واشنطن تدعم دفاعات إسرائيل بصواريخ ثاد

في خطوة استراتيجية تزامنت مع تصاعد التوترات الإقليمية، تسلمت إسرائيل نظام صواريخ “ثاد” (نظام الدفاع الصاروخي عالي الارتفاع) الثاني من الولايات المتحدة. وقال مصدر استخباراتي إسرائيلي، طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح لقناة إيران الدولية، إن النظام الصاروخي وصل إلى إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي.

وبحسب ما ذكرته شبكة “الحدث”، فإن النظام الصاروخي من طراز “ثاد” وصل إلى قاعدة “نافاتيم” الجوية في جنوب إسرائيل يوم السبت، وسط تزايد المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني وتداعياته على الأمن الإقليمي. وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن طائرة نقل عسكرية أمريكية من طراز C-5M Super Galaxy هبطت في القاعدة العسكرية، حيث بقيت الطائرة هناك لمدة حوالي ثماني ساعات قبل أن تغادر.

نظام “ثاد” هو جزء من الجهود المستمرة لتعزيز القدرات الدفاعية الإسرائيلية ضد التهديدات الصاروخية الإقليمية المتزايدة. تم نشر هذا النظام لأول مرة في إسرائيل في العام الماضي على أساس طارئ، لكنه يعتبر الآن جزءاً من استراتيجية دفاعية طويلة الأمد. كما يُعتبر نظام “ثاد” مكملًا لأنظمة الدفاع الأخرى مثل “باتريوت”، ولكنه يوفر تغطية أوسع ويتميز بقدرته على اعتراض الصواريخ على ارتفاعات عالية، مع مدى أطول يصل إلى 200 كيلومتر.

في سياق نشر هذا النظام، أفادت التقارير أن نحو 100 جندي أمريكي تم نشرهم في إسرائيل لمساعدة القوات الإسرائيلية في تشغيل هذا النظام المتطور. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من التعاون العسكري الوثيق بين البلدين في مواجهة التهديدات الصاروخية من قبل الجماعات المسلحة في المنطقة، مثل الحوثيين في اليمن.

في الأسابيع الأخيرة، تم استخدام نظام “ثاد” لاعتراض الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في اليمن باتجاه إسرائيل، مما يبرز فعالية هذا النظام في التصدي للتهديدات من مسافات بعيدة. النظام يُعد من أبرز الأنظمة الدفاعية الأمريكية التي تُسهم في تعزيز قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية ضد الصواريخ الباليستية.

تسليم نظام “ثاد” إلى إسرائيل يأتي في وقت حساس، حيث تتزايد المخاوف في المنطقة من البرنامج النووي الإيراني الذي يُنظر إليه على أنه تهديد للأمن الإقليمي، بالإضافة إلى تصاعد الأنشطة العسكرية لبعض الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في دول مثل العراق وسوريا. ويعتبر الخبراء العسكريون أن نشر هذا النظام يعد خطوة حيوية في مواجهة هذه التهديدات.