“نيويورك تايمز”: الولايات المتحدة تعتمد بشكل خطير على الصين في واردات المعادن النادرة ومعالجتها
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير لها، عن مدى اعتماد الولايات المتحدة على الصين في استيراد المعادن والعناصر الأرضية النادرة، مشيرة إلى أن هذا الاعتماد يمثل مصدر قلق متزايد لصناع القرار الأمريكيين، خاصة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين البلدين.
ونقلت الصحيفة عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن الولايات المتحدة تستورد من الصين كميات كبيرة من العناصر الأرضية النادرة التي تدخل في مجموعة واسعة من الصناعات الحيوية.
وتشمل هذه الصناعات صناعة المحولات الكهربائية، والسيراميك، والزجاج، والمغناطيسات عالية الكفاءة، إضافة إلى التطبيقات الطبية والذرية، وبطاريات الرصاص، ومثبطات اللهب، وكذلك أشباه الموصلات التي تُعد العمود الفقري للتكنولوجيا الحديثة.
وأوضحت الهيئة أن الخطر لا يكمن فقط في حجم الاستيراد من الصين، بل في الهيمنة الصينية على مراحل التكرير والمعالجة الصناعية لتلك المعادن. فحتى في الحالات التي تُستخرج فيها المعادن من دول أخرى، تمر معظمها عبر الصين لتتم معالجتها وتكريرها، مما يمنح بكين نفوذاً استراتيجياً كبيراً في هذه السلسلة الحيوية من الإمدادات.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه السيطرة تثير مخاوف في أوساط الأمن القومي الأمريكي، لا سيما أن العناصر الأرضية النادرة تُعد ضرورية لتصنيع الأسلحة المتطورة، والطائرات المقاتلة، والأنظمة الإلكترونية المتقدمة. كما تؤثر بشكل مباشر في قدرات الولايات المتحدة التكنولوجية والصناعية، ما يجعل من تقليص الاعتماد على الصين أولوية استراتيجية.
وكانت واشنطن قد بدأت بالفعل باتخاذ خطوات لتطوير سلاسل توريد بديلة، منها ضخ استثمارات في مشاريع التعدين المحلية وتوسيع الشراكات مع دول حليفة، إلا أن العقبات المتعلقة بالتكلفة، والمعايير البيئية، والقدرة التكنولوجية لا تزال تشكل تحديات كبيرة أمام تحقيق الاكتفاء الذاتي.
