قبل 20 عاما… )).

في تلك الفترة لم يكن علي الخامنئي إلا تابعا ضمن مجموعة من أتباع الخميني، وكان الهروب من إيران قد انتشر بسبب تنمر جماعات الولي الفقيه وانقلاب الخميني على جميع ما كان يعد به من حقوق الإنسان والحكم الرشيد والعدالة، وانقلب على من كان شاهدا على ذلك، ونفذت أحكام الإعدام بكثرة، هذه مرحلة كنا شهودا عليها وعلى مآسيها إلا أن هذه المرحلة هي التي صنعت مشهد الثورة الإسلامية الحالي، والمرشد علي الخامنئي وشكلت سلوكه السياسي النفعي، لهذا لا يوجد عنده أي هم إصلاحي يذكر، وما ينتج في مسيرة المرحلة من إصلاحات هو من رسم وتخطيط جماعات الولي الفقيه، ووجوده أو عدم وجوده مرهون بإرادة مجموعة الولي الفقيه، فعلاقات الولي الفقيه بالإصلاحات هي علاقة تكتيكية بحتة لم تدخل في استراتيجية الولي الفقيه إلا شكلية. هذه الأمور يفقهها الخامنئي لهذا هو على علاقة أكثر من ممتازة مع الحرس الثوري، فخامنئي يحرص في مناسبات عدة على الالتقاء بالحرس الثوري والتودد له بشكل ظاهر ومتكرر بعكس علاقته بالجيش ووزارة الدفاع التي يشوبها البرود والتنمر أحيانا من قبله. إن الحرس الثوري هم حماة حركة الولي الفقيه، وبعضهم يقلد علي الخامنئي خصوصا فيلق القدس و(حزب الله) في لبنان والعراق، علما هناك من ينكر وصول علي الخامنئي لمرحلة آية الله ناهيك عن مرحلة آية الله العظمى وهي مرحلة التقليد عند الشيعة الإمامية، فمن المعروف أن علي الخامنئي قد وصل إلى المرحلة السطوحية العليا ولم يتمها، لهذا كان الخميني في أواخر رسائله المرسلة لعلي الخامنئي يطلق عليه مصطلح “حجة الإسلام”، وهذا اللقب الحوزوي يعني أن صاحبه قد بدأ بالدراسة السطوحية العليا وهو ما لم يستمر فيه خامنئي أي لم يتمه، كما أن الوقائع تقول لنا إن علي الخامنئي هو أحد صنائع رفسنجاني، فمعرفتهم تمتد إلى الفترات المبكرة منذ الخمسينات، وهي فترات كان علي الخامنئي يعاني فيها من ضيق مادي وكان ملاذه الأول هو رفسنجاني سليل تجار الفستق الكبار في البازار وصاحب الثروة الكبيرة، هذا الرجل قد أنفق الكثير من ثروته على مشروع الخميني الثوري بل هو من كان يمول بشكل رئيس مصروفات الخميني، ولا ننسى أن الخميني في تلك الفترة لم يكن مقلدا ولم يأخذ الخمس أو الزكاة أو الصدقات من أتباعه بعد، وكانت موارده المالية عبارة عن تبرعات وهبات، ويقال إن الخميني قد استلم مبالغ من الاستخبارات الأميركية عن طريق الحكومة الفرنسية في فترة وجوده في فرنسا، كما أنه سبق أن استلم مبالغ تبرعات وهبات من مؤيديه أثناء وجوده في العراق بمعرفة الحكومة العراقية وتدبيرها، وحينما علم الشاه محمد رضا بهلوي أن هنالك في لبنان من يرسل تبرعات للخميني في العراق أرسل الشاه موسى الصدر إلى لبنان للحد من تأثير الخميني وهيمنته ومعالجة قضية التمويل والتبرعات، كما أن هنالك أموالا مشبوهة المصدر قد وصلت للخميني في مرحلة وجوده في فرنسا، كل هذه الأمور بدأت تتكشف هذه الأيام بعد رفع السرية عن وثائق تلك المرحلة، وسوف نفاجأ مستقبلا في كثير من كذب وزيف الخطاب المصاحب لخميني الثورة الإسلامية، وكيف أن الولايات المتحدة الأميركية صنعته صناعة ومكنته من السيطرة على رقاب الشعب الإيراني.

نقلا عن العربية 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى