أهم الأخبارتقارير

هل تورطت طهران؟.. خبراء عسكريون لشبكة NBC الأمريكية يفكون لغز قصف المستشفى المعمداني في غزة

باتت عملية قصف المستشفى المعمداني في غزة، لغزا صعبا مع تبادل الاتهامات بين حركة حماس وإسرائيل حول الطرف المسؤول عن القصف الذي خلف مئات القتلى والجرحى.

تقييم الولايات المتحدة يشير إلى أن الانفجار المميت الذي طال مستشفى في غزة يوم الثلاثاء كان بالأرجح بسبب صاروخ أطلقته حركة  الجهاد الإسلامي الموالية لطهران عن طريق الخطأ، وفقا لمسؤولين أمريكيين اثنين وموظف بالكونجرس.

التفجير جاء بعد تصريحات للمرشد الإيراني علي خامنئي ووزير خارجية طهران حسين أمير عبد اللهيان بحدوث تطور كبير في غزة من قبل الفصائل الفلسطينية خلال الساعات القادمة.

وقال عبد اللهيان: “إذا لم تتوقف الاعتداءات فأيدي جميع الأطراف في المنطقة على الزناد”، مضيفا في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، إن الوقت بدأ ينفد بالنسبة لإسرائيل، مرجحا دخول أطراف أخرى في الحرب، كما ذكر أنه يتوقع أعمالا استباقية من حماس خلال الساعات القادمة.

كما نسب الجيش الإسرائيلي الضربة التي طالت مستشفى في مدينة غزة إلى حركة الجهاد الفلسطينية، بعدما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن القصف أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 600 شخص وحملت إسرائيل مسؤوليته.

من جانبه اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بالوقوف وراء قصف المستشفى المعمداني، والتي راح ضيحتها نحو 500 فلسطينيا ومئات المصابين.

وقال بايدن في كلمته خلال لقائه برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه غضب بشدة من استهداف مستشفى المعمداني واطلع على الأدلة اللازمة وبناء عليها فإن انفجار المستشفى سببه “الطرف الآخر”.

وأكد بايدن على الدعم الأمريكي لإسرائيل من خلال توفير كل ما تحتاجه للقضاء على حركة حماس التي اتهمها بارتكاب الفظائع في إسرائيل.

كما  ثمن نتنياهو دعم بايدن، قائلا إن التعاون بين واشنطن وتل أبيب غير مسبوق.

استشارت إن “بي سي نيوز” الأمريكية أربعة خبراء عسكريين وفي الذخائر وتوافق أحدهم مع تقييم الولايات المتحدة، الذي أشار إليه الرئيس جو بايدن خلال رحلته إلى إسرائيل يوم الأربعاء ووافق الثلاثة الآخرون على أن الانفجار لم يكن من إسرائيل.
التحقق من المسؤول عن انفجار المستشفى أمر صعب بشكل خاص لأنه لا يمكن لخبراء من خارج غزة دخولها، وهي تحت الحصار ومحاصرة بالقوات الإسرائيلية.

عرض على خبراء أمريكيين أجزاء من أكثر من عشرة مقاطع فيديو وصور من الحادث في مستشفى الأهلي المعمداني وما تلاه من آثار، والتي تم تحديد مواقعها الجغرافية وتحليلها من قبل إن بي سي نيوز وقال بعضهم إن العلامات التي تركها المقذوف لا تتفق مع الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل مؤخرا.

ومن غير المرجح أن يفعل تحليل الخبراء والمسؤولين الأمريكيين الكثير لوقف الغضب الذي يشعر به العالم العربي، وهو ما يعطي مصداقية لنسخة الروايات التي طرحها المسؤولون الفلسطينيون وحماس والمبني على أن إسرائيل ضربت المستشفى وقتلت مئات المدنيين في عمل متعمد.
وخلص تحليل أجرته منظمة بيلينغكات غير الحكومية للتحقيقات المستقلة إلى أن المستشفى نفسه لم يتعرض لضربة، بل الموقف المجاور للسيارات.
وقال مدير البحث والتدريب في بيلينغكات جيانكارلو فيوريلا “إن المكان الوحيد الذي تضرر هو خارج المستشفى في موقف السيارات حيث نرى علامات احتراق، ولا وجود لحفرة ولا ضرر هيكلي في المباني المجاورة”، مضيفا أن المسافة بين منطقة الحفرة ومكان تواجد الأشخاص كانت حوالي 20 إلى 30 قدما.

كما يبدو أن تحليل موقف السيارات يتطابق مع الصور الموثقة والتي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك من قبل الصحفي المحلي محمد مصري، ووكالة رويترز للأنباء التي نشرت صورة تظهر فيها حفرة صغيرة مع انتشار الحطام في اتجاه جنوب غربي.

في الساعات التي تلت الانفجار، ظهرت مقاطع فيديو مروعة من المستشفى على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عشرات الجثث المشوهة والأطراف المقطوعة ملقاة على العشب بالقرب من موقف سيارات المستشفى كما كان بالإمكان رؤية حقائب ظهر الأطفال بجانب البطانيات والفرش الملطخة بالدماء، مما يوحي بأن الضحايا كانوا نائمين في الهواء الطلق وقت الانفجار.

وقال المطران حسام نعوم، وهو جزء من أبرشية القدس التي تدير المستشفى، إن الفلسطينيين في جميع أنحاء غزة كانوا يستخدمون المستشفى كملاذ آمن من القصف المستمر وقال إن المستشفى تعرض لضربات جوية قبل ثلاثة أيام وتلقى عدة إخطارات إخلاء بعد ذلك وقالت منظمة الصحة العالمية إن المستشفى كان صالحا للعمل “مع وجود مرضى وعاملين صحيين ومقدمي رعاية، ونازحين فيه”.
وقال شاهدان لشبكة إن بي سي نيوز إنهما سمعا في الأيام الأخيرة أن المستشفى سيتعرض للاستهداف وأنه يحتاج إلى الإخلاء وقال أحد الشهود أسعد عيد “لكن بعد أن كانت هناك تهديدات في المنطقة، جاء أناس عزل إلى هنا للحماية في مبنى المستشفى. لكننا فوجئنا بينما كنا هناك أن طائرات إسرائيلية استهدفت المكان. كان هناك الكثير من الشهداء والجرحى. كان مشهدا لا يوصف”.

وألقت حركة حماس التي تسيطر على غزة وتم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى – باللوم فورا على إسرائيل بقصف المستشفى، واصفة إياها بـ”جريمة إبادة جماعية”، دون تقديم أدلة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون “بينما ما زلنا نجمع المعلومات، إلا أن تقييمنا الحالي، بناء على تحليل الصور الجوية والاعتراضات والمعلومات المفتوحة المصدر، هو أن إسرائيل ليست مسؤولة” عن الانفجار.

وقال جاستن برونك، باحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة، وهو مركز أبحاث متخصص في الشؤون العسكرية في لندن، انه يوافق على التقييم الأمريكي.

وقال “بناء على ما رأيته حتى الآن، أشك حقا في أن هذا كان غارة جوية”، مضيفا أن “الأضرار الناجمة عن الانفجار التي شوهدت حتى الآن لا تتناسب” مع الصواريخ التي استخدمتها إسرائيل لضرب غزة خلال الأسبوع والنصف الماضيين.
وكان للأدميرال جيمس ستافريديس، القائد السابق لقوات الناتو ومساهم في شبكة إن بي سي نيوز، رأيا مشابها وقال “من وجهة نظري، لا يبدو الضرر على الأرض على الإطلاق مثل ما كنت ستراه من غارة جوية أو سلاح موجه بدقة” وأضاف “يبدو الأمر كما لو أن مقذوفا يحتوي على الكثير من الوقود ضرب موقف سيارات وأحدث كرة نارية”.

وقال كريس كوب سميث، الرائد البريطاني السابق وخبير الأسلحة والذخائر، إن الحالة الإسرائيلية كانت “شاملة وحاسمة” على الرغم من أنه حذر من أنه “يريد رؤية بقايا الذخيرة المستردة من الأنقاض”.
وقال “مع ظهور المزيد من الأدلة، يبدو أنه قد يكون صاروخ فلسطيني انحرف عن مساره بالخطأ”.
وأضاف “يجب ألا نكون متحيزين بأن هذا قد يكون، في الواقع، خطأ من جانب القوات الفلسطينية”.

وقال الفريق المتقاعد ستيفن تويتي، نائب القائد السابق للقيادة الأوروبية الأمريكية ومحلل عسكري لشبكة إن بي سي نيوز، إن مسار الفيديو من قناة الجزيرة أظهر أنه أطلق من الأرض، بدلا من الجو، لكنه توقف قبل أي استنتاجات أخرى.

وأثارت مشاهد المذبحة غضبا في جميع أنحاء العالم العربي، حيث ألقت الحكومات من تركيا إلى السعودية باللوم على إسرائيل.
وبشكل عام، جلب الانفجار المزيد من البؤس لشعب غزة المحاصر، الذي يمر حاليا بأزمة إنسانية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى