مع اختفاء قادة حماس.. انتقال أهالي غزة إلى المناطق الآمنة مع اقتراب عملية رفح
كشف تقارير فلسطينية أنه مع التصاعد المستمر للتوترات في قطاع غزة، جراء التهديدات المتزايدة بدخول الجيش الاسرائيلي إلى منطقة رفح، وفي ظل مفاوضات صعبة تجري في القاهرة بين وفد حماس والمخابرات المصرية والمخابرات المركزية الأمريكية لوقف الحرب على القطاع وإطلاق الرهائن لدى “متائب القسام” وانقاذ حياة أكثر من مليوني فلسطيني رهينة الحركة التي ادت عمليتها في الـ 7 من اكتوبر إلى تدمير القطاع، يبحث سكات غزة عن مناطق أمنة قبل عملية الاجتياح.
التوترات المتصاعدة:
مع تزايد التوترات على الحدود الشرقية لقطاع غزة، بدأت التقارير تشير إلى احتمال دخول الجيش الإسرائيلي إلى منطقة رفح في الأيام القليلة المقبلة. هذا التهديد يثير قلق السكان ويدفع العديد منهم إلى مغادرة منازلهم والتوجه نحو مناطق أكثر أمنًا مثل المواصي ومستشفى الناصر.
وفقًا لما ذكرته صحيفة “بوليتيكو” يوم الجمعة، نقلت عن مسؤول أمريكي ومصادر مطلعة على الوضع، أعلن الجيش الإسرائيلي عن خطته لبدء عملية إخلاء سكان غزة من مدينة رفح قبل بدء هجوم بري على المنطقة، التي يقطنها نحو مليون نسمة.
أكدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي قدم إخطارًا للحكومة الأمريكية ومنظمات الإغاثة العاملة في المنطقة بوجود خطة لنقل السكان من رفح إلى المواصي، وهي منطقة تقع على الشريط الساحلي جنوب غرب قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي قام هذا الأسبوع بإرسال خريطة للمنطقة، والتي حصلت “بوليتيكو” على نسخة منها، لتسهيل عمليات الإغاثة.
توجه السكان نحو المناطق الآمنة:
بسبب التوترات المتزايدة، قرر العديد من سكان غزة مغادرة مناطقهم والتوجه نحو المناطق التي يعتبرونها أكثر أمانًا. يتمركز العديد منهم في المواصي ومستشفى الناصر، حيث يأملون في البقاء بعيدين عن خطر التعرض للهجمات أو القصف المحتمل.
ولجأ نحو 1.5 مليون فلسطيني إلى مدينة غزة الجنوبية حيث دمرت الحرب المنطقة التي بدأت في 7 أكتوبر بعد هجوم مسلحين فلسطينيين تقودهم حماس جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1170 شخص واحتجاز حوالي 250 أسيرا.
اختفاء قادة حماس في غزة:
مع تصاعد التوترات، يطرح السؤال عن مكان ومكانة قادة حماس. بينما تظهر تقارير متفاوتة حول مكان تواجدهم، إلا أن السكان يتساءلون عن دور القادة الحركيين في التصدي للتهديدات الحالية وحماية السكان في وجه المخاطر المتزايدة.
ووصل وفد حماس قادما من مقر الحركة في قطر التي تسعى بالتعاون مع مصر للتوسط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار. وسبق إبرام اتفاق هدنة لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي، وعلى الرغم من أن واشنطن تتجنب التعامل مع حماس رسميا، فقد دعتها إلى الدخول في اتفاق.
لكن المحادثات تعثرت وسط إصرار حماس على طلب أعلنته منذ فترة طويلة بالتزام إسرائيل بإنهاء الهجوم المستمر منذ سبعة أشهر تقريبا، وإصرار إسرائيل على أنها ستستأنف بعد أي هدنة العمليات الرامية إلى نزع سلاح الحركة وتفكيكها.
وفقًا لتقرير من “مكان”، هيئة البث الإسرائيلية، فإن إسرائيل تنظر في طلب قدمته حركة حماس بالتزامها بعدم استهداف كبار مسؤولي الحركة في حال مغادرتهم غزة، ضمن إطار اتفاقية تتضمن إخلاء القطاع من السلاح، وإعادة جميع المختطفين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
ووفقًا للتقرير، يأتي هذا الاقتراح بمبادرة من الولايات المتحدة، كجزء من المرحلة التالية من الصفقة المتعلقة بإطلاق سراح 40 رهينة مقابل وقف لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع.
وفي ظل التوترات المتزايدة والتهديدات بدخول جيش الاسرائيلي إلى رفح، يعيش سكان غزة حالة من القلق والتوتر المستمر. في هذه الظروف الصعبة، يبقى السؤال الرئيسي حول كيفية تأمين السكان وحمايتهم في مواجهة التهديدات الأمنية المتصاعدة.