تقرير دولي يحذر من دور إيران المزعزع لاستقرار المنطقة ودعمها للإرهاب
حذر تقرير دولي من استمرار سياسة طهران الارهابية في المنطقة، وتدخلاتها في دول الجوار، كعامل مزعزع للاستقرار، ودعمها للميليشيات الطائفية والجماعات الإرهابية.
نشر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، كتاباً بعنوان “المسح الاستراتيجي 2021: التقييم السنوي للجغرافيا السياسية”، في أكتوبر 2021. ويسلط الكتاب الضوء على أبرز التطورات الاستراتيجية، القائمة والمحتملة، في مناطق العالم المختلفة.
وأفاد الكتاب بأن من غير المؤكد ما إذا كانت التفاهمات المتوقعة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي ستؤدي إلى وقف التصعيد في العراق وسوريا واليمن. وحسب الكتاب فإن الأدلة ربما تُشير إلى عكس ذلك، على الرغم من إنكار طهران أي تأثير لها على الميليشيات العاملة في تلك البلدان.
وحسب الكتاب، فمن المحتمل أن يزداد خطر تجدد الأنشطة الإرهابية أو تزايد حدتها، في ظل خفض الانتشار العسكري الخارجي في أفغانستان ومالي واليمن، الذي لم يتزامن معه تحسن في كفاءة مؤسسات الحكم الوطني؛ ما يستدعي وضع أدوات جديدة لمواجهة الإرهاب، برغم صعوبة ذلك.
كذلك لفت الكتاب إلى أنه تراجع حضور ونفوذ تيارات وجماعات الإسلام السياسي بقدر كبير، بعد الصعود الكبير في العقد الماضي، بيد أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا التراجع يشير إلى اتجاه مستمر؛ حيث يظل لدى بعض تلك التيارات نفوذ في مناطق معينة من الشرق الأوسط.
وحسب الكتاب، لا يزال العراق وسوريا بؤراً لنشاط تنظيم داعش الإرهابي، على الرغم من تراجع هجمات التنظيم بوضوح، بعد خسارة التنظيم آخر موطئ قدم له في العراق وسوريا عام 2019. وتركز استراتيجية داعش الجديدة على محاولة استنزاف العدو من خلال العديد من هجمات الكر والفر المتكررة، على غرار حرب العصابات. ومن ثم، تركزت هجمات داعش بنسبة كبيرة على الكمائن واغتيالات المسؤولين. ووفقاً للكتاب، فإن هجمات داعش لا تزال تشكل تهديداً كبيراً في سوريا والعراق؛ حيث استطاع التنظيم استغلال المشهد السياسي والأمني المعقد في كلا البلدين، وبطء وتيرة الإعمار في المناطق التي كان يسيطر عليها سابقاً.
وفقاً للكتاب، فقد انحسرت نشاطات التنظيمات الإرهابية بدرجة كبيرة في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، لكن من غير الواضح إذا كان هذا انحساراً مؤقتاً أم اتجاهاً مستمراً، مع ضرورة أخذ تصاعُد الأنشطة الإرهابية في آسيا الوسطى وإفريقيا في الاعتبار.
وأدى افتقار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى القاعدة الحزبية، إلى تقييد عمله من قبل الأحزاب السياسية القوية التي قاومت أي إصلاح سياسي أو اقتصادي؛ الأمر الذي تزامن مع تحديات انخفاض أسعار النفط، وتضخم القطاع العام، وتزايد عجز الموازنة. أضف إلى ذلك التحديات الأمنية مع النفوذ الكبير للميليشيات على الساحة العراقية.
وفقاً للكتاب، فإن من المتوقع أن تؤدي اتفاقيات السلام إلى إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية في منطقة الشرق الأوسط، فقد حصل المغرب على مكاسب من تدشين العلاقات مع إسرائيل، وكان على رأسها الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، كما تمت إزالة السودان من القائمة السوداء للدول الراعية للإرهاب.
وختاماً، فقد لفت الكتاب إلى تنامي مستوى القلق من إمكانية وقوع حرب بين الولايات المتحدة والصين بعد وصول بايدن إلى السلطة. ولا شك أن هذه الحرب المحتملة ستقوض –في حال حدوثها– الاستقرار الحالي في ميزان القوة العالمي، وأن اضطراب العلاقات الأمريكية الصينية سيقلص القدرة على حل الأزمات العالمية.