مجزرة المواصي.. اتهامات أبو مازن لحماس بتضحية المدنيين في غزة
أثارت تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) حول الوضع في المواصي ردود فعل متباينة داخل السلطة الفلسطينية، حيث حمل فيها حركة حماس المسؤولية عن وفيات المواطنين الفلسطينيين خلال الأحداث الأخيرة.
الرئاسة الفلسطينية أعلنت عن استنكارها الشديد للمجزرة التي ارتكبتها دولة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة خان يونس بقطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل مئات الأطفال والنساء والرجال من الشعب الفلسطيني. في بيان صادر عن الرئاسة، تدين الحكومة الإسرائيلية بالكامل عن هذه المجزرة، وتحمل الإدارة الأميركية مسؤولية دعمها للاحتلال وجرائمه.
وفيما يتعلق بحركة حماس، اتهمت الرئاسة الفلسطينية الحركة بالتهرب من الوحدة الوطنية وتقديم الذرائع لإسرائيل، معتبرة أن ذلك يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني والدمار الذي يعانيه، بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية ضده.
تنتظر الرئاسة استجابة دولية قوية وفورية لوقف هذه الأعمال العدوانية، مؤكدة على ضرورة تحمل الجماعة الدولية مسؤولياتها تجاه إنهاء الحصار على غزة وحماية الشعب الفلسطيني من استمرار العنف الإسرائيلي.
وأيد العديد من المسؤولين داخل السلطة الفلسطينية تصريحات الرئيس عباس، معتبرين أن حماس تستغل المواطنين كدروع بشرية وتتسبب بمصرعهم بسبب استهدافات إسرائيلية موجهة.
أعربت العديد من اللجان الشعبية والمؤسسات المدنية عن دعمها لموقف الرئيس عباس، مؤكدة أن حماس تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية بالمنطقة وتعرضت للمدنيين للخطر.
في تصريحات خاصة، أشار الكاتب والباحث السياسيّ زيد الأيوبي إلى أن البيان الرئاسي الفلسطيني يعكس تمامًا مشاعر وآراء جماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأعرب عن عدم قبوله لاستجابة حماس لهذا البيان بالشكل الذي يُفهم به، خاصةً أن حماس تسيطر على غزة وتسعى للحفاظ على سيطرتها دون تحمل المسؤولية عن الأحداث الجارية.
وأكد الأيوبي أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الاحتلال يتحمل مسؤولية كل جرائمه ومجازره التي تتجاوز كل الحدود الأخلاقية والإنسانية. وأوضح أن مسؤولية إسرائيل كجريمة دولية لا تنفي مسؤولية حماس بالنسبة للجانب الوطني والأخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني.
وأضاف الأيوبي أن أبو مازن يمثل حركة “فتح”، وأن دخول حماس في هذه الحرب دون التنسيق مع “فتح” أو أي تنظيم فلسطيني آخر، يظهر أن هذه الحرب جاءت كفكرة استراتيجية من جانب جماعات مثل تنظيم الملالي وتنظيم “الإخوان”.
من جانبه شدد محمد الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على ضرورة وقف العدوان على قطاع غزة دون الوقوع في التفاصيل، معتبرًا أن “الأمل الوحيد لأهالي قطاع غزة هو وقف الحرب”.
وأشار الهباش في تصريحات متلفزة إلى أن حماس “تقف بالاتجاه المعاكس لتطلعات وأحلام الشعب الفلسطيني”، معتبرًا من يتجاهل أو يبدي عدم الاستعجال لوقف العدوان الإسرائيلي بأنه “غير مستعجل” ويتجاهل آلام الشعب الفلسطيني بأنه “جنون وخروج عن الوعي”.
وأوضح الهباش أن الشعب الفلسطيني فقط، الذي يتحمل التكاليف ويدفع الثمن ويقدم الضحايا، وهو الذي يملك الحق في اتخاذ القرارات، مضيفا بأن “الرأي الآن هو رأي الشعب”، مشيرًا إلى أن أي تصرف يخرج عن هذا التوجه الشعبي سيكون خارجًا عن الإطار الفلسطيني.
وفي ختام حديثه، أكد الهباش على أن حماس “لا تستحق أن تكون في موقع القيادة للشعب الفلسطيني”.
رفضت حركة حماس تصريحات الرئيس عباس واعتبرتها محاولة لتشويه صورتها ولتبرير هجمات إسرائيلية على السكان المدنيين في المواصي. أكدت حماس أنها تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتقف في وجه الاحتلال.