مقتل القادة وتدمير غزة ونفاذ الأسلحة.. طوفان الأقصى يضع نهاية حماس
رأى مراقبون أن حماس خسرت الحرب في غزة،وسط انشغال العالم بالاوضاع الملتهبة في البحر الأحمر، وتراجع تناول الحرب إعلاميا على المستوى الاقليمي والدولية، وتأكيد اسرائيل على استمرار الحرب حتى القضاء على قدرات الحركة العسكرية.
وهاجم المراقبون المحلل السياسي العسكري فايز الدويري، في ظل الترويج لنجاح حماس في توجيه ضربات عسكرية قوية للقوات الإسرائيلية، ولكن الوضع على الأرض يعكس احتلال اسرائيل لأكثر من 80 % من مساحة غزة.
نفاذ الأسلحة
تظهر الحركة الصاروخية لحركة حماس في الهجمات التي تشنها على إسرائيل أن مخزونها العسكري يشير إلى بداية نفاذه، حيث شهد تراجعًا من متوسط 75 صاروخًا في أوائل ديسمبر الماضي إلى 14 صاروخًا نهاية الشهر نفسه من العام الماضي.
دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 700 منصة إطلاق صواريخ تابعة لحركة حماس الإسلامية الفلسطينية في غزة قطاع غزةمنذ بدء الهجوم يوم 7 أكتوبر، وفقا لبيان الجيش الإسرائيلي على موقع X (تويتر سابقًا)،.
واستولى الجيش الإسرائيلي على مئات الصواريخ، بما في ذلك الإصدارات بعيدة المدى، وحدد موقع عدة مواقع إطلاق. وفي الأسابيع الأخيرة، كان هناك انخفاض كبير في عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة، بسبب سيطرة إسرائيل على المنطقة ومصادرة القوات لمستودعات الصواريخ التابعة لحماس ومواقع إطلاقها.
على الرغم من محاولات حركة حماس، لنشر فيديوهات “دعائية تتباهى بترسانتها الصاروخية”، أوضح ماثيو ليفيت، الذي أعده مقال رأي نُشر على موقع “ذا هيل”، إلى أن المؤشرات تظهر العكس، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف “بشكل منهجي خط إنتاج الأسلحة المنظم الذي طورته حماس على مدى 15 عاما” حيث كانت تتمتع “بملاذ آمن في قطاع غزة”.
بعد اقتحام حركة حماس لإسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، يتم الآن تفكيك ترسانة الأسلحة وقدرات الإنتاج العسكري لديها، بالإضافة إلى التركيز على تدمير نظام الأنفاق الخاص بحماس، الذي يُعرف بـ “مترو غزة” من قبل الإسرائيليين، بهدف التصدي لأهدافهم المحتملة لتنفيذ هجمات إضافية.
ويقول ليفيت إن “المسؤولين الإسرائيليين ملتزمين بتفكيك مشروع حكم حماس في غزة، وحتى لو فشلوا في تحقيق هذا الهدف، فإن أي بقايا من حماس ستصمد في غزة بنهاية الحرب، ستشكل جزءا صغير من التهديد الذي كانت تمثله سابقا” خاصة مع خسارة “جزءا كبيرا من مخزون الأسلحة الذي أمضت سنوات في جمعه.. وأصبح مجمعها الصناعي العسكري في حالة يرثى لها”.
خسائر القادة
إلى جانب خسارة الأرض ونفاذ مخزون الأسلحة، خسرت الحركة العديد من قادتها في الصراع المندلع منذ 7 اكتوبر.
وكانت إسرائيل قد قدرت قبل السابع من أكتوبر أن عدد مقاتلي حماس يتراوح بين 20 و25 ألف مقاتل. وبحلول نهاية عام 2023، أبلغت إسرائيل المسؤولين الأميركيين أنهم يعتقدون أنهم قتلوا ما يقرب من ثلث تلك القوة.
ورصد تقارير اعلامية عدمة مقتل نحو 30 قياديا من حماس إثر الضربات الإسرائيلية على غزة التي بدأت في أعقاب الهجوم المباغت الذي نفذته الأخيرة في شهر أكتوبر الماضي.
وفي 2 يناير أعلنت حركة حماس مقتل نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري واثنين من مرافقيه، في “ضربة إسرائيلية” على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ومن قادة حماس الذين اغتالتهم اسرائيل، أحمد الغندور ثالث أكبر قيادات “كتائب القسام” الذراع العسكري لحماسن ونعته الحركة في 26 من نوفمبر 2023، وأيمن نوفل كان يشغل منصب عضو المجلس العسكري العام و”قائد لواء الوسطى” في كتائب القسام، و أعلنت إسرائيل مقتله في 17 أكتوبر.
أيضا أعلنت إسرائيل في 14 من أكتوبر، مقتل مراد أبو مراد كان يشغل منصب قائد التشكيل الجوي بحماس، كما قتل علي القاضي قائد إحدى سرايا القوات الخاصة في حركة حماس، بغارة إسرائيلية في 14 أكتوبر، وهو ما كان مصير وائل رجب نائب قائد لواء شمال قطاع غزة الذي أعلنت إسرائيل مقتله ونعته حركة حماس في 26 من نوفمبر الماضي.
ومن أبرز قادة حماس الذين قتلوا في غزة، أيمن صيام شغل منصب رئيس التشكيل العسكري في حركة حماس لمدة 15 عاما، وأعلنت إسرائيل قتله، ونعته حماس في 26 نوفمبر، كما قتل عصام أبو ركبة” قائد القوة الجوية التابعة لحماس، وأعلنت إسرائيل تصفيته في 28 أكتوبر.
بالإضافة إلى قادة حماس المذكورين أعلنت إسرائيل مقتل آخرين منذ بداية تصعيد ضرباتها على قطاع غزة، ومن بينهم فرسان خليفة، ومعتز عيد قائد المنطقة الجنوبية في الأمن العام، زكريا أبو معمر رئيس دائرة العلاقات الوطنية في المكتب السياسي لحماس وجواد أبو شمالة مسؤول الاقتصاد في المكتب السياسي لحماس.
بالإضافة إلى بلال القدرة قائد وحدة النخبة في كتيبة جنوب خانيونس وطارق معروف قائد المساعدات الحربية والإدارية في كتيبة الدرج والتفاح وقائد الكتيبة رأفت عباس ونائبه إبراهيم جذبة.
تدمير القطاع
خلص أستاذان جامعيان أمريكيان هما خامون فان دين هوك وكوري شير استنادا إلى صور عبر الأقمار الصناعية، إلى أن 45 إلى 56% من مباني قطاع غزة دمرت أو تضررت حتى الخامس من يناير2024.
وكشفت دراسة أجراها مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية أن 18% من المباني دمرت أو تضررت بعد خمسين يوما من الحرب.
وأدات تداعيات الحرب على قطاع غزة، إلى تشريد ما يقرب من 90% من السكان، وتدمير أحياء بأكملها، ووقوع كارثة إنسانية شاسعة.
وقالت لوكالة فرانس برس “إنتاج الأغذية متوقف تماما ولا يستطيع الناس التوجه إلى حقولهم ولا الصيد في البحر، لا سيما مع قصف مرفأ غزة” الذي كان الصيادون يفرغون أسماكهم فيه كل يوم.