وسط تنديد فلسطيني.. الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية اجتياح رفح
بدأت إسرائيل، يوم الإثنين، عملية إخلاء للمدنيين الفلسطينيين من مناطق في رفح جنوب قطاع غزة والتي يقطنها أكثر من مليون شخص ، وذلك استعدادًا لتنفيذ عملية عسكرية.
تصر إسرائيل على ضرورة القضاء على تنظيم حماس، الذي يعتبرها إرهابيًا، ويقول إن العملية العسكرية في رفح هي جزء من هذا الهدف، لكن التقرير الصادر عن صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أوضح الفوائد والتكاليف المحتملة لهذه العملية.
ودعا الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين سكان المناطق الشرقية في مدينة رفح إلى إخلائها، وذلك بعد أسابيع من التهديد بشن هجوم بري على المدينة.
وفي مؤشر يشير إلى موافقة أمريكية على العملية العسكرية في رفح، طلب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، من نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت تنظيم عمليات إجلاء المدنيين قبل تنفيذ الاجتياح.
وأكدت إسرائيل أنها تستعد لهجوم بري على المدينة القريبة من الحدود مع مصر، والتي تعتبر نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، حيث يعيش حوالي 1.3 مليون فلسطيني، معظمهم من النازحين جراء الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.
و أكدت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الاثنين، أنها تقوم باتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية، خاصة الولايات المتحدة، لوقف مجزرة محتملة في رفح.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن الرئاسة تأكيدها على ضرورة التدخل الفوري للإدارة الأمريكية لمنع وقوع هذه المجزرة، محذرة من تداعياتها الخطيرة.
وأشارت الرئاسة إلى أن اجتياح رفح سيؤدي إلى تعرض مليون ونصف المليون فلسطيني لمذبحة إبادة جماعية ومحاولات تهجير مسبقًا تم التحذير منها.
وأكدت الرئاسة مجددًا أن السلام والأمن في المنطقة لن يتحققان إلا من خلال حل عادل للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.
من جانبه اعتبر المدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب أن هناك فوائد من التصعيد العسكري، مثل القضاء على حماس بالكامل وتدمير الأنفاق على الحدود مع مصر لمنع تهريب الأسلحة. ومع ذلك، يحذر من أن هذه الفوائد قد لا تفوق التكاليف، خاصةً في ظل الفرصة المحتملة للتطبيع مع السعودية وبناء شراكة إقليمية قوية.
تتردد الإدارة الأمريكية في اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، لكن تنفيذها لعملية في رفح دون موافقتها قد يغير ذلك.
ويشير تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن الهجوم قد يؤثر على علاقة إسرائيل مع مصر ويهدد معاهدة السلام بينهما.
من جانبها حذرت منظمات إغاثية من مخاطر اندلاع مجاعة في غزة بسبب قطع الإمدادات الإنسانية، إذا لم تكن هناك خطة واقعية لنقل المدنيين من مناطق الصراع، فقد يتسبب الهجوم في تدهور العلاقات الدولية مع إسرائيل وزيادة التوتر في المنطقة.