أسعد تركي سواري ممثل للعراق لدى اليونسكو : صوت إيران بمطالب طائفية
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الدبلوماسية والإقليمية، عينت الحكومة العراقية أسعد تركي سواري، المقرب من مليشيات إيران، ممثلاً دائماً لها لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). هذا التعيين جاء في مطلع يونيو 2024، وحمل معه العديد من التساؤلات حول خلفيات سواري ومواقفه السياسية، خاصةً في ظل ارتباطه بميليشيا عصائب أهل الحق المدعومة من إيران.
شخصية مثيرة للجدل:
أسعد سواري، الذي يحمل شهادة الدكتوراه وعين أستاذاً جامعياً منذ فترة قصيرة،هو أيضًا عضو سري في مليشيات عصائب أهل الحق يتم تمويلها وتدريبها على يد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، و يعد شخصية غير معروفة في الأوساط الدبلوماسية العراقية.
وقبل أن يقدم أوراقه الاعتماد رسمياً، أقدم على خطوة غير متوقعة أثارت استياءً واسعاً في الأوساط الدبلوماسية العربية، حيث وجه مذكرة رسمية إلى الممثلين الدائمين للدول العربية في اليونسكو يطالبهم فيها بتخصيص عطلة رسمية للأعياد الإسلامية، بما في ذلك عيد الغدير الذي تم تشريعه في العراق قبل أيام قليلة من إصدار المذكرة.
ردود فعل غاضبة:
أثارت مذكرة سواري استياءً واسعاً في الأوساط الدبلوماسية العربية، حيث اعتبروها محاولة لتكريس الخلافات الطائفية التي تعصف بالعراق، خاصةً وأن عيد الغدير يعتبر عيداً طائفياً شيعياً. أعرب العديد من السفراء العرب عن استيائهم من هذه المبادرة، مشيرين إلى أن العراق يعاني من العديد من المشاكل الداخلية ولا يحتاج إلى تصدير خلافاته الطائفية إلى المحافل الدولية.
كما اعتبر بعض الدبلوماسيين العرب أن طلب سواري بتخصيص عطلتين رسميتين لكل مناسبة إسلامية، زاعماً أن ذلك يعود إلى “الاختلاف في تحديد يوم العطلة الرسمية بسبب رؤية الهلال”، هو محاولة لتعميق الخلافات الطائفية. وسخر العديد من الدبلوماسيين من هذه المذكرة، معتبرين أن عيد الغدير يشكل محاولة لنشر خلافات دينية تثير الجدل، ولا يعكس تطور الثقافة العربية الإسلامية.
ارتباط سواري بإيران:
يثير ارتباط سواري بميليشيا عصائب أهل الحق المدعومة من إيران تساؤلات حول الأهداف الحقيقية من وراء تعيينه. فمن خلال مقالاته المنشورة على مواقع إخبارية مقربة من إيران، والتي ينتقد فيها تاريخ العراق العربي ويمجد مؤسس نظام ولاية الفقيه الموسوي الخميني، يتضح توجهه السياسي الموالي لإيران.
وتثير هذه القضية العديد من التساؤلات حول طبيعة السياسة الخارجية العراقية الحالية، والتأثير الإيراني عليها. كما تسلط الضوء على الخلافات الطائفية التي تعصف بالعراق، والتي تعيق جهود إعادة بناء الدولة وتطوير العلاقات مع الدول العربية.
ويعد تعيين أسعد تركي سواري ممثلاً دائماً للعراق لدى اليونسكو، ومحاولته فرض أجندة طائفية في منظمة دولية، يمثلان انحرافاً عن الدبلوماسية التقليدية، ويضعان العراق في موقف حرج على الساحة الدولية. هذا التعيين يثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرار السياسي العراقي، والتأثير الإيراني المتزايد على الشأن العراقي.