تقارير
حروب الهوية داخل الاحتلال الفارسى.. مابين التفكك وانعدام الثقة
إيثار السيد
لاشك أن تأثير الهوية بدولة الاحتلال الفارسي له دور كبير على تشكيل سياستها الخارجية وحتى تصرفاتها الداخلية ،حيث عمل ذلك علي زيادة حدة الصراع الطائفي في دول المنطقة خلال السنوات الاخيرة بجانب مايحدث فى الداخل من عنف وعدم انتماء ، حيث أكد خبراء أن الهوية الشيعية لدولة الاحتلال هى محرك أساسي للطائفية .
ولايخفى على أحد الفوضى والدمار الذى أسسته دولة الاحتلال الفارسى فى المنطقة بقيادة خامنئى وروحانى عن طريق دعم مليشياتهم فى الدول العربية ، وتلعب العوامل الفكرية مثل الهويات والأيديولوجيات في بجانب المتغيرات المادية مثل التهديدات والفرص والجغرافيا السياسية وما شابهها فى سياسة دولة الاحتلال تجاه دول المنطقة .
كما أكد باحثون أن الهوية تلعب دورا هاما في مسائل إدراك التهديدات ، واختيار خيار معين من اختيارات السياسة الخارجية، بالإضافة إلى التوقيتات المتعلقة ببعض سلوكيات السياسة الخارجية. وهي العناصر التي تجد فيها الدراسات العقلانية صعوبة في التوضيح.الاعتراض الرئيسي على المقاربات البنائية هو المخاطرة بتجاهل المصالح والعوامل المادية ، ومع ذلك يرى البعض أن هذه الاعتراضات يمكن اعتبارها صحيحة اذا تم النظر اليها من وجهة نظر عقلانية ، وذلك من خلال فصل الأبعاد الفكرية ( المعنوية) الناعمة عن المادية، وأنها تحدد أفعال ومصالح المشاركين في العلاقات الدولية، ودلل الباحثون على ذلك بالنموذج الواقعي الذى أثبت فائدته لفهم بعض جوانب العلاقات الدولية الإيرانية، إلا أنه لا يفسر بالكامل العناصر الفكرية في استراتيجيات السياسة الخارجية لطهران.
وكذلك الأفكار والمعتقدات والقيم المشتركة لها تأثير قوي على الجانب السياسي. حيث ان الهياكل التي يعملون في ظلها تحددها الأعراف والأفكار الاجتماعية ، وهذا مايعكسه التحول الدرامي في الموقف الفارسى تجاه أمريكا على مستوى الأوقات الماضية .
ولدى دولة الاحتلال الفارسى العديد من السمات المتداخلة بشأن الهوية ، فبالبعض يرجح أن هويتها مستوحاة من الشيعة والفارسية والغربية،اى يعنى الدين واللغة والقبيلة والجغرافيا جنبًا إلى جنب مع الطبقة والعرق ، وهذا ماجعل سكانها شعورا ليس لديهم شعورا قويا بالهوية القومية فى ظل تنوعا عرقيا ولغويا ودينيا .
وليس هذا السبب الوحيد بعدم الإحساس بالهوية فالكثير من الدول لديها تنوع كبير فى العرقيات والأديان ،ولكن سياسات السلطات بداخلها من القهر والظلم والإرهاب والإعتقالات والتنكيل بالفرس وكذلك بالاخرين وخاصة مما تفعله بالأحواز العربية المحتلة ، فهى ليست جزء من إيران لكى يطلق عليها الإحساس بالهوية لدى المواطن الاحوازى الذى مازال يناضل لينال حريته ويحرر أرضه وخيراتها ، ناهيك عن مايفعله البلوش من حركات مسلحة وكذلك اشتباكات وقتلى كل وقت وآخر مع مليشيا الحرس الثورى ، فأين الهوية هنا ؟
ولم يتوقف الامر على ذلك وكذلك هناك عامل مهم يؤكد عدم وجود هوية دال المجتمع لفارسى ، حيث أن كل جماعة تحتفظ بلغتها الأم ، فالاحواز مازالوا يكافحون للاحتفا بالهوية العربية كاللغة ومحاولة رضها على مراح التعليم وحتى الزى العربى الذى يتصدر جميع المظاهر فى الاحواز .
حتى المواطن الفارسى نفسه أصبح لم يشعر بهويته وذلك فى ظل تهميشه ففى الوقت الذى يعانى من الفقر والبطالة ، يجرى خامنئى ورحانى وراء أحلام الإرهاب والسيطرة والنفوذ ، فيشعر المواطن الفارسي من ان قوت يومه يذهي لمليشيا مسلحة فى المنطقة لتدمير شعوب ليس لها ذنب ، هذا كله ماجعله يشعر باغتراب عن وطنه ، ولذلك كثر عدد المعارضين للنظام الفارسى فى الآونة الأخيرة وهذا ماتحاول سلطات الاحتلال من التخلص من هذا الوضع عن طريق تصفيه معارضيها وهذا لن يوقف حركة المعارضة ولكن أشعلها فى الداخل والخارج .