أخبار الأحوازأهم الأخبارتقارير

مدينة الحريرة الأثرية جوهرة جزيرة قيس الأحوازية

تعد مدينة الحريرة الأثرية من أبرز المعالم في جزيرة قيس بدولة الأحواز العربية المحتلة، والتي يعود تاريخها إلى القرن الخامس الهجري  هي جزء من الحضارة العربية في الأحواز، وجزء من هوية الأحواز العربية.

التاريخ والموقع:
تقع مدينة الحريرة الأثرية في جزيرة قيس في الخليج العربي، وتمتد جذورها إلى القرون الوسطى، تعود بنائها إلى العصر العباسي.

تقع مدينة الحريرة الأثرية في منطقة قيس التابعة لمدينة ميناء لنج وهي إحدى معالم محافظة هرمز جنوب الأحواز.

وفي شمال جزيرة قيس، بجانب المجمع الرياضي الأولمبي، يمكنك مشاهدة بعض الآثار والآثار التي تعتبر بمثابة التذكير بمدينة الحريرة القديمة.
كان الازدهار أو العصر الذهبي لمدينة الحريرة من القرن الرابع إلى بداية القرن العاشر الهجري.
وتبلغ مساحة هذه المدينة القديمة 120 هكتارا، ويتكون موقع الحريرة الأثري، بناء على نتائج التنقيبات الأثرية التي تمت حتى اليوم، من مجمع ساحلي وقصر نبيل وحمام ومسجد تاريخي وورشة زجاج وقنوات قديمة.

تعكس هذه المدينة التاريخ الطويل للحضارة العربية الأحوازية والعديد من التأثيرات الثقافية والتجارية عبر العصور.


ورد ذكر مدينة الحريرة في مختلف المصادر التاريخية، على سبيل المثال، وصف ياقوت حماوي، جغرافي ومؤرخ القرن السابع الهجري، مدينة الحريرة : قائلا “المدينة المبنية على جزيرة كيش جميلة جداً وتحيط بها القصور الرائعة والحدائق المبهجة، وتتوقف عندها السفن التي تسافر بين الهند والخليج العربي.

ويوجد بها عدة خزانات كبيرة لتخزين مياه الأمطار وخمسة أسواق معمور”.
حاليا يمكن رؤية بقايا مدينة الحريرة على شكل مداخن كبيرة، ويوجد الكثير من آثار الطين والطوب، وقد تم استخدام حفريات الصدفة والحجر الجيري والأحجار المرجانية في تشييد المباني.

ويصل ارتفاع بعض المباني في مدينة الحريري إلى أكثر من 6 أمتار وهذا يدل على وجود طوابق.

ويمكن رؤية مجموعة من القنوات الأفقية والجوفية وآبار عديدة في زوايا الحريرة ، لا تُعرف وظيفتها على وجه التحديد؛ ولكن من المحتمل أنها كانت مرتبطة بأنشطة صيد الأسماك مثل صيد الأسماك واللؤلؤ والمرجان، وقد تم بناؤها لتسهيل الوصول إلى البحر.


ويمكن رؤية بقايا رصيف ومرسى مدينة الحريرة بالقرب من الشاطئ الذي له دعامات نصف دائرية ويؤدي إلى البحر مع عدة ممرات وفتحات حجرية وسلالم.

وقنوات الإدخال والإخراج لا تزال سليمة، بسبب استخدام الحجر الجيري والحجارة المرجانية، تعرضت مباني هذا المرسى للتآكل الفيزيائي والكيميائي.
بجوار مبنى الميناء يوجد مبنى يسميه السكان المحليون قصر. كما تظهر كتابات واصاف أنه كان هناك قصر مرتفع يسمى قصر مالك في قيس.
ووجود مسجد في مدينة الحريرة يدل على وجود المسلمين وإقامتهم. ويقع مسجد الحريرة بمساحة ألفي متر مربع في وسط هذه المدينة.

يتميز هذا المسجد بالعمارة السلجوقية وقد تم تجديده في فترات لاحقة.
ومن مكوناته صحن ومئذنة عالية ذات مخطط دائري وخزان،بالإضافة إلى كونه مكانًا للعبادة، كان مسجد الحريرة يعتبر مكانًا للتجمع وإقامة التجار لبعض الوقت.

حمام شهر، ومساحته 500 متر مربع، يقع في الشمال الغربي من البيت الكريم.

كان لهذا الحمام ثلاث فترات من البناء والتوسيع والترميم.ويضم هذا الحمام سوراً وعدة أفنية وقسماً للخدمات ومخزناً وغرفة عمال في الجزء الشمالي وحماماً ودفيئة وطناً وكنزين صغيرين وكبيرين في جنوب الصوبة.

الحفاظ على التراث:
ويتطلب مدينة الحريرة الأثرية الناجح للمدينة القديمة التفرغ للحفاظ على المواقع التاريخية والتعامل بعناية مع القضايا البيئية والمناخية التي قد تؤثر على التراث.
من المهم تعزيز الوعي حول أهمية هذا المشروع وتشجيع المواطنين الأحوازيين والسائحين على المشاركة في الحفاظ على هذا التراث الثقافي.
وتعد مدينة الحريرة الأثرية من أبرز المناطق السياحية في جزيرة قيس، نظرا لبنائها الفريد وقبلة للسياحة الثقافية في المنطقة.
ويمكن أن يكون هذا الموقع مقصدًا سياحيًا رائعًا للزوار الراغبين في استكشاف التاريخ العربي الأحوازي والاستمتاع بالهندسة المعمارية الفريدة.

 

 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى