هور العظيم تحت التهديد: تدهور بيئي حاد يؤدي إلى نفوق الأسماك
يشهد هور العظيم، أحد أهم الأراضي الرطبة في المنطقة، حالة من التدهور البيئي الخطير، حيث أظهر تقرير حديث عن نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في هذه المنطقة. وتعود أسباب هذه الكارثة البيئية إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها نقص إمدادات المياه وارتفاع درجة الحرارة.
أفادت مصادر بإدارة حماية البيئة، بفقدان كبير للأسماك في الأراضي الرطبة الخاصة بالمنطقة بسبب انحباس المياه في خزان هور العظيم.
وتشير تقاير بيئة إلى أن الفيضانات في المنطقة، لم تكن كافية لتلبية احتياجات المياه في الحوضين الرئيسيين البالغين 50 و100 متر.
نتيجة لذلك، واجهت الأسماك نفوقاً جماعياً بسبب انخفاض منسوب المياه، والذي أدى إلى نقص الأكسجين في المياه وارتفاع درجة حرارتها، بالإضافة إلى زيادة ملوحتها.
أشار “داوود ميرشكر”، المدير العام لحماية البيئة في الأحواز، إلى أن المتابعات مع مؤسسة المياه والكهرباء في المحافظة لم تسفر عن حل جذري للمشكلة. حيث إن القوانين المتعلقة بإدارة الموارد المائية في المحافظة تمنع إطلاق المياه في البرك المحيطة بالأراضي الرطبة، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وتأثر الأحوازيين بالأراضي الرطبة بشكل كبير، حيث يعتمد مصدر رزقهم الرئيسي على صيد الأسماك وزراعة “القصب”.
وفي السنوات الأخيرة، عانت هذه المجتمعات من ظاهرة الغبار الناعم والأزمات البيئية الناتجة عن نقص المياه، مما ساهم في تفاقم التحديات التي يواجهونها.
تعتبر أراضي سهل هور العظيم جزءاً من نظام بيئي يمتد عبر حدود بين العراق والأحواز، حيث يقدر أن حوالي 300 ألف هكتار من هذه الأراضي تقع في العراق، بينما يشغل الجانب الأحوازي حوالي 100 ألف هكتار. ويتلقى الجزء العراقي من الأراضي الرطبة إمدادات المياه من فيضانات نهر دجلة، وهو ما يعكس أهمية التعاون بين البلدين في إدارة هذه الموارد الطبيعية.
تتطلب أزمة نفوق الأسماك في سهل أزادكان إجراءات عاجلة وشاملة لمعالجة الأسباب الجذرية مثل نقص إمدادات المياه وتغير المناخ. من الضروري تحسين التنسيق بين الجهات المعنية وتطوير استراتيجيات فعالة لإدارة الموارد المائية لضمان استدامة البيئة وحماية المصادر الطبيعية والحياة البرية في المنطق