انفجارات “البيجر” في لبنان: 4000 مصاب و11 قتيل غالبيتهم من حزب الله
هزت انفجارات متتالية ومتزامنة لأجهزة اتصالات لاسلكية محمولة، تُستخدم من قبل عناصر حزب الله، عدة مناطق في لبنان، مما أدى إلى وقوع نحو 4000 مصاب و11قتلى غالبيتهم من عناصر حزب الله . وفي أعقاب هذه الأحداث، تكشفت تفاصيل جديدة حول الأجهزة المعروفة باسم “البيجر”.
وأفاد مسؤول إسرائيلي سابق بأن أجهزة المخابرات الإسرائيلية خططت لاستخدام أجهزة “البيجر” المفخخة كضربة افتتاحية في حرب شاملة ضد حزب الله. وقد تمكنت إسرائيل من “زرعها” في صفوف الحزب كجزء من استراتيجية تهدف إلى شل حركة الحزب. ومع ذلك، فإن القلق بدأ يساور القادة الإسرائيليين من احتمال اكتشاف حزب الله لهذه الأجهزة.
قرار تفجير الأجهزة جاء بعد اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار وزرائه ورؤساء قوات الدفاع، حيث تقرر تنفيذ الهجوم لتجنب اكتشاف العملية من قبل حزب الله.
حزب الله والحكومة اللبنانية حملا إسرائيل مسؤولية الهجوم، لكن تل أبيب لم تصدر أي تعليق رسمي. هذا الحادث يُعتبر الاختراق الأكبر منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، ويظهر حجم التأثير الكبير لهذه الأجهزة على عمليات الحزب.
وأكدت حصيلة غير نهائية أعلن عنها وزير الصحة اللبناني إصابة حوالي 4000شخص، بينهم السفير الإيراني في لبنان. كما سجلت الوفيات 11أشخاص، بينهم طفلة وسيدة ونجل النائب في حزب الله علي عمار.
كما تشير التقارير إلى أن نجل حسن فضل الله، أحد القادة السابقين في حزب الله، وأبناء عدد آخر من كبار أعضاء حزب الله، من بين القتلى في هذا الحادث.
ويعد جهاز “البيجر” عنصراً أساسياً في اتصالات الحزب، ويحمله آلاف من عناصره، وذكرت وكالة رويترز للأنباء، نقلاً عن مسؤول أمني لبناني كبير ومصدر مطلع آخر، أن الموساد، وكالة التجسس الإسرائيلية، وضعت كمية صغيرة من المواد المتفجرة في 5000 جهاز استدعاء تايواني طلبها حزب الله قبل أشهر
وقال هذا المصدر الأمني اللبناني لرويترز إن حزب الله طلب 5000 جهاز استدعاء من شركة “جولد أبولو” التايوانية التي وصلت إلى لبنان في الربيع.
وبالاعتماد على الصورة، حدد طراز أجهزة النداء هذه باسم EP924، وهي مثل أجهزة النداء الأخرى يمكنها استقبال الرسائل النصية، لكنها لا تستطيع إجراء مكالمات هاتفية.
في ضوء التطورات الأخيرة، أفادت مصادر لبنانية بأن حزب الله كان قد بدأ استخدام الرموز في رسائله وخطوط الهواتف الأرضية للتملص من تكنولوجيا المراقبة الإسرائيلية المتطورة.
من جانب آخر، أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن انفجار أجهزة الاتصال قد يكون ناتجاً عن برمجيات خبيثة رفعت حرارة البطاريات، مما أدى إلى انفجارها. بينما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن أجهزة “البيجر” المتفجرة تم طلبها من تايوان، لكن تم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان، حيث كانت المواد المتفجرة التي تم إدخالها فيها تزن حوالي أونصة إلى اثنتين.
تستمر التحقيقات في هذا الحادث، الذي يعد نقطة تحول في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، مما يزيد من حدة التوترات في المنطقة. تتطلب الأحداث الأخيرة مراقبة دقيقة من قبل الأطراف المعنية، في ظل القلق المتزايد من تصعيد العنف.