تحذير خبير بيئي: التلوث يحفز الهجرة القسرية خارج الأحواز
في تحذير شديد اللهجة، ألقى الخبير البيئي محمد درويش الضوء على الوضع البيئي المتدهور في الأحواز، والذي يهدد صحة الإنسان واستدامة البيئة.
شكلة تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة
وركز درويش بشكل خاص على تفاقم مشكلة تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة في المدن الصناعية والنفطية، لا سيما في شمال وجنوب والأحواز.
وأبرز درويش الأوضاع الكارثية التي تعيشها مدينة الأحواز، حيث تتخطى مستويات تلوث الهواء ودرجات الحرارة فيها بكثير تلك التي تشهدها العاصمة طهران.
هذا التلوث المستمر، الناتج عن مصادر متعددة، جعل العيش في الأحواز أمراً شاقاً وغير مستدام للكثيرين، مما دفع بالعديد من السكان إلى الهجرة بحثاً عن بيئة أكثر نظافة وصحة.
وفقًا لدرويش، تُعاني مدينة الأحواز بشكل خاص من ظروف بيئية قاسية، حيث تعاني المدينة من مستويات تلوث هواء ودرجات حرارة غير صحية تفوق بكثير تلك التي تشهدها طهران.
وقد نتجت هذه الظروف عن تلوث الهواء المستمر، مما جعل العيش في الأحواز غير مستدام للعديد من السكان.
الهجرة القسرية
تسببت هذه الظروف البيئية في هجرة قسرية للسكان الأصليين من الأحواز إلى مناطق أخرى خارج الأحواز، هذه الهجرات الجماعية لها آثار سلبية على البيئة والاقتصاد المحلي، حيث تُشكل عبئاً إضافياً على المناطق الشمالية التي تعاني من ضغط بيولوجي متزايد.
الضغط على المناطق الشمالية
وأشار درويش إلى أن الزيادة الكبيرة في عدد السكان في المناطق الشمالية بسبب الهجرة القسرية قد أضعف القدرة البيولوجية لهذه المناطق، مما يؤدي إلى ضغوط بيئية إضافية. هذا الضغط يشمل استنزاف الموارد الطبيعية وتدهور النظام البيئي المحلي.
تأثير إنشاء السدود
في سياق متصل، لفت درويش الانتباه إلى مشروع إنشاء سدود جديدة في الأحواز، محذرًا من أن هذه المشاريع ستؤدي إلى تفاقم الأزمة البيئية في المنطقة. بناء السدود سيؤدي إلى تدمير مئات الآلاف من الأشجار ويزيد من تعرية الغابات، مما يسهم في تفاقم تدهور البيئة.
تدمير الأراضي الرطبة
وتزداد الأزمة البيئية تعقيداً مع تدمير وتجفيف الأراضي الرطبة، مثل هورول عظيم والأحواز.
و تعتبر هذه الأراضي ضرورية للحفاظ على التنوع البيولوجي وتوازن النظام البيئي. تدميرها يؤدي إلى تقليص الموائل الطبيعية وتدهور نوعية المياه.
التحذيرات المستقبلية
حذر محمد درويش من أن استمرار هذا الاتجاه يمكن أن يؤدي إلى انهيار القدرة البيولوجية في شمال البلاد، وتفاقم الأزمة البيئية في الأحواز والأراضي الرطبة في الجنوب.
أضاف انه إذا لم تُتخذ إجراءات فورية وفعالة لمعالجة هذه القضايا، فإن الوضع البيئي في الأحواز قد يتدهور بشكل كبير في المستقبل القريب.
تتطلب الأزمة البيئية في الأحواز استجابة شاملة ومتكاملة تشمل تخفيف تلوث الهواء، حماية الموارد الطبيعية، وإدارة مستدامة للأراضي والمياه. على صانعي السياسات والجهات المعنية أن يتعاونوا لمعالجة هذه التحديات البيئية قبل أن يصبح الوضع أكثر خطورة.