معاناة مختار البوشوك: حرمان من العلاج في سجن شيبان للأحواز
تُبرز حالة مختار البوشوك، السجين السياسي سجن شيبان الأحوازي، استمراراً غير مقبول للظروف القاسية التي يتعرض لها في سجون الأحواز الاحتلال الإيراني بالأحواز.
يقضي البوشوك، الذي أتم عامه الرابع عشر في سجن شيبان بمدينة الأحوز، عقوبته المؤبدة مع الحرمان المستمر من الرعاية الطبية الملائمة.
يعاني مختار البوشوك من حالة طبية خطيرة تُعرف بدوالي الخصية الحاد، وهي حالة تستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً لتجنب تفاقم الأعراض والآثار الصحية.
وعلى الرغم من وضوح الحاجة إلى عملية جراحية، فقد تم تجاهل طلباته وتجنب توفير العلاج المناسب له. هذا الوضع لم يكن وليد اللحظة، بل هو استمرار لنمط مزمن من الإهمال الطبي الذي يعاني منه السجناء السياسيون في هذا السجن.
تم اعتقال مختار البوشوك في مارس 2009 بمدينة خلف آباد من قبل قوات الأمن. وقد حُكم عليه بالإعدام من قبل محكمة الأحوز الثورية في عام 2011، لكن حكم الإعدام خُفف في النهاية إلى السجن مدى الحياة.
وقد تسببت الأحكام القاسية والإجراءات القانونية في زيادة تعقيد معاناته، حيث يتم معاملة السجناء السياسيين بشكل غير إنساني يتنافى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
تأتي معاناة البوشوك ضمن سياق أوسع من الانتهاكات الحقوقية الموجهة ضد السجناء السياسيين في سجون جغرافية إيران. هذه السياسات القمعية تستمر في استثارة غضب واهتمام نشطاء حقوق الإنسان على الصعيدين المحلي والدولي. وقد نُشرت تقارير سابقة تسلط الضوء على نقص الرعاية الطبية للسجناء المرضى، ولكن دون أن يؤدي ذلك إلى تحسن ملحوظ في الوضع الراهن.
أصدرت منظمة العفو الدولية بيانًا حثت فيه السلطات الإيرانية على تقديم الرعاية الطبية العاجلة لمحمد علي عموري ومختار البوشوك، وطلبت الإفراج الفوري وغير المشروط عنهما. البيان، الذي نُشر يوم الاثنين 3 يونيو، يسلط الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها السجناء.
محمد علي عموري ومختار البوشوك، إلى جانب سجين آخر يُدعى قاسم سنجار، نُقلوا من جناح عام إلى مكان مجهول في سجن شيبان بتاريخ 9 مايو أو حول ذلك. خلال هذه الفترة، تعرض الثلاثة لاعتداءات جسدية من قبل سجناء آخرين، وبدلاً من تقديم الحماية لهم، تعرضوا للاعتداء من قبل ضباط السجن.
حسب البيان، تم نقل السجناء الثلاثة إلى زنازين انفرادية احتجاجًا على المعاملة السيئة والظروف غير الإنسانية التي يعانون منها. بدأ هؤلاء السجناء، بما في ذلك محمد علي عموري ومختار البوشوك، إضرابًا عن الطعام بتاريخ 20 مايو احتجاجًا على سلوك مسؤولي السجن، والذي يتضمن معاملة غير عادلة وظروف احتجاز قاسية.
وفقًا للمعلومات التي تلقتها منظمة العفو الدولية، عانى مختار البوشوك خلال زيارة عائلية في 28 مايو من صعوبة في المشي دون مساعدة، وأفاد بأنه يعاني من آلام شديدة في الكلى. وأوضح أنه يعاني أيضًا من مشكلة حصوات الكلى المزمنة، وحُرم من الأدوية الضرورية لتخفيف هذه الحالة.
هذا التدهور في الحالة الصحية للسجينين يعكس تجاهل السلطات الإيرانية لمتطلبات الرعاية الطبية الأساسية، ما يزيد من المخاوف بشأن سلامتهما وحقوقهما الإنسانية.
منظمة العفو الدولية تطالب بإطلاق سراح محمد علي عموري ومختار البوشوك فورًا ودون شروط، مع توفير الرعاية الطبية المناسبة لهم. البيان يعبر عن قلق المنظمة البالغ إزاء استخدام السلطات الإيرانية للإجراءات القمعية، بما في ذلك الإضراب عن الطعام والاعتداء الجسدي، ضد السجناء السياسيين.
تواصل منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، جهودها للضغط على السلطات الإيرانية لتحسين ظروف الاحتجاز وضمان احترام حقوق السجناء. تأتي هذه الاحتجاجات كجزء من حملات أوسع لوقف الانتهاكات الممنهجة وتعزيز الحقوق الإنسانية في سجون إيران.
وتشهد قضية مختار البوشوك اهتماماً من قبل منظمات حقوق الإنسان التي تطالب بتحسين الظروف المعيشية للسجناء السياسيين وتوفير الرعاية الطبية الضرورية لهم. يتم تقديم مطالبات من قبل المجتمع الدولي للسلطات الإيرانية لإصلاح نظام السجون وضمان حقوق السجناء بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
تستمر معاناة مختار البوشوك كمثال صارخ على الإهمال الطبي وسوء المعاملة الممنهجة تجاه السجناء السياسيين في إيران. إن استمرار هذه السياسات غير الإنسانية يتطلب استجابة عاجلة وفعالة من قبل المجتمع الدولي لضمان تحقيق العدالة وتوفير الرعاية الطبية الملائمة لجميع السجناء، بغض النظر عن خلفياتهم السياسية.