إلما يعرف تدابيره حنطته تأكل شعيره
د. عامر الديلمي
كثيرا ما تردد هذا المثل الشعبي على أسماعنا منذ الصغر ممن هم أكبر منا سنا وأعمق تجربة وأوسع ممارسة في الحياة، وما زال يتردد بدرجة اقل مما كان في الزمن السابق ،،،،، ومع أنه مثل شعبي إلا أنه منهج تربوي وموعظة لتجارب في الحياة، والمثل له ابعاد اجتماعية وإقتصادية وسياسية معبرة ليس عن واقع حياة فرد أو مجتمع وإنما إنعكس على الواقع السياسي الحالي لأمتنا العربية.
وليس ببعيد عن هذا المثل، عندما خسرت أمتنا العربية دولة الأحواز العربية واحتلالها من قبل ايران بدفع وتواطئ وتآمر بريطاني غادر، و شعب الأحواز العربي ما زال يعاني اضطهاد وظلم وتعسف من النظام الحالي والأنظمة التي سبقته، والشعب صابر يجاهد بشجاعة يعتز بإنتمائه العربي بالرغم من سياسة التهجير والاستيلاء على أراضي السكان وتغيير المعالم العربية، وممارسة عمليات القتل والسجن والاعدام المستمره بحق ثوار الأحواز.
وخسارة الأمة العربية لم تتوقف إذ لحقت بها خسارة أخرى بإحتلال فلسطين العربية من قبل الصهاينة بتآمر بريطاني ودول معادية للأمة العربية، والعدو الصهيوني يمارس سياسة التهجير ومصادرة الاراضي من اصحابها، وارتكابه جرائم القتل العمد الجماعي وسجن الابرياء المدنين العزل، وهذه الحالة لم تتوقف بعد احتلال الأحواز وفلسطين و،و،و،و، من قبل الاعداء بمختلف مسمياتهم ولم ولن ينفكوا عن سياستهم العدوانية التوسعية وكما يقول المثل العربي ( الحبل على الجرار ) .
ولذلك ما كان على الجماهير العربية وقواها الوطنية إلا التعبير عن رفضها بالمضاهرات والاعتصام والاستنكار لسياسة الاحتلال، وضعف الأنظمة العربية الحاكمة في الوطن العربي، فكانت المظاهرات في العراق خاصة من شماله إلى جنوبه من قبل المنظمات والاتحادات الوطنية ،وفي بغداد اعظمية العز والعروبة، والكرخ الباسلة الشجاعة البعثيون والقوميون العرب والناصريون والمنظمات الوطنية والاشخاص يتضاهرون في ساحة الشهداء التي ينطبق عليها الاسم، وسقط فيها شهداء وأصيب جرحى واعتقل فيها من تضاهر، ضد الانظمة الرجعية والدكتاتورية والفاسدة ، والحال هذه ومن أعلى درجات الضرورة.
أما ينبغي للحكام العرب كمسؤلية اخلاقية وسياسية الحرص على مستقبل الأمة العربية ووضع استراتيجية قومية وعلى كافة الاصعدة للحفاظ على وجودها وارثها والنهوض بها كأمانة لعزها وكرامتها.
والتاريخ والواقع أخبرنا لا يرحم من لايدافع عن شرف الامة وصيانتها بإخلاص، وكما أخبرنا عن قادة ورؤساء عرب كانوا مثلا قوميا شجاعا ذكراهم ما زالت في ضمير ووجدان كل مواطن عروبي مخلص.