مدن الأحواز.. تستر جوهرة التراث العالمي
تعد مدينة تستر من أبرز مدن دولة الأحواز العربية، ولها تاريخ وحضارة قديمة، وتلقب بمدينة التراث العالمي، حيث يوجد بها 14 موقعا للتراث العالمي، أبرزها قنوات تستر المائية التاريخية.
موقع تستر
وتبلغ مساحة تستر 2436 كيلومترا مربعا، بين 48 درجة 35 دقيقة إلى 49 درجة 12 دقيقة شرق خط زوال غرينتش و31 درجة 36 دقيقة إلى 32 درجة 26 دقيقة شمال خط الاستواء.
يبلغ عدد سكانها 139.000 نسمة (إحصاء 2015)، وهي رابع أكبر مدينة من حيث عدد السكان في دولة الأحواز بعد الأحواز العاصمة ومدينتي القنيطرة وعبادان.
ومن الناحية الطبيعية فإن المنحدرات النهائية لجبال زاغروس والحدود الشرقية لهذه المدينة.
ويبلغ متوسط ارتفاع مدينة تستر 150 مترا عن سطح البحر.
وتنقسم مدينة تستر بفروع مختلفة من نهر كارون إلى ثلاث مناطق هي الهيكل القديم البوليطي، والمناطق الجديدة في شمال غرب المدينة، وتقع المناطق الشمالية الغربية الجديدة للمدينة.
وتمتع تستر بطبيعة خلابة، فهناك المنحدرات النهائية لجبال زاغروس والحدود الشرقية لهذه المدينة ونهر دز تشكل الحدود الغربية لهذه المدينة.
تاريخ تستر
ويقول هاشم بن حكيم الذي تلقب بالمقنع الخراساني: “أول مدينة بنوها بعد فيضان نوح كانت تستر”، وقال بعض المؤرخين إن تستر تمتع ب سهل بمناخ لطيف، ونهر مليء بالمياه وغابات كثيفة.تشير البقايا والطراز المعماري الخاص تستر إلى العصر العظيم لهذه المدينة القديمة، ورغم أن التاريخ الدقيق لبناء هذه المدينة غير معروف بدقة، إلا أن بعض المؤرخين قدروا تاريخ المدينة قبل حوالي عشرة آلاف سنة. ومع ذلك، فإن تاريخ بناء الهياكل المائية الأولى يعود بلا شك إلى العصر الأخميني.
وفي المدينة آثار تاريخية قديمة تعود للحضارة العيلامية وآثار من الحقبة الأخمينية، وكذلك تتشرف المدينة بقبر نبي الله دانيال (عليه السلام) ولها شهرة عالمية ويقصدها السائحون من كل مكان.
وتحتوي تستر وحدها على 14 موقعا للتراث العالمي مسجلة في قائمة اليونسكو .
القنوات المائية في تستر
الميزة الفريدة لهذه المدينة هي النهر الجميل والوافر الذي يمر عبر المدينة. هذا النهر الجميل هو فرع من نهر كارون يسمى جريجار وبحسب بعض الأدلة التاريخية فإن فرع كارون هذا هو يد بشرية.
وتشتهر تستر، بنظام تستر الهيدروليكي التاريخي، وهو نظام ري مقام على نهر كارون، ومدرج على قائمة التراث العالمي منذ عام 2009، وهو يعد تحفة فنية فريدة ومذهلة، وهندسة دقيقة، تظهر طريقة بنائه وكفاءته قدرة ودقة الأشخاص الذين تمكنوا من التحكم في المياه واستخدام قوتها لتطوير الصناعة باستخدام العلوم والتكنولوجيا والهندسة، ويتكون هذا الهيكل من الجسور والسدود والطواحين والشلالات والأنفاق والقنوات.
وتبدو أقرب لمشهد أسطوري أو لوحة خيالية لكنها في الحقيقة أغرب من ذلك بكثير لأن ما تشاهدونه في هذه الصور هو نظام ري بناه الإنسان منذ أكثر من 3,000 عام!!
ويتألف نظام الري من سدود وقنوات وأنفاق ودواليب مائية ويعود زمن بناء هذا النظام إلى عهد الساسانيين ويقال إن بعض أجزاء النظام تعود إلى الملك الأخميني دارا الأول.
سد تستر
وسد تستر هو جزء آخر من شبكة القنوات المائية التي تنفرد بها المدينة الأحوازية، التي تم بناؤها بجوار بوابة تستر .
ويبلغ طول هذا السد 124 مترًا، وارتفاعه 8 أمتار. تم بناء هذا السد على نهر داريون.
من النقاط المثيرة للاهتمام حول سد تستر هو نظام التبري. ويقال أنه في بعض الأحيان يصل الفرق بين درجة حرارة الشريط ودرجة الحرارة المحيطة إلى سبع درجات مئوية.
قلعة تستر
ونظرًا لدورها في السيطرة على نهر داريون، تعتبر قلعة تستر جزءًا آخر من الهياكل المائية في المدينة.
وكانت هذه القلعة، كغيرها من القلاع التاريخية، مسؤولة عن الدفاع عن المدينة.
ومن المثير للاهتمام معرفة أن قلعة تستر كانت تستخدم للحكم المحلي منذ وقت بنائها في العصر الأخميني إلى نهاية القرن الثامن عشر .
مسجد تستر الكبير
ومن أبرز معالم المدينة مسجد تستر الكبير أحد أقدم الأعمال المتعلقة بعصر ما بعد الإسلام في الأحواز.
ويقدر عمر هذا المسجد بحوالي 1200 سنة. هذا المسجد مبني من الطين والطين، وله عدة بلاطات وأروقة.