
غروسي: التوصل لاتفاق جديد مع إيران “مستحيل” قبل حل مشكلة “آثار اليورانيوم”
تصاعدت أزمة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران بسبب عدم حل مشكلة آثار اليورانيوم التي عثر عليها في مواقع غير معلنة، وذلك وسط تصاعد التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفي تصريح لصحيفة “بلومبرغ”، قال رافائيل غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن “المنطق السليم يقتضي أن لا يمكن البناء على أساس غير مستقر”. وأكد غروسي ضرورة معالجة المشكلات المتعلقة بآثار اليورانيوم التي تم اكتشافها في أماكن لم يكن من المفترض أن تشهد أي نشاط نووي.
وأضاف غروسي قائلا: “لقد اكتشفنا آثار يورانيوم في أماكن لم يكن من المفترض أن تستضيف أي نشاط نووي”. وأوضح أنه رغم الجهود المبذولة من قبل الوكالة، لم تقدم إيران حتى الآن إجابات مرضية بشأن هذه الأسئلة العالقة، معترفا بأن “حالة المناقشات مع إيران بشأن هذه القضايا لا ترقى إلى توقعات الوكالة”.
وأشار غروسي إلى أن المفاوضات مع إيران في الوقت الحالي لا تسير في الاتجاه الذي كانت تأمله الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلا: “حسنا، يجب أن أعترف: نحن لسنا في المكان الذي نرغب أن نكون فيه”.
وفيما يتعلق بالجهود الدولية، أشار غروسي إلى محاولات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للتواصل مع المرشد الأعلى لإيران، مؤكدا على أهمية استمرار الحوار. كما أكد أن زيارته الأخيرة إلى إيران، بالإضافة إلى الزيارة المقبلة، ستكون ضرورية للتوصل إلى حل للقضايا العالقة وتحقيق تقدم ملموس.
وأضاف غروسي أن هذه القضايا مترابطة، حيث توجد أسئلة عالقة من الماضي يجب معالجتها قبل البناء على اتفاقات مستقبلية قابلة للتطبيق. وأوضح أن “هذه الأمور مترابطة لأن لديك الأسئلة العالقة من الماضي، ومن ثم هناك إمكانية في الوقت نفسه للتوصل إلى اتفاق قابل للتطبيق للمستقبل”.
كما أشار غروسي إلى أن هناك قلقا كبيرا بشأن إمكانية امتلاك إيران أسلحة نووية، قائلا: “إضافة ذلك إلى مجموعة الأسلحة النووية سيكون كارثيا في منطقة الشرق الأوسط المتقلبة”، مؤكدا على ضرورة إيجاد مسار قابل للتطبيق للمستقبل.
في الختام، دعا غروسي إلى استمرار الجهود من جانب الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين وإيران للوصول إلى حل شامل، ولكنه شدد على أن هذا يجب أن يتم فقط بعد حل القضايا العالقة المتعلقة بآثار اليورانيوم.
وقد حددت الوكالة في عام 2019 عددا من الأسئلة المتعلقة بمواد نووية محتملة غير معلنة وأنشطة متعلقة بالمجال النووي في إيران، وأجرت عمليات تفتيش في ثلاثة مواقع غير معلنة – تركوز آباد (2019)، وفارامين (2020)، و”ماريفان” (2020) – ووجدت جزيئات يورانيوم ذات منشأ بشري في كل من هذه المواقع الثلاثة.
وعقب اعتماد قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر 2024، قامت إيران بإعادة معدل إنتاج اليورانيوم المخصب حتى 60% إلى المعدل السابق قبل 16 نوفمبر 2024، وبعد ذلك، في أوائل ديسمبر 2024، زادت بشكل كبير معدل إنتاج اليورانيوم المخصب حتى 60% في منشأة فوردو لتخصيب الوقود.