السعودية تحذر من استمرار إيران سياسة التضليل بشأن برنامجها النووي
أكدت المملكة العربية السعودية، أن مسلسل تجاوزات وانتهاكات إيران لاتفاق الضمانات المعقود بموجب معاهدة عدم الانتشار مع إيران (CSA)، ولخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، مؤكداً أن التقارير تُظـهر عدم شفافية الجانب الإِيراني في التعامل مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال سفير خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، لدى جمهورية النمسا والمندوب الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ومحافظ المملكة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في جلسة دورة شهر يونيو لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)ن اليوم الجمعة: أن التقارير تُظـهر عدم شفافية الجانب الإِيراني في التعامل مع مطالب الوكالة المتعلقة بأربعة مواقع في إيران تتضمن أنشطة ومواد نووية غير مُعلن عنها، لما يقارب سنتين؛ حيث استمرت إيران في تقديم ردود غير مرضية ليست لها مصداقية تقنياً، حيال وجود جسيمات يورانيوم متعددة بشرية المنشأ ومعدلة النظائر، فضلاً عن عدم قدرة إيران الرد على تساؤلات الوكالة حيال إمكانية وجود يورانيوم طبيعي على شكل قرص معدني، ما يعكس عدم جديتها في التعاون مع الوكالة رغم إعراب المدير العام عن قلقه إزاء عدم وجود تقدم بالقضايا المعلقة والمرتبطة بالضمانات، واستعداد الوكالة لإشراك إيران في جهود استباقية لتوضيح وتسوية هذه القضايا دون مزيد من التأخير.
وأضاف الأمير عبدالله ، أنه بعد تحقق الوكالة من موقعَين سبق لإيران أن رفضت السماح للمفتشين بدخولها، وظهور نتائج العيّنات التي أُخذت منهما يتبين وجود جسيمات يورانيوم طبيعي بشري المنشأ، واحتمال استخدام وتخزين مواد نووية في موقع أُجري عليه اختبار خارجي لمتفجرات تقليدية، الأمر الذي يعكس دوافع إيران من ذلك الامتناع على الرغم من تعرضهما لعملية تطهير وتدمير، في محاولة للتخلص من أي آثار لتلك المواد النووية.
وأوضح الأمير عبدالله في بيان المملكة بالإشارة إلى التجاوزات الإيرانية المتكررة، خاصةً في ظل إيقافها العمل بالبروتوكول الإِضافي، وسعيها للتنصل من تنفيذ الكود المعدل (3.1) من الترتيبات الفرعية الملحقة باتفاق الضمانات المعقود معها، واستمرار سياستها القائمة على التضليل.
وشدد سفير خادم الحرمين الشريفين على ضرورة أن تقوم إيران بتجنب مزيدٍ من التصعيد وعدم تعريض أمن المنطقة واستقرارها لمزيد من التوتر، والتجاوب مع مطالب واستفسارات الوكالة وفق التزامات إيران المتعلقة بتطبيق الضمانات الشاملة الخاصة بها بمصداقية وبشكل فوري، إضافة إلى الانخراط بشكل جدي في المفاوضات الجارية حالياً في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، والعودة عن تصعيداتها المتعلقة بإثراء اليورانيوم بنسبة 60%، وتركيب أجهزة طرد مركزية متطورة، وإنتاجها لمعدن اليورانيوم عالي الإثراء، وذلك اتساقاً مع تطلعات المجتمع الدولي تجاه تسخير إيران برنامجها النووي لأغراض سلمية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبما يحقق الأمن والاستقرار ويحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.
وكشفت صور للأقمار الصناعية عن أنشطة للاحتلال الفارسي تشير إلى مواقع نووية مشبة يرجح إلى أنها جزء من المواقع السرية لطهران لانتاج القنبلة النووية الخيمنية.
وأوضحت صور للأقمار الصناعية نشرتها “فوكس نيوز” الأميركية، أظهرت “نشاطًا غير طبيعي” يحدث حول موقع سنجريان، بالقرب من جاجرود، شمال العاصمة طهران.
صور الأقمار الصناعية التقطت في يناير الماضى، والتي قدمتها شرکة مكسر وتم تحليلها في مختبر “إينتل لاب” تظهر عن نشاط مشبوه لطهران، أنه هناك 18 سيارة في الموقع، لافته الى أنه تم إجراء أعمال حفر في الموقع وإنشاء طريق وصول جديد إليه.
وفي غضون ذلك، تُظهر الصور التي التقطت في مارس الماضي، تغطية آثار التنقيب والطريق الجديد. وفي الوقت الحاضر، ما يمكن رؤيته في صور الأقمار الصناعية هو عدد من الحفر المتبقية هناك.
يذكر أنه في عملية عام 2018، سرق الموساد الاسرائيلي حوالي 50 ألف ملف كمبيوتر، و50 ألف وثيقة نووية إيرانية تحتوي على معلومات حول مشروع “عماد”، وهو برنامج علمي لبناء أسلحة نووية.
وقال معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، : إن “الموقع متخفي على بعد 100 متر عبر مجرى نهر جاف، وهو مهم للغاية ويجب أن يكون العالم على علم به”، وأضاف “تمت أنشطة الدفن بين عامي 2004 و2005، وتم تقليص وإخفاء حجم البرنامج”.
صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل”، أشارت إلى أن إسرائيل استولت على الأرشيف وقدمت معلومات إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، مما دفعها لتفتيش العديد من المواقع النووية السابقة التي لم تكن معروفة من قبل.
الصحيفة الإسرائيلية أوضحت أنه وبعد ذلك، وبحسب المزاعم، تجددت الأنشطة في موقع سنجريان في أكتوبر 2020 حيث استمرت أعمال التنقيب حتى ديسمبر 2021 بحسب المعهد، مضيفة: “أعيد فتح موقع الحفر، لكن وُضع غطاء أبيض غطى المنطقة المحفورة، لإخفاء ما تحته عن المراقبين، بما في ذلك الأقمار الصناعية”.
وفي وقت سابق أعرب رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في اليوم الأول من الاجتماع ربع السنوي لمجلس المحافظين، عن قلقه البالغ من أن إيران تخفي مواد نووية، مستشهدا برفض طهران الإجابة عن أسئلة الوكالة.
وقال غروسي: “بعد عدة أشهر، لم تقدم إيران الإيضاحات اللازمة حول وجود الجزيئات النووية في أي من الأماكن الثلاثة التي زارتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وأعرب غروسي عن قلقه من أن المفاوضات الفنية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران قد لا تسفر عن النتائج المرجوة. وشدد على ضرورة أن “توضح إيران هذه القضايا وتحلها دون تأخير، من خلال توفير المعلومات والوثائق والأجوبة على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.