
ليلة العيد في الأحواز: ليلة تزدان بالزي العربي والحلويات التقليدية
تتشكل ملامح الاحتفال بعيد الفطر المبارك في الأحواز عبر نسيج ثقافي فريد، يجمع بين التقاليد العربية الأصيلة والممارسات الإسلامية العريقة.
فمع إعلان ثبوت رؤية هلال شوال، تتحول المدن الأحوازية إلى فضاءات من الفرح تعكس عمق الانتماء الثقافي، حيث تمارس طقوس تعود جذورها إلى قرون من الزمن، توارثتها الأجيال كجزء من الهوية الجمعية.
وتبدأ الاستعدادات قبل أيام من العيد، إذ تشهد الأسواق ازدحاما غير مسبوق لشراء الملابس التقليدية والحلويات، بينما تتناقل الأسر وصفات إعداد القهوة العربية التي تعتبر رمزا للكرم وحسن الضيافة
الاستعدادات ما قبل العيد
تشكل الأيام الأخيرة من رمضان محطة أساسية في المشهد التحضيري للأحوازيين، حيث يخصص اليوم ما قبل الأخير من الشهر الكريم والذي يعرف محليا باسم “أم الوسخ” لتنظيف المنازل وتزيينها. تتحول المنازل إلى ورشات عمل عائلية، تشارك فيها النساء في غسل السجاد وترتيب المفروشات، بينما يتولى الرجال مهمة شراء مستلزمات العيد من الأسواق.
وفي اليوم التالي المسمى “أم الحلس”، يهتم الأهالي بالنظافة الشخصية، حيث يقصد الحلاقون بكثافة، فيما تتبارى النسوة في تجهيز أصناف الحلويات التقليدية كالزلابيا والبسبوسة.
السوق الشعبي
تتحول الأسواق الشعبية في المدن الأحوازية إلى لوحة فنية حية، حيث تعرض الملابس العربية المطرزة بأناقة، خاصة الدشداشة البيضاء المزينة بالخيوط الذهبية التي يعتبرها الأحوازيون زي العيد الرسمي. تتنافس المحلات في عرض أحدث تصاميم الكوفيات والعقالات، بينما تفوح روائح البخور والهيل من أقسام العطارة.
وتشهد أقسام المكسرات إقبالا كبيرا، حيث تعتبر المكسرات المخلطة عنصرا أساسيا في ضيافة العيد، إلى جانب التمر الذي يقدم في صحون نحاسية مزخرفة.
ليلة العيد: بين الروحانية والابتهاج
مع غروب شمس آخر أيام رمضان، تبدأ أجواء الاحتفال بالظهور عبر إطلاق الألعاب النارية التي تضيء سماء المدن الأحوازية، فيما يتجول الشباب مرتدين الزي العربي التقليدي في الشوارع، مرددين الأهازيج الشعبية.
وتقام حلقات الذكر الجماعية في المساجد، حيث يختتم القرآن الكريم بشكل جماعي، وترفع الأصوات بالدعاء لإعلان الفرح برؤية الهلال
كما يهتم الأحوازيون بارتداء الملابس الجديدة التي غالبا ما تكون من القماش القطني الأبيض للرجال، مع العقال الأسود والكوفية الحمراء التي ترمز إلى الأناقة العربية.
أما النساء فيختارن الثياب المطرزة بخيوط الذهب والتي غالبا ما تصنع يدويا، مع ارتداء الحلي الفضية التقليدية التي توارثنها عن الأمهات والجدات