
ميليشيات عراقية تدعمها إيران تقبل نزع السلاح لتفادي هجمات أمريكية
أفادت وكالة رويترز في تقريرها الصادر يوم الاثنين 8 أبريل، أن عدة جماعات مسلحة قوية في العراق، تدعمها إيران، أعلنت لأول مرة استعدادها لنزع السلاح بهدف تجنب التصعيد مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأكدت مصادر في الحكومة العراقية وقيادات ميليشيات أن المحادثات بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وقادة هذه الميليشيات قد وصلت إلى “مرحلة متقدمة”.
وأضافت هذه المصادر أن مسؤولي الحكومة الأميركية حذروا بغداد من أن هذه الجماعات قد تصبح هدفًا للغارات الجوية الأميركية في حال عدم حلها.
هذا التغيير في النهج جاء بعد تحذيرات سرية من واشنطن، تم تسليمها إلى الحكومة العراقية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، حيث طالبت بتفكيك هذه الجماعات المسلحة. ووفقًا لمصادر رويترز، فإن هذه الجماعات لم ترفض نزع السلاح بل أظهرت استعدادًا للقيام بذلك لتفادي أي تصعيد عسكري مع الولايات المتحدة.
وقال عزت الشابندر، السياسي العراقي المقرب من الائتلاف الحاكم في العراق، إن المحادثات بين السوداني وزعماء الميليشيات وصلت إلى مرحلة متقدمة، وأن هذه الجماعات تدرك خطورة الوضع وأنها على استعداد للاستجابة للطلبات الأميركية بنزع السلاح. وأضاف الشابندر أن هذه الجماعات لا ترفض نزع السلاح بشكل قاطع، بل تبحث عن حلول لمنع التصعيد.
ومن بين الجماعات المشاركة في المحادثات كتائب حزب الله، النجباء، كتائب سيد الشهداء، وأنصار الله الأوفياء، التي تعتبر جزءًا من تحالف “المقاومة الإسلامية في العراق”. هذه المجموعات مدعومة من فيلق القدس الإيراني، الذي يمنحها الدعم الكامل لاتخاذ القرارات اللازمة لتجنب التصعيد مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
ومن جهة أخرى، أوضح فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية، أن الحكومة العراقية ملتزمة بالسيطرة على الأسلحة في البلاد وتعمل على تنفيذ هذه السياسة من خلال “حوار بناء مع مختلف الجهات الفاعلة الوطنية”.
تجدر الإشارة إلى أن بعض هذه الجماعات قد قامت بتقليص وجودها في المدن الكبرى مثل الموصل والأنبار منذ يناير 2025، وذلك في إطار احتياطات أمنية لمواجهة أي تهديدات محتملة من قبل القوات الأميركية. كما أن قادة هذه الجماعات يعززون إجراءاتهم الأمنية من خلال تغيير أماكن إقامتهم والسيارات والهواتف المحمولة.
وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها تواصل دعوتها للحكومة العراقية للسيطرة على هذه الجماعات، معتبرة أن هذه القوات يجب أن تطيع القيادة العراقية الرسمية وليس إيران.