غضب شعبي في غزة.. الجهاد الاسلامي الولاء لـ خامنئي يسبق القضية الفلسطينية
فيما كانت العملية العسكرية الإسرائيلية تستهدف ضد البنية التحتية لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة ، كان الأمين العام للحركة زياد النخالة يجلس مع المسؤولين الايرانيين في طهران، بحثا عن مزيدا من الدعم الايراني، وأيضا التباحث حول الاستراتيجية الايرانية بشأن التصعيد في المنطقة، مع ضبابية الاتفاق النووي مع واشنطن.
زيارة النخالة إلى طهران في توقيت العملية الاسرائيلية، يكشف بوضوح تحول الحركة الى ذراع ايرانية، في أي مواجهات ايرانية امريكية اسرائيلية في المستقبل، دون الدفاع عن المصالح الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطينية في قطاع غزة الذي تضرر من رشقة صواريخ الجهاد تجاه اسرائيل، ودفع ابناء القطاع ثمن هذه الرشقة من أرواحهم والبنية التحتية للقطاع.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى حقيقة أن صفوف الجهاد الإسلامي في غزة المحلية كانت قادرة على فرض إرادتها لوقف الأعمال العدائية مع إسرائيل، ولكن اعتراضات الأمين العام زياد نخالة ، الذي ان يعقد جلسة مع قائد فيلق الحرس الثوري الإسلامي الجنرال حسين سلامي في طهران، والذي طالب الفصائل الأخرى المتمركزة في غزة لحمل السلاح إلى جانب مقاتلي الجهاد الإسلامي في فلسطين، لتصعيد الأوضاع في القطاع ولكن الهدف الايراني لم يتحقق في ظل جهود التهدئة التي قادتها مصر.
وأشاد المرشد الفارسي علي خامنئي، بحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ، وقال إنها أثبتت أن بإمكان الفلسطينيين “سحق العدو” خلال ثلاثة أيام من القتال مع إسرائيل الأسبوع الماضي، لكنه لم يشير الى الخسائر التي يمكن ان تسببها جولة جديدة من الحرب، وهو ما اشعل غضب الفلسطينيين في القطاع والذين اعتبروا ان طهران حولت الصراع الفلسطيني الى ورقة في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة والغرب.
وقال نخالة في رسالته إلى خامنئي إنه يقدر دعم حزب الله وطهران خلال القتال وأعلن النصر ، على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها مجموعته خلال القتال، والأضرار الطفيفة التي لحقت بإسرائيل.
وقال إن “هذه المعركة أحبطت تقديرات الكيان الصهيوني إلى حد كبير لدرجة أنه بعد ثلاثة أيام فقط أجبروا على طلب وقف إطلاق النار وقبول الشروط التي حددتها المقاومة”، على حد قوله.
لكن النخالة لم يتحدث عن صواريخ الجهاد لم تؤدي الى خسائر في إسرائيل، من بين أكثر من 1100 صاروخ أطلقها الجهاد الإسلامي، تم اعتراض وتدمير 96 بالمائة من الصواريخ التي تعتبر قادرة على إلحاق أضرار جسيمة من قبل نظام دفاع القبة الحديدية، بم يعزز موقفة الاسرائيلي ويشير لفشل الجهاد وسرعة طالبها الهدنة من مصر، التي دخلت لإنقاذ غزة من تهور الجهاد الغير محسوب.
خسائر الشعب الفلسطيني قدرت بمقتل 48 شخصا بينهم 17 طفلا ، وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مقتل 15 عنصرا من أفرادها.
وسلط مسؤولون إسرائيليون الضوء على علاقة إيران بالجهاد الإسلامي. اتهم وزير الدفاع الاسرائيلي بيني جانتس طهران بتحويل “عشرات الملايين من الدولارات سنويا” للجهاد الإسلامي عبر الحرس الثوري الإسلامي ، فضلا عن المواد والمعرفة.
ويرى مراقبون أن الجهاد صعدت في غزة، بأوامر ايرانية ، وقال غانتس: “الجهاد الإسلامي في غزة وكيل إيراني عنيف إن قيادتهم تزور إيران وتلتقي بالقادة الإيرانيين بشكل متكرر. الجهاد الإسلامي لديه علامة تبويب مفتوحة في إيران “.
وأوضح أن ”إيران، عبر الحرس الثوري الإيراني، تنقل الخبرة الفنية ومحاولات تهريب المواد إلى غزة، والتي تُستخدم بعد ذلك في صنع أسلحة تستهدف المدنيين الإسرائيليين“، على حد قوله.
وقال: ”على المستوى الإستراتيجي، سنواصل العمل مع شركائنا في مواجهة العدوان الإيراني الذي يضر بالأمن والاستقرار في كل مكان، من الحدود بين إسرائيل وغزة، إلى البحر الأبيض المتوسط“.
من جانبه قال الخبير العسكري السعودي، العقيد م. محمد بن فراج الشهري، إن طهران (الحرس الثوري) والجهاد وجهان لعملة واحدة وهما من تسبب في قتل أبرياء غزة، بعد أن تلقت حركة الجهاد الأوامر المباشرة، من الحرس الثوري، وتسريب الصواريخ إلى مداخل غزة، وإشعال فتنة كان شعب غزة في غنى عنها.
وأضاف “الشهري” في مقال له بصحيفة الجزيرة السعودية “ولا أحد يستطيع أن ينكر أن هذا التصعيد الذي شهدته غزة (المحاصرة) كان وراءه أيادي إيران الآثمة، ووكلاء الشر التابعون لها في المنطقة، وحماقات حركة الجهاد الإسلامي ورئيسها «زياد النخالة» الذي نفذ أوامر الحرس الثوري ليس دفاعاً عن أبناء غزة، ولكن تنفيذاً لأوامر طهران، وصور قائد حركة الجهاد «زياد النخالة» في طهران عند لقائه وزير الخارجية الإيراني «حسن أمير عبداللهيان» يوم الأربعاء الماضي، ثم الرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي» يوم الخميس، ثم قائد الحرس الثوري «حسين سلامي» يوم السبت فهي أكبر دليل على أحداث غزة “.
وحركة الجهاد الاسلامي حركة الموالية لطهران أسسها «فتحي الشقاقي» عام 1981م متلهماً «ثورة آية الله روح الله الخميني»