اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. صور من انتهاكات الاحتلال الفارسي في الأحواز
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تشهد دولة الأحواز المحتلة انتهاكات واسعة من قبل الاحتلال الفارسي، بين اعتقالات وتهجير وسرقة الثروات ومحاولات طمس الهوية العربية للأحواز.
وانطلق الاحتفال بيوم حقوق الإنسان رسميا في عام 1950، بعد أن أصدرت الجمعية العامة القرار رقم 423، ودعت فيه جميع الدول والمنظمات الدولية إلى اعتماد 10 ديسمبر من كل عام يوما عالميا لحقوق الإنسان. بحسب موقع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.
وترصد “دولة الأحواز” أبرز الانتهاكات الحقوقية في الأحواز المحتلة من قبل سلطات الاحتلال الفارسي.
اعتقالات وتعذيب
وشنت سلطات الاحتلال الفارسي حمالات اعتقالات وساعة خلال عام 2021 ، في محاولة لاخماد ثورة الشعب العربي الأحوازي، المدافع عن حريته وكرامته ودولته وثرواته، وكان ابرزها اعتقال أكثر من ألفي مواطن أحوازي بعد ثورة تموز والتي خرج فيها أبناء الشعب العربي الأحوازي لمواجهة سلطات الاحتلال الفارسي لسرقة ثورات الاحواز من المياه.
ويوجد في سجن الاحتلال الفارسي نحو 3 آلاف سجين احاوزي، منهم ما لا يقل عن 500 سجين سياسي أحوازي، في سجن شيبان سيء السمعة.
ووفق تقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس مونيتور”، أو مرصد حقوق الإنسان في إيران، فإن “التقارير حول الأحواز تشير إلى أن قوات الأمن أطلقت حملة اعتقالات جماعية تستهدف نشطاء عرب الأحواز، وفي بعض المقاطعات استهدفت قوات الأمن النشطاء الشباب الذين يحاولون الهرب”.
ولفت التقرير إلى تورط 4 أجهزة حكومية في عمليات القمع تلك، وهي: ميليشيا الحرس الثوري الإرهابية، ووزارة الاستخبارات والأمن الوطني، والسلطة القضائية وقوات إنفاذ القانون.
ويواجه الرئيس السابق لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز حبيب فرج الله كعب، المعروف باسم حبيب أسيود، المعتقل في سجو الاحتلال الفارسي، خطر الاعدام .
وحذر نشطاء أحوازيين، من تعرض حبيب أسيود لأبشع انواع التعذيب النفسي على أيدي الاستخبارات منذ اعتقاله 9 نوفمبر عام 2020 .
أيضا كشفت مصادر أن الأسير الأحوازي جلال سعيد الناصري، احد المعتقلين في ثورة تموز، لايزال في معتقلات الاستخبارات الاحتلال الفارسي ويعاني التعذيب الذي يهدد حياته.
وجلال سعيد الناصري من ابناء محمرة “25عاما” ومن بعد أربعة أيام من بداية ثورة تموز ، تم نقله إلى معتقل الاستخبارات وثم بعد ذلك أحد سجون استخبارات الاحتلال الفارسي في مدينة عبادان.
كذلك منع الاحتلال الفارسي من نقل الأسير الأحوازي علي حلفي، من سجن “مسجد سليمان” إلى المستشفى لتلقي العلاج، وهو ما يعرض حياته للخطر.
وأوضحت مصادر أحوازية أن الأسير العربي الأحوازي علي حلفي “55 عاما” المعتقل في سجون الاحتلال الفارسي اكثر من ١٦ عام ويعاني حاليا وفي فترة الاخيرة من اشدة امراض لجهاز الهضمي وضيق النفس أمراض الرية وعلي رغم كل هذة الأمراض المختلفة وسوء الحالة الجسدية.
أيضا اعتقل جهاز استخبارات الاحتلال الفارسي ، المصورة والناشطة في مجال البيئة الأحوازية راحيل الموسوي (شيماء المشعشعي)،27 عام،من مدينة المحمرة.
كذلك أفادت مصادر حقوقية من سجن شيبان سيئ الصيت، بأن الأسير الأحوازي حسين هاشم الساري الذي يبلغ من العمر ٣٨ عام فقد إحدى عينه من شدة التعذيب النفسي والجسدي الذي مورس ضده من قبل عناصر الاحتلال الفارسي في سجن شيبان بالعاصمة الأحواز.
كما أقدمت استخبارات الاحتلال الفارسي على اغتيال، المناضل الأحوازي رسول الحرداني ، بحقنة في معتقله بسجون الاحتلال، و استشهد الأسير الأحوازي محمد الكناني من مدينة السوس (حي أحمد) بعد اعتقاله في ثورة تموز2021.
القتل والاعدامات
وإلى جانب عمليات الاعتقالات شهد الأحواز عمليات قتل خارج القانون واعدامات من قبل سلطات الاحتلال الفارسي، فقد قتل أكثر من 304 مواطن أحوازي على يد الاحتلال الفارسي.
وادانت رابطة (برلمانيون لاجل الاحواز) والمركز الخليجي الاوروبي لحقوق الانسان وجمعية البحرين لمراقبة حقوق الانسان جريمة النظام الايراني، في مارس الماضي، اقدام سلطات الاحتلال الفارسي على اعدام الأسير حسين سيلاوي وناصر خفاجيان وعلي خسرجي وجاسم حيدري من نشطاء الشباب الاحوازي.
كما استشهد المواطن أحمد سواري ناهض من العمر ٣٢ نجل عاتي ، متزوج ولديه أربعة اطفال من مدينة رفيع التابعة لسهل ميسان في الأحواز المحتلة، بعد اصابته بالرصاص على يد الاحتلال الفارسي.
تقارير نشطاء ومنظامات حقوق الإنسان، كانت قد اكدت تعرض كل من حسين السيلاوي، وعلي الخزرجي، وجاسم الحيدري، وناصر خفاجيان، لأشد أنواع التعذيب لعدة شهور على خلفية التمرد الذي قام به السجناء في “سجن شيبان” في أبريل 2020، حيث قامت سلطات الاحتلال بعد ذلك بنقلهم إلى “سجن سبيدار” لتنفذ حكم الإعدام الجائر بحقهم.
كما استشهد ثلاث من ابناء مدينة الخلفية في الأحواز المحتلة و اصابة اخر بجروح خطيرة ي قلعة كنعان التابعة للأحواز العاصمة بعد اطلاق النار من قبل شرطة الاحتلال الفارسي.
التهجير:
ايضا يشكل عمليات التهجير للعرب الاحواز ابرز انتهاكات حقوق الانسان على يد الاحتلال الفارسي، فقد كشفت تقارير حقوقية أحوازية عن استغلال سلطات الاحتلال الفارسي للكثير من الأزمات ومعظمها مفتعلة لتهجير السكان من مناطقهم العربية، وتحاول السلطات الفارسية إجبار الأحواز داخل بعض المدن مثل الحويزة والبسيتين والخفاجية والرفيع وغيرهم على مغادرة منازلهم ، وقدر هؤلاء من قبل منظمات حقوقية أحوازية بما يزيد على 300 ألف مواطن أحوازي، وقامت قوات من ميليشيات الحرس الثوري بالهجوم على القرى الأحوازية والتنكيل بأهلها وقتل وإصابة الكثير منهم بعد إطلاق النار عليهم، واعتقال الرافضين للسياسات الفارسية.
و في مؤامرة فارسية ضد دولة الأحواز العربية، المؤامرة القائمة على التقسيم والتفتيت مع تصاعد نضال الشعب العربي الأحوازي من أجل تحرير دولته واستعادة حريته ومكانته بين الشعوب والدول، أقدمت سلطات الاحتلال على تقسيم إداري جديد في الأحواز، بهدف فصل بين أجزاء التراب الوطني الأحوازي.
وأقدمت سلطات الاحتلال على الفصل اضافة اراضي أحوازية لمحافظة فارس الفارسية لتصبح مطلة على الخليج العربي، تحت شعار “إتصال فارس بخليج فارس” ، اي اطلال محافظة فارس والاراضي الفارسية على الخليج العربي في تقسيم الأراضي الأحوازية، ومحاولة إنهاء انتفاضة الشعب العربي الأحوازي من أجل قتل حلم استعادة الدولة المحتلة، بسياسة الأرض الواقع التي يمارسها الاحتلال الفارسي العنصري.
كما قامت سلطات الاحتلال بتحويل أرض مليئة بالغابات والأنهار والبحيرات في الأحواز المحتلة إلى أراضي جافة من أجل نقل مزيدا من المستوطنين الفرس إلى هذه المناطق.
و خلال الأربعة عقود السابقة اجبر الاحتلال الفارسي ما لا يقل على نصف مليون أحوازي على النزوح من اراضيه، نيجية لسياسية التجفيف التي يتبعها الاحتلال الفارسي.
محاولات طمس الهوية العربية
كذلك يحاول الاحتلال الفارسي طمس الهوية العربية لدولة الاحتلال الفارسي، فقد صعد الاحتلال الفارسي من أجل انهاء الهوية العربية ومحاولة تفريس الأحواز، هذه المخططات التي باءت بالفشل لمقاومة الشعب العربي الأحوازي لمحاولات التفريس والدفاع عن هويته الثقافية.
وخلال السنوات الماضية استهدف الاحتلال الفارسي إزالة المعالم الأثرية للحضارات العريقة في الأحواز وتدمير ملامحها العربية، في محاولة لمحو تاريخ الأحواز.
كشفت وسائل اعلام فارسية عن عمليات نهب الاثار الأحوازية، حيث عصر على 495 قطعة أثرية لدى عصابة تنقيب عن الآثار في منطقة رامز في الأحواز المحتلة، في موقف جديد يكشف استهداف الاحتلال الفارسي لتاريخ وأثار الأحواز.
أيضا اذاع برنامج تلفزيوني وضع دمية باللباس اللري في الخريطة الفارسية بدل الدمية العربية في منطقة الأحواز، في محاولة لطمس الهوياتي العربي وسياسات الحذف بحق الأحوازيين.
في تعليقه على مطالب الشعوب غير فارسية بدراسة اللغة الأم لحفاظ على الهوية القومية لهذه الشعوب قال رئيس اللجنة التنفيذية لدولة الأحواز الدكتور عارف الكعبي، لموقع “سكاي نيوز عربية” أن هناك أكثر من نصف سكان مايسمى إيران محرمون من لغتهم الأم (العربية – التركية – الكردية – البلوشية.. وغيرها)، لافتا إلى أن هناك 12 مليونا عربيا محرمون من لغتهم الأم اللغة العربية وهي اللغة الخامسة على مستوى العالم.
وأضاف الكعبي أن طهران تتعمد من يدخل التعليم اطفال الشعوب غير فارسية، تعليم اجراء اختبارات بالغة الفارسية، للقبول بالمدراس، لافتا إلى أن 40% من ابناء الأحواز لا يعرفون الفارسية، لان لغتهم في المنزل هي اللغة العربية، وهي تكرر بصورة أو بأخرى في مناطق الكردية والبلوشية والآذرية.
وخلال السنوات الماضية نفذت الحكومة الإيرنية برنامج “تعليم اللغة الفارسية” حيث يتم تسجيل الأطفال في المدارس في المناطق التي لا تكون لغتهم الأم الفارسية لاجتياز اختبار إجادة اللغة الفارسية.
وتابع الكعبي أن النظام الفارسي يخالف المواثيق والقرارات الدولية في تعليم للغة الام في مناطق الشعوب غير فارسية، وقرار “اليونسكو” التي تطالب بالحفاظ على اللغة الأم، لافتا إلى أن منع طهران تدريس اللغة العربية في الأحواز يخالف القرارات والمواثيق الدولية.
وأكد الكعبي أن الحديث بالغة الأم في الدوائر الحكومية والشارع يشكل جريمة يعاقب عليها القانون، وهناك مئات من النشطاء المدافعين عن اللغة الأم من القوميات غير فارسية يواجهون الاعتقال والاعدام، لافتا إلى أن الأحوازيين ممنعون من التحدث باللغة العربية في الدوائر الحكومية في الأحواز، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على النظام الإيراني لتدريس اللغة الأم للشعوب غير فارسي في مدراس مناطقهم.
وأوضح رئيس اللجنة التنفيذية لدولة الأحواز، أن تدريس منع تدريس اللغة العربية ليس فقط من انتهاكات المواثيق والقوانين الدولية بل أيضا تتبنى مشروعا لتفريس الأحواز وتغير هويتها العربية.
وأطلق نشطاء من عرب الأحواز، حملة إلكترونية موسعة لتدريس العربية في مدراس الأحواز تحت عنوان “الدراسة بلغة الأم حقي”.
سرقة الثروات
من انتهاكات حقوق الانسان اقدام الاحتلال الفارسي على سرقة ثروات الشعب العربي الأحوازي من المياه والنفط والمعادن وغيرها من الثروات التي تمتلكها دولة الأحواز المحتلة.
والأحواز، نظرياً، أغنى الأقاليم في المنطقة، حيث تحتوي أراضيه، حسب بعض التقديرات، على 80% من نفط الذي تنتجه ولة الاحتلال الفارسي، وحوالي 33% من الثروة المائية، إذ يمر بالإقليم عدة أنهار مثل نهر كارون، وكرخة، والجراحي.
وأقدمت سلطات الاحتلال الفارسي على تغيير مسار ونقل مياه نهر كارون من الأحواز إلى المدن الفارسية، وقد شهد النهر الأكبر في الإقليم عمليات تغيير مسار متكررة منذ سنوات لمحافظات أخرى في العمق الفارسي، لمواجهة مشكلة المياة المتفاقمة في أغلب المدن الفارسية، غير أن هذه السياسات قد تسببت في شح مياه الشرب في الإقليم، وانخفاض حاد في مستوى مياه الرى اللازمة لآلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، مما أدى إلى انتشار التصحر، وتزايد العواصف الترابية، والإضرار بالبيئة بشكل عام، فضلاً عن نزوح السكان من المناطق المتصحرة وبصفة خاصة الفلاحين إلى المدن المختلفة.