دراسة أكاديمية.. التاريخ السياسي لإمارة عربستان العربية (الأحواز )

 

“التاريخ السياسي لإمارة عربستان العربية (الأحواز- 1897-1925)”  يناول هذا البحث للباحث بكلية الأداب-جامعة البصرة مصطفى عبد القادر النجار،  فترة خطيرة في تاريخ الخليج العربي بصورة خاصة، وتاريخ العرب الحديث بصورة عامة، كانت على قصرها (1897-1925) ذات أهمية بالغة، ذلك أن المد العربي بعدها انحسر عن إمارة عربستان تاركاً بقاياه-التي كانت تشكل الحد الشرقي الأقصى للوطن العربي، تلتهمه القومية الإيرانية الحديثة، وتسعى مجاهدة للقضاء على عروبته وعلى ما كان يتمتع به من حكم ذاتي.

مما تقدم يمكن القول بأن هذا البحث استهدف دراسة قضية عربستان المعاصرة، وقد بدأ واضحاً أن الفترة الزمنية التي تحدد بها هذا البحث تحتل فترة حكم الشيخ خزعل، وأن ارتكزت عليه هذه الدراسة فلأنه يمثل القمة التي وصلت إليها إمارة عربستان، وهو أعظم شخصية حكمتها، كما تمثل نهايته الانحدار العربي السريع في عربستان مما دفع الباحث لمعرفة آثاره. وهذا لم يمنعه من العودة في بعض الأحيان إلى فترات سابقة أو متأخرة قليلاً لاستكمال الصورة الناقصة وتوضيح بعض الجوانب الغامضة.

وحرص الباحث على أن يكون بحثه الذي هو رسالته الجامعية لنيل درجة الماجيستير مقتصراً على الأحداث الرئيسية التي كان لها تأثير واضح في السياسة الداخلية والخارجية فقسم الرسالة إلى خمسة فصول يتقدمها تمهيد جغرافي عام كشف به طوبوغرافية المنطقة مع إشارة إلى تسميتها وأهميتها ومدنها، وذلك ليكون مدخلاً يفهم منه تأثير البيئة الطبيعية على التاريخ العام.

أما بالنسبة للفصول يتناول الفصل الأول “التطورات السياسية العامة للإمارة”- الاستقلال الذاتي لإمارة المحمرة 1-إمارة الحاج جابر بن مرداو(1829-1881) 2-إمارة الشيخ خزعل(1881-1897) شمل الفصل الأول التطورات السياسية العامة للإمارة، تلك التطورات التي ابتدأت بمجيء بني كعب من الداخل إلى ضفاف الخليج الشمالية في عربستان، فكانت النواة التي التف التشكيل العربي الحديث في المنطقة والذي أخذ ينمو إلى دولة، وهذا الذي دفع الباحث ليبدأ رسالته بهم. أما الفصل الثاني فقد اقتصر على الشؤون الداخلية لعربستان أيام حكم الشيخ خزعل ( شخصية الشيخ خزعل وتوليه الإمارة- السياسة الداخلية للإمارة- طبيعة الحكم- الشؤون الداخلية- القبائل العربية).

وأكد الفصل الثالث على تلك العلاقات وخص فيها العلاقات العربية، علاقات الشيخ خزعل العربية 1- صلات الشيخ خزعل بالكويت ونجد 2- الشيخ خزعل والعراق ( ارتباط الشيخ خزعل بالبصرة والسيد طالب النقيب- موقف الشيخ خزعل من الاحتلال الانكليزي للعراق- الشيخ خزعل مرشحا لعرش العراق).

 

ومن أجل الربط بين أوضاع عربستان الداخلية والتطورات الدولية الحاسمة كان الفصل الرابع، حيث تحدث الباحث في هذا الفصل عن تطور النفوذ الأجنبي في عربستان، تطور النفوذ الأجنبي في عربستان ( المنافسة الدولية في الخليج العربي وأثرها على عربستان- الصراع الروسي – البريطاني في فارس وأثره على عربستان- الشيخ خزعل ونمو المصالح البريطانية في إمارة المحمرة 1- منشأ الملاحة البرطانية في مياه كارون 2- امتياو حقول النفط.

ودار الفصل الخامس حول الفصل الخامس: الشيخ خزعل ومقاومة التدخل الفارسي- التيارات الداخلية في فارس وأثرها على عربستان، والنزاع بين الشيخ خزعل ورضا خان وتقويض الحكم العربي في عربستان ، وعوامل نكبة العرب في عربستان.

وقد توخى الباحث أن تكون دراسته مبنية على أسس موضوعية خالية من الحماسة المصطنعة، وحقق الكشف من بعض جوانب الغموض في تاريخ إمارة عربستان المعاصر، مستعيناً بما توفر لديه من مجموعة هامة من المخطوطات، والكثير من الوثائق المحلية، التي لم يسبق أن نشرت من قبل، بالإضافة إلى مختلف المراجع العربية والأوروبية والفارسية، ومقابلة الشخصيات المعاصرة.