أهم الأخبارمقالات

شؤم الميليشيات المتنمرة

ناصر الحزيمي

ليس من عادتي أن أستعمل أفكارا غير منضبطة من الناحية العقلية إلا أنني أستعمل مصطلح الشؤم والتشاؤم هنا كنتيجة وصفية لحالات التشابه والتطابق في النتائج السلبية وتكرارها حتى إنها أصبحت تشبه القوانين الملزمة ذهنيا ومعرفيا فأنا هنا أستعمل مصطلح الشؤم لا كقوة غيبية غامضة وإنما أستعمله كنتيجة لممارسات متكررة ومتشابهة أدت إلى نتيجة واحدة وبتكرار هذه المقدمات نصل إلى نفس النتائج دائما.

ولنبدأ بتكتلات الخوارج تكتلات الخوارج كما هو معروف أنهم خرجوا أولا على الإمام علي بن أبي طالب، إلى أن قاموا بقتله رضي الله عنه. وهي جماعات تكفيرية يغلب أنهم من العوام محدودي الفهم للنص القرآني مندفعين نحو التطرف الإسلامي. لم ينشأ تحت تغلبهم أي دولة تمثل قناعاتهم وبسبب طبيعة آلياتهم الفكرية يغلب عليهم التشظي والشقاق. هذا الوصف ينطبق غالبا على جماعات القاعدة وحزب الله وحماس والجهاد وداعش وما تفرع منها من كيانات عوام راديكالية.

وكما نلاحظ أن القاعدة كانت شؤما على أفغانستان وداعش كانت شؤما على سوريا والعراق وحزب الله كان شؤما على لبنان وسوريا وحماس والجهاد كانتا شؤما على غزة والقضية الفلسطينية وأنصار الله كانت شؤما على اليمن والإخوان المسلمين كانوا شؤما على السودان والسبب في متلازمة الفشل هنا أن قوة هذه الكيانات تكمن في طبيعتها الفكرية والحركية غير المنضبطة لهذا تجد أنهم لا يتعدون شكل حرب الشوارع في قتالهم وصراعاتهم ومثل هذا النموذج من الصراع العسكري لا يعطي صورة دقيقة لقوة الكيان ونكايته في الحروب وبمعنى أصح أن جماعات العنف لا تحسم نتيجة المعارك المثارة وذلك لطبيعتها العسكرية المحدودة ويوجد عندنا أمثلة كثيرة حول ذلك مثل جماعات حماس أو طالبان أو حزب الله وغيرها.

وجميع هذه الميليشيات لا تحسم في المعارك كما أنها لا يمكن أن تنهض بدول حقيقية تملك جميع مقومات الدولة الناهضة والحقيقية لهذا تجدها نموذجا لكيانات هجينة ومفبركة لجماعات تغلب “بتشديد اللام” لا تمت للدولة الوطنية الحقيقية بصلة كما حدث مع “داعش” التي سكت الدينار الذهب للدلالة على أنها دولة إسلامية ومارست جميع أصناف العنف والتنكيل برفقاء السلاح والجماعات الإسلامية وسكان مناطق تغلبهم ومن هنا رفعت شعار البدء بالعدو القريب قبل العدو البعيد، كما أن داعش تاجرت بكل شيء وصلت له يدها من بيع النساء الإيزيديات إلى تجارة التحف والآثار والمخطوطات إلى الإتاوات وداعش هنا نموذج متكرر لفوضى العنف للجماعات الراديكالية فما يسمع من دعاة الفتن والشقاق والحشد أمر يختلف عن واقع الممارسة في أرض المعركة ولذلك أمثلة متعددة رأيناها وتابعناها من خلال أجهزة الإعلام والتواصل الاجتماعي.

مشكلة الناس أنهم ينسون أخطاء جماعات العنف وأن العنف هو نتيجة لخطاب جماعات الإسلام السياسي وهكذا تدخل الأحداث في حلقات مفرغة ومهما رفع من نداءات إصلاح وترشيد لعوام الراديكاليين من صحويين أو حاملي سلاح فسيبقى داء الغوغائية الفكرية والحركية هو المهيمن وهو صاحب الكلمة العليا في مناطق التمكين والهيمنة الراديكالية فما نظنه من هيمنة الاعتدال والتسامح الذي يبشر بها دعاة الفتنة والشر هو مجرد وهم وتضليل للمتلقين وشعار يرفع في مرحلة البدايات الحركية تكتيكيا ويكفي أن نطلع على شعاراتهم التي رفعوها قبل التمكين، والتي تدور حول المظلومية وحلمهم بدولة العدل والإيمان وحالهم بعد التمكين والذي يتمثل في تصفية الحسابات وتلفيق إسلام غير واقعي ومستحيل.

نقلا عن العربية

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى