أهم الأخبارقناة الأحواز الفضائية

من يحمي أهوار الأحواز ؟

 

أحمد رحمة العباسي 

تبنى المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الذي عقد جلساته في 17 يوليو ( تموز ) 2016 في مدينة أسطنبول التركية حيث يبلغ عدد أعضائة 192 دولة تبنى قرارا يقضي بإدراج ” أهوار العراق” ضمن لائحة التراث العالمي .
بينما لا أحد يهتم “بأهوار إقليم الأحواز” و التي تقع الى جانب أهوار العراق و تشكل الحدود المشتركة بين الأحواز و العراق ، بل تعتبر إمتدادا لتلك الأهوار وتتمتع بنفس الأهمية و تحمل نفس المواصفات من حيث النظام البيئي الفريد من نوعه و تواجد أنواع الطيور و محطة هامة لتوقف الطيورالمهاجرة في فصل الشتاء من المناطق الباردة في أوروبا و سيبيريا إلى أفريقيا .

فقد دأب نظام ما يسمى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية و منذ استيلائه على السطة بتخريب و تدمير البيئة في الأحواز و على رأسها بيئة الأهوار الأحوازية حيث كان “هور العظيم” و “هور الحويزة” في الأحواز مسرحاً للعمليات القتالية خلال ثمان سنوات من الحرب بين إيران و العراق مما لحق أضراراً كبيرة في الأهوار المذكورة .

وبعد إنتهاء الحرب لم يعر النظام أي اهتمام لتلك الأهوار و التي تشكل محميات لكثير من النباتات الطبيعية و الحيوانات البرية و البحرية مثل الجاموس والأسماك بل حولها بالبداية إلى أراضي قاحلة لاتوجد بها مياه ثم إلى حقول للتنقيب عن النفط و منع سكانها الأصليين من المزارعين و مربي المواشي من عرب الأحواز الذين تم تهجيرهم خلال الحرب من العودة إلى ديارهم، و الذين عادوا إلى الأهوار يواجهون صعوبة في حياتهم اليومية و التي تعتمد على كثرة المياه.

لاشك أن النظام الإيراني لايريد ادراج الأهوار الأحوازية على لائحة التراث العالمي مثل ما فعل العراق، لأن هذا الأمر يحمله مسؤولية الحفاظ عليها و أبعادها عن الإندثار، حيث يفضل النظام تدمير هذه البيئة الطبيعية طمعاً في التنقيب عن النفط و لإرضاء جشعه في نهب أكبر قدر من ثروات الشعب العربي الأحوازي .

فقد قام و يقوم النظام الإيراني بحرف مصادر مياه الأنهار التي تصب في هذه الأهوار مثل نهري كارون و الكرخة في الأحواز و سرقة و نقل مياهها إلى مناطق إيرانية في وسط  إيران، مما دمر البيئة ليس في الأهوار فحسب بل حتى في المدن الأحوازية ، الأمر الذي يتسبب بين فترة و أخرى إلى تحول سماء المدن الأحوازية إلى اللون الأصفر و تعطيل الحياة هناك و تهرع الناس إلى المستشفيات لتلقي العلاج الناتج عن الضيق في التنفس .

و بما أن الأمم المتحدة تنظر إلى مسؤولية الحفاظ على مثل هذا التراث البشري كمسؤولية مشتركة تتطلب تعاونا دوليا، و من هنا نطالب الأمم المتحدة العمل بمسولياتها فيما يتعلق بأهوار الأحواز و الحفاظ عليها وحث النظام الإيراني على وقف سياساته التدميرية للبيئة في أهوار الأحواز و ثانياً: تقديم طلب من قبل الحكومة الإيرانية إلى اليونسكو لإدراج  أهوار الأحواز ضمن قائمة التراث العالمي .

و هذا ما لن يقدم عليه النظام الإيراني إذ أن هم عندما يستهدفون الماء في واقع الأمر يستهدفون الحياة لأن دون الماء لاتوجد حياة ؛ . ( ….و من الماء كل شيء حي ؛ … ) .. و هذا هدفهم بأن لاتكون حياة في هذه المنطقة و الناس تهاجر إلى مناطق أخرى، لأن كل أراضي الأحواز تقع فوق بحر من النفط و هم بحاجة إلى النفط و ليسوا بحاجة إلى الناس .

95 ٪ من مشاكل إقليم الأحواز ناجمة ليست من قلة الإمكانيات أو حتى ليست من سوء الإدارة و إنما من الإهمال المتعمد و خبث النظام.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى