تقارير

تحالف عربي إسرائيلي.. البناء والاستقرار في مواجهة إرهاب ايران

اعتبر مراقبون أن القمة الثلاثية التي عقدت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في شرم الشيخ المصرية، أن تؤسس لتحالف عربي- اسرائيلي في يطوي صفحة الصراعات ويمد مجالات التنمية والتعاون والبناء في الاقليم بعد عقود من الصراع، وأيضا مواجهة ارهاب إيران التي تنشر الخراب والدمار.

 تحالف عربي إسرائيلي يقوم على المصالح
وذكرت صحيفة العرب اللندنية أن قمة شرم الشيخ تعد بمثابة “ولادة لتحالف عربي إسرائيلي يقوم على المصالح، ويلبّي طموحات التنمية والاستقرار في المنطقة ويترك وراءه مخلفات العقود الماضية من حروب ومشاحنات وشعارات”.
وتشدد الصحيفة أن “التحالف الثلاثي يرسل إشارة واضحة إلى السعودية مفادها أن الوقت لم يعد يحتمل المزيد من الانتظار في ظل التغييرات الحاصلة في المنطقة، وفوضى الإشارات الأمريكية التي لا تراعي مصالح الخليجيين، وتعطي الأولوية لإيران وتمهد لإطلاق يدها على أكثر من مستوى سواء ما تعلق بالسباق نحو التسلح النووي وغير النووي أو ما تعلق بتمكينها من عائدات النفط للإنفاق على أذرعها وتهديد أمن المنطقة”.

رؤية الإمارات القائمة على ترسيخ الاستقرار

كما أوضحت صحيفة البيان الإماراتية ان القمة تؤكد “ما تضعه الإمارات من أهمية للتعاون والتنسيق والتشاور في هذه المرحلة العالمية الحساسة، وضرورة زيادة هذا التعاون في مواجهة التحديات المشتركة، خصوصاً مع رؤية الإمارات القائمة على ترسيخ الاستقرار والابتعاد عن الصراعات والاستقطابات، والالتفات إلى تحقيق الطموحات التنموية للشعوب”.
وأضافت أن اللقاء الثلاثي يبرز “نهج الإمارات الثابت في العمل الجماعي من أجل استقرار المنطقة لإيمانها الكامل بأهمية منطقتنا للعالم أجمع، وأمنه وسلامه، وكذلك لتأثير استقرارها الكبير على الاقتصاد والازدهار عالمياً، وخصوصاً ما يتعلق بضمان إمدادات الطاقة التي تعد محركاً رئيسياً للتنمية على مستوى العالم أجمع”.

ناتو عربي اسرائيلي
كما لفتت صحيفة جلوبال نيوز الكندية إلى حذر مشترك من “رغبة أمريكية في استيعاب إيران في مواجهة خطر إطلاق يدها على أكثر من مستوى، سواء في السباق نحو التسلح النووي وغير النووي، أو الاستخدام غير المقيد لعائدات النفط لشراء الأسلحة وتهديد أمن المنطقة”.
وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، عيدان رول لصحيفة آراب ويكلي التي تصدر في لندن: “إننا نرى بوضوح تعزيز محور يقدم رواية أخرى في الشرق الأوسط، أنه يمكننا العمل معًا والتعاون في الشؤون الاقتصادية والدفاعية”، وفي تصريحات لإذاعة كان، أضاف عيدان أن “إسرائيل ملتزمة ببناء شراكة جيدة مع أي شخص ممكن ضد المحور المتطرف لإيران”.
ولفتت الصحيفة الكندية إلى تصريحات صادرة عن مكتب بينيت في وقت لاحق أوضحت ببساطة إن الدول الثلاث ناقشت تعزيز العلاقات على جميع المستويات في محادثاتها، التي بدأت يوم الاثنين وامتدت إلى يوم الثلاثاء.

استراتيجية الدفاع الإقليمية ضد إيران
وبحسب القناة 11 الإسرائيلية، سيطلق على التحالف العسكري اسم “استراتيجية الدفاع الإقليمية” ضد إيران، وسيشمل الدفاع الصاروخي المشترك، والدفاع ضد ضربات الطائرات المسيّرة الإيرانية.
ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن هذا الحلف بالإضافة إلى الدول العربية التي لها علاقات رسمية مع إسرائيل، من المحتمل أن يضم دولا عربية أخرى.
وبحسب “تايمز أوف إسرائيل”، تناول الاجتماع أيضًا قضية زيارة بشار الأسد للإمارات، وقدم محمد بن زايد مزيدًا من التفاصيل حول زيارة بينت والسيسي.

مواجهة تنامي الطموحات التوسعية الإيرانية
ويرى المحللون الإقليميون ظهور تحالف عربي إسرائيلي موسع، مع انضمام دول عربية جديدة إلى عملية السلام وتضم هذه المجموعة إلى جانب مصر والأردن الإمارات والمغرب والبحرين والسودان وعمان. ويشير المحللون إلى أن تنفيذ مشاريع اقتصادية وتجارية وتكنولوجية واستثمارية مشتركة من المرجح أن يعزز الثقة بين إسرائيل وجيرانها العرب وهم يعتقدون أن التأثير الإيجابي لأي من هذه المشاريع على مستويات المعيشة لسكان المنطقة سيقلل من مقاومة التطبيع على المستوى الشعبي ويمهد الطريق لتعاون أمني وعسكري غير مسبوق نحو تشكيل تحالف تشعر العديد من الدول العربية بالحاجة إليه في مواجهة تنامي الطموحات التوسعية الإيرانية وعدم قدرتها على الاعتماد على التزام الولايات المتحدة بضمان أمنها.
وأدى الخلاف مع واشنطن بشأن هاتين المسألتين إلى زيادة التوترات بين الولايات المتحدة والقوى الخليجية المصدرة للنفط، والتي تخشى عودة إيران إذا كانت قادرة على تصدير النفط مرة أخرى بموجب اتفاق نووي مع واشنطن.
وقال المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله “لدينا بعض كبار حلفاء الولايات المتحدة غير راضين عن نهج بايدن وعندما يقفوا معًا ويتحدثوا بصوت واحد، قد يكون لذلك صدى”.

ونقلت آراب ويكلي عن مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير عزت سعد، قوله إن اجتماع شرم الشيخ انعقد عشية التوقيع المرتقب للاتفاق النووي الإيراني، حيث تُبذل جهود جادة لتبني اتفاقية خليجية مشتركة وعكست القمة الموقف المصري الإسرائيلي الرافض للصفقة.
كما علق خالد عكاشة، رئيس المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، قائلا إن اجتماع السيسي مع بن زايد وبينيت كان سيركز على تأثير الصراع في أوكرانيا، في حين أن الدول الثلاث لديها وجهات نظر متداخلة بشأن إيران.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى