موقف تاريخي مشرف لشيوخ ووجهاء الأحواز عام 1942
في خضم الأحداث التاريخية التي عصفت بمنطقة الأحواز في عام 1942، سجل شيوخ ووجهاء قصبة النصار والمنيوحي موقفًا وطنيًا مميزًا أصبح نموذجًا للوحدة الوطنية والتضحية في سبيل القضايا الكبرى.
في وقت تسيطر فيه المصالح المحلية والنزاعات القبلية على الكثير من المشاهد السياسية والاجتماعية، برز هؤلاء القادة باعتبارهم رموزًا لوحدة الصف الوطني والوعي المتقدم بأهمية الحفاظ على الهوية والاستقلال.
وأظهرت تلك المرحلة مستوى عاليًا من الوعي الوطني عندما تخلى الشيوخ عن الانحياز إلى الانتماءات القبلية والمصالح المناطقية، وقدموا مصلحة الأحواز ككل على كل ما سواها.
وجاءت هذه الخطوة بدافع إدراكهم العميق بأن التحديات التي تواجه الهوية الوطنية والثقافية تحتاج إلى جبهة موحدة تكون قادرة على التصدي لأي محاولات للمساس بالاستقلال والكرامة العربية.
وأظهرت رسالة أشار لها موقع :كارون” التي كتبها شيوخ ووجهاء قصبة النصار والمنيوحي في ذلك الوقت ليس فقط ولاءهم للوطن، بل أيضًا فهمهم العميق بأن مستقبل الأحواز يعتمد على التكاتف بين جميع أبنائها، بعيدًا عن أي اعتبارات ضيقة.
كانوا يعلمون أن الهجمة على وطنهم تتطلب تحركًا جماعيًا يتجاوز المصالح الفئوية ليصب في مصلحة القضية الوطنية الأهم، وهي حماية استقلال الأحواز والحفاظ على هويتها وتراثها العربي.
كان هذا الموقف الشجاع في فترة عصيبة من تاريخ الأحواز مثالًا واضحًا على أن النسيج الاجتماعي للوطن قوي بما يكفي للصمود أمام المحن.
وأرسل رسالة واضحة بأن الأحواز ليست مجرد مجموعة من القبائل والمناطق، بل كيان موحد يصطف فيه الشعب والقيادات صفًا واحدًا للدفاع عن حقوقهم المشروعة.
ما فعله شيوخ ووجهاء الأحواز في تلك الحقبة ترك إرثًا ثمينًا يمكن للشعوب استخلاص الدروس منه في كيفية التكاتف أمام التحديات الكبرى. اليوم، وبعد مرور عقود طويلة، ما زال هذا الموقف يُستشهد به كدرس في التضحية والوطنية التي تضع المصالح العامة فوق كل شيء.