رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية شريف عبد الحميد: تضحيات الأحوازيين ستتوج بإعلان الدولة المستقلة
“تنفيذية الأحواز” لعبت دورا مهما في تعريف العالم بالقضية الأحوازية
الشعب العربي الأحوازي قدم تضحيات كبيرة وغالية من أجل حريته
النظام الإيراني لن يتخلى عن مشروعه التوسعي.. وسيقدم تنازلات في محادثات النووي
غياب موقف عربي موحد يؤثر على مواجهة إيران
الإعلام العربي مقصر تجاهالقضية الأحوازية
أكد رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية شريف عبد الحميد، أن طهران لن تتخلى عن مشروعها الإمبراطوري، المستند إلى محددات طائفية لم يعد لها مكان في عالمنا اليوم، بمعنى أن طموحات الملالي في “تصدير الثورة” مازالت قائمة وفعّالة في النهج السياسي الإيراني العدواني، لافتا في أنهاتسعى لصفقة في مفاوضات النووي عبر تقديم تنازلات مقابل بقاء نفوذها الإقليمي.
وعبر عبد الحميد في حواره لـ”دولة الأحواز” عن اعجابه الشديد ودعمهلحراك الشعب العربي الأحوازي ضدالاحتلال الفارسي، والذي بدأ من اللحظة الاول من الاحتلال في 1925 وحتى اليوم، مشيدا بتضحيات الشعب العربي الأحوازي على مدار نحو قرن من الزمان من أجل الحرية ، الأمر الذي يؤكد وجود الاستمرارية في هذا الكفاح، مؤكد أن حراك الشعب العربي الاحوازي سوف يصل لهدفه بإعلان دول الأحواز العربية المستقلة.. إلى نص الحوار
*كيف ترى النظام الإيراني في ظل استمرار سياسته التوسعية بالمنطقة؟
في تقديري أن نظام الملالي الإيراني ماضٍ في غيّه وأوهامه، وأنه سوف يسعي إلى تكريس المزيد من سياسته التوسعية في الشرق الأوسط، خصوصًا أن تمدد النفوذ الإيراني تضمن للنظام ممارسة الضغوط على الأطراف كافة، سواء الإقليمية أو الدولية، ولكونه أداة من أدوات التفاوض في الملف النووي، حيث يسعى النظام إلى تقديم بعض التنازلات في “مفاوضات فيينا” مع الولايات المتحدة، حال استئنافها، مقابل السماح له بالتوسع بشكل أكبر في المنطقة، بمعنى أنه يستهدف عدم إدراج قضية نفوذه الإقليمي أو صواريخه الباليستية في هذه المفاوضات، مستغلًا رغبة واشنطن في النأي بنفسها عن صراعات الشرق الأوسط، والتفرغ لمواجهة النفوذ الصيني.
وأعتقد أن طهران لن تتخلى بأي حال من الأحوال عن مشروعها الإمبراطوري، المستند إلى محددات طائفية لم يعد لها مكان في عالمنا اليوم، بمعنى أن طموحات الملالي في “تصدير الثورة” مازالت قائمة وفعّالة في النهج السياسي الإيراني العدواني.
*لماذا لا يوجد موقف عربي موحد لمواجهة إيران؟
السر في عدم وجود موقف عربي موحد تجاه إيران، هو أن لكل دولة موقفها الخاص من النظام الإيراني، تبعًا لمصالحها السياسية الضيقة، من دون إدراك مدى الخطر الذي يُحدق بالمنطقة ويهدد الاستقرار فيها، بسبب الطموحات الإيرانية.
ومن المؤسف أن بعض الدول العربية لا تعتبر إيران عدوًا، بل إنها تمتلك علاقات وثيقة مع طهران، الأمر الذي يؤثر على الموقف العربي برمته، خاصة في ظل نجاح الملالي في تطبيق السياسة الاستعمارية القديمة “فرق تسد”، فقد نجحت طهران إلى حد بعيد في إحداث شروخ كبيرة في الموقف العربي تجاه سياستها التوسعية التي لا تخفى على أحد، ويلحظها القاصي والداني.
*كيف ترى انتفاضة الشعوب المحتلة في إيران، وهل هذه الشعوب قادرة على الوصول إلى الحرية؟
انتفاضة الشعوب المحتلة لها دور مهم في تعرية النظام الإيراني أمام العالم، وإظهار وجهه القمعي البغيض للجميع, غير أن مشكلة هذه الانتفاضة أنها لا تتمتع بالاستمرارية المطلوبة لكي يعلم الرأي العالمي أن ثمة شعوبًا مضطهدة ومسلوبة الحرية داخل البلاد، فهي مجرد هبّات شعبية متقطعة. ولكي تحصل هذه الشعوب على حريتها لابد أن تنظم المزيد من الانتفاضات والاحتجاجات، حتى يتعاطف معها العالم، وتدعمها القوى الدولية المؤثرة، وهو أمر بعيد المنال في الوقت الراهن.
*ما هي رؤيتكم للحراك الأحوازي، وهل الشعب العربي قادر على الاستقلال؟
لم يتوقف الحراك الثوري الأحوازي منذ احتلال الإقليم عام 1925، فقد دفع شعب الأحواز العربي ثمنًا باهظًا من دماء أبنائه المخلصين في تطلعه إلى الحرية على مدار نحو قرن من الزمان، الأمر الذي يؤكد وجود الاستمرارية في هذا الكفاح، غير أن سياسية القبضة الحديدية التي ينتهجها نظام الملالي تجاه الإقليم، قد تحول – مؤقتًا- دون تحقيق الهدف النهائي لهذا الحراك الثوري، وهو الاستقلال عن إيران، وإعلان دولة الأحواز العربية المستقلة.
ومن الأهمية بمكان، السعي إلى توفير غطاء دولي للتحركات الأحوازية الساعية إلى التخلص من الاحتلال الإيراني، وعرض هذه القضية العادلة في كل المحافل، سواء من خلال أجهزة الأمم المتحدة، أو المنظمات الحقوقية الدولية، حتى يقتنع العالم أجمع بأن الأحواز ليست جزءًا من إيران، بل هي دول تتمتع بكل مقومات الاستقلال، ومن حق أبنائها يقرروا مصيرهم بأنفسهم.
*لماذا لا يوجد دعم رسمي عربي للحراك الأحوازي؟
من المعلوم أن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر هو أول من قدّم دعمًا رسميًا عربيًا للحراك الأحوازي في ستينيات القرن الماضي، بالمال والسلاح. فضلًا عن الدعم الذي قدمه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لاستقلال الإقليم، خلال الحرب “العراقية – الإيرانية”. ومنذ ذلك التاريخ، لم نر أي دعم عربي رسمي لقضية استقلال الأحواز، بسبب انشغال كل دولة عربية بمشاكلها الخاصة، وخشية معظم الدول من الاستفزاز الإيراني الذي لن يتورع عن الرد على ذلك الدعم من خلال الميليشيات الإرهابية والخلايا النائمة.
وهو نفس السبب الذي يمنع الحكومات العربية من الاعتراف رسميا بـ “اللجنة التنفيذية لدولة الأحواز”، فليس ثمة دولة تريد أن توقع نفسها تحت طائلة عملاء إيران، بل إن لكل دول مصالحها الخاصة التي لا تريد المساس بها.
ورغم عدم وجود دعم رسمي عربي للحراك الأحوازي، فإن الرأي العام العربي متعاطف بشدة مع قضية استقلال الأحواز، وهو ما تجلى خلال “انتفاضة المياه” الأخيرة في الإقليم، فقد تابع المواطنون العرب من المحيط إلى الخليج هذه الانتفاضة عن كثب، وأبدوا الكثير من الحماس والتأييد لنضال الشعب العربي الأحوازي.
*كيف تقيم تغطية الإعلام العربي للحراك الأحوازي؟
أرى أن الإعلام العربي مُقصّر تمامًا في حق القضية الأحوازية، وهو تقصير مردّه عدم وعي الإعلاميين العرب بأهمية هذه القضية، والنظر إليها نظرة قاصرة باعتباره شأنًا إيرانيًا داخليًا، وهو الأمر الذي يمكن تغييره بالمزيد من التواصل مع وسائل الإعلام العربية، لكي يدرك القائمون عليها أن استقلال الأحواز “قضية عربية” في المقام الأول، وأنه ينبغي تسليط الضوء عليها، حتى يحصل شعب الإقليم على حقه في تقرير مصيره، وإنهاء الاحتلال الإيراني لبلاده.
*كيف ترى دور “اللجنة التنفيذية لدولة الأحواز” في استعادة الدولة الأحوازية المستقلة؟
لا جدال أن “اللجنة التنفيذية لدولة الأحواز” تقوم بدور مشهود في تعريف العالم بقضية الإقليم، وينبغي على اللجنة مواصلة الكفاح بكل السبل الممكنة سعيًا إلى الاستقلال، ومن ذلك ضرورة تنشيط الحراك الإعلامي، سواء على المستوى العربي أو الإقليمي، لكسب المزيد من المؤيدين للقضية الأحوازية، خصوصًا أن الإعلام بات يلعب دورًا كبيرًا في قضية استقلال الشعوب.