وسط غياب الحوثي.. المشاورات اليمنية 6 محاور وتفاؤل بنتائج قوية
انطلقت، اليوم الأربعاء، مشاورات السلام اليمنية في مقر مجلس التعاون الخليجي وبرعايته في العاصمة السعودية الرياض.
ويحضر المشاورات جميع الأطراف اليمنية، باستثناء مليشيات الحوثي التي ترفض مسار السلام، رغم الإجماع الدولي والإقليمي على ضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات لوقف نزيف الحرب.
وقبل المشاورات ناشد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، وقف إطلاق النار، وهي الدعوة التي لاقت استجابة قوات التحالف بعد ساعات قليلة، ليدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح اليوم.
ويعول اليمنيون على هذه المشاورات تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي في تشكيل تحول مهم لبناء كتلة تاريخية ووطنية تمثل مركز الثقل في إنقاذ اليمن على خطى مسارات السلام وصولا إلى بناء الدولة الحديثة.
6 محاور
وتشمل مشاورات الرياض 6 محاور وتركز أجندة المشاوراتعلى نسخة منه، على المحاور السياسية، والاقتصادية والتنموية، والأمنية ومكافحة الإرهاب، والإغاثية والإنسانية، والاجتماعية، والإعلامية.
وتستمر جلسات الحوار والمناقشات حتى يوم الخميس المقبل، حيث تستعرض تقارير المحاور التي نوقشت في الجلسات وتعرض أهم نتائج المشاورات قبل تبني المخرجات وإقرارها من قبل المشاركين، ومجلس التعاون الخليجي المشرف على المشاورات.
ولم تمض غير ساعات من مناشدة مجلس التعاون الخليجي لإفساح المجال لإنجاح مشاورات في الرياض، حتى أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تعليق عملياته في البلاد.
استجابة تعكس موقف التحالف العربي ومدى حرصه على دعم المشاورات اليمنية – اليمنية في الرياض، لإيجاد خارطة للسلام وإنهاء الحرب، رغم تصعيد مليشيات الحوثي وتعنتها الدائم ورفضها للحل السياسي.
فرصة مواتية لحل الأزمة
وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، إن المشاورات الجارية في الرياض فرصة مواتية لحل الأزمة.
وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية للمشاورات اليمنية- اليمنية، برعاية مجلس التعاون الخليجي، شدد المبعوث الأمريكي على أن هناك فرصة مهمة من أجل حوار شامل بين اليمنيين، ولا سيما بعد كل هذه السنوات من الحرب.
وأشاد بمجلس التعاون الخليجي، مثمنا دعمه المستمر لليمن، خصوصا دعوته لهذه المشاورات.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى دعم بلاده بقوة لاقتراح الأمم المتحدة للهدنة، التي ينبغي أن تكون خطوة أولى نحو وقف إطلاق نار شامل.
ونوه بأنه يجب سماع كافة الآراء اليمنية، التي تؤدي بنا إلى حلول للأزمة، مشيرا إلى تشجيع الأطراف كافة، للعمل مع الأمم المتحدة لترجمة وعود تحقيق السلم على أرض الواقع.
المبعوث الأمريكي قال إنه لا يزال هناك فرصة لنعمل من أجل تحسين حياة الشعب اليمني، وتقديم المساعدات الإنسانية، موضحا أن اليمن سيتعافى بدعم دول الخليج.
وعبر ليندركينغ عن تطلع الولايات المتحدة مع القادة اليمنيين إلى خطوات حقيقية في تقدم الحوكمة، وتوفير الفرص الاقتصادية والقضاء على الفساد، مع الاستمرار في تشجيع المانحين لدعم الشعب اليمني.
وتوجه المبعوث الأمريكي إلى اليمنيين بالقول: “يجب أن تحددوا مستقبلكم”، متمنيا محادثات ناجحة على مدار الأيام القادمة.
الجامعة العربية
واعتبرت جامعة الدول العربية، المشاورات الجارية في الرياض بين الأطراف اليمنية، خطوة مهمة على طريق الحل الشامل في بالبلاد.
ونوه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير خليل إبراهيم الذوادي، في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمشاورات اليمنية- اليمنية، تحت إشراف مجلس التعاون الخليجي، باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بأن هذه المشاورات خارطة طريق ورؤية استراتيجية تضع الأطراف اليمنية أمام المسؤولية.
وشدد الذوادي في الكلمة على أن معاناة اليمنيين هو أمر لا يقبله أي عربي، ولا نقبل أن يكون اليمن منصة لتهديد الجوار.
وأشار إلى أن الجامعة العربية التي كانت وما تزال مع الحل السياسي للأزمة اليمنية، تتطلع لأن تشكل المشاورات، خطوة مهمة نحو السلام وتأمل أن يتمسك بها اليمنيون.
ورحب الذوادي بمبادرة مجلس التعاون الخليجي باستضافة المشاورات اليمنية التي تمثل فرصة تاريخية لليمن.
نجاح المشاورات واجب
من جانبه قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، إن نجاح المشاورات اليمنية اليمنية في الرياض “ليس خيارا بل هو واجب”.
جاء ذلك في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمشاورات اليمنية بالرياض التي تعقد تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي وفي مقره، في محاولة لوضع حد لنزيف الحرب.
وأضاف الحجرف أن “المسؤولية كبيرة وتاريخية أمام الشعب الذي يتطلع بقلوب مشرعة بالأمل والتفاؤل في أن تمثل منطلقا لاستعادة البلاد وبدء مرحلة جديدة من التوافق الوطني”.
وشدد على أن “اتفاق الرياض يشكل خارطة طريق واستحقاقا وطنيا يمنيا، واستكمال بنوده يشكل مطلبا يمنيا يمنيا”.
وأشار إلى أنه “ثبت أن لا حل إلا السلمي وأن الحرب وسنواتها السبع الشداد لا يمكن أن تحقق الأمن والاستقرار المنشود (..) لا حل إلا ما يقرره أبناء اليمن، فالحل يمني وبأيديهم ولأجل اليمن”.
وتابع: “مع انطلاق المشاورات فإن أبناء اليمن يتابعون والأمل يحدوهم للوصول إلى كلمة سواء، اليمن سمى بالسعيد لأنه أرض الأحلام والآمال والطموحات والشعر والحضارة والتراث والشعب العظيم”.
ولفت الحجرف إلى أن “الطريق للأمن والسلام ليس مستحيلا وإن كبرت التحديات وليست خيارا وإن تعددت الخيارات بل هدفا ساميا”.