
الأحواز تواجه أسوأ موجة جفاف منذ 60 عامًا بسبب نهب طهران للمياه
في ظل سياسة الاحتلال الإيراني الرامية إلى تحويل مياه الأنهار في الأحواز إلى المدن الفارسية، كشفت منظمة المياه والكهرباء في الأحواز عن موجة جفاف غير مسبوقة تضرب الأحواز، واصفة الوضع المائي الحالي بأنه “الأسوأ منذ ستين عاما”.
تأتي هذه الأزمة في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من خطر يهدد الزراعة والصناعة وسكان المنطقة، ما يعكس حجم التحديات الكبيرة التي تواجهها الأحواز.
وقالت المنظمة في تقرير رسمي إن معدل تدفق المياه في الأحواز قد تراجع بشكل كبير خلال السنة المائية الحالية، مع انخفاض حاد في معدلات هطول الأمطار. كما أشارت إلى “قلة غير مسبوقة” في احتياطي الثلوج من المنابع الجبلية التي تغذي الأنهار في المنطقة، ما أثر بشكل مباشر على مستوى إنتاج الكهرباء واحتياطيات السدود في الأحواز.
وأوضح التقرير أن سد دز، أحد أكبر خزانات المياه في الأحواز، يعاني من انخفاض حاد في حجم المياه المخزنة مقارنة بالعام الماضي، حيث كان السد ممتلئا بالكامل في أبريل 2024، في حين أن الوضع هذا العام “مختلف تماما”، وفقا للمنظمة. هذا التراجع في مخزون السد يشكل تهديدا كبيرا للموارد المائية في الأحواز.
من جانب آخر، أدت أزمة نقص المياه إلى تفاقم الوضع في شركة الأحجار السبع للزراعة والصناعة في مدينة سوس، حيث تواجه أراضي قصب السكر التابعة للشركة أزمة مياه حادة، ما يهدد المحاصيل الزراعية. وقد تجمع عدد من عمال الشركة أمام مكتب السلطة المحلية في سوس احتجاجا على عدم تخصيص المياه التي تحتاجها الشركة لري محاصيلها الزراعية.
تأتي هذه الاحتجاجات بعد تأكيد إدارة الشركة أن استمرار نقص المياه سيهدد دورة الإنتاج الزراعي ويضع مستقبل العمال في خطر. ويطالب العمال بمزيد من التخصيصات المائية لضمان استمرار عمل الشركة وحماية أراضيهم الزراعية التي تعد مصدر رزقهم.
في ظل استمرار سياسة الاحتلال الإيراني التي تستهدف تحويل مياه الأنهار في الأحواز إلى المناطق الفارسية، يبدو أن معاناة الأحواز تتفاقم، إذ تزداد الضغوط المائية على المنطقة بشكل مستمر. هذه السياسة تزيد من تعميق الأزمة وتفاقم نقص الموارد المائية التي كانت تسهم في الزراعة والصناعة في الأحواز.
فيما يتعلق بالخطوات المستقبلية، أعلنت منظمة المياه والكهرباء أنه سيتم إطلاق المياه بما يتناسب مع احتياجات الاستخدامات الضرورية مثل الزراعة ومياه الشرب والصناعة. كما أكدت على أهمية الحفاظ على الاحتياطيات الاستراتيجية من المياه خلال فصل الخريف المقبل، تجنبا لمواجهة أزمة خطيرة في حال تأخر هطول الأمطار.