مقالات

كتاب الفرس المقدس

الدكتور عايضٌ الزهراني

تعد ( نظرية أم القري ) كما صاغها محمد جواد لاريجاني المفكر السياسي الإيراني. مساعد وزير الخارجية في عهد الخميني إحدى النظريات المقدسةالتي تعيد الحلم بتكوين الامبراطورية الفارسية ، الاستعمارية والهيمنة للعالم العربي والاسلامي وتصدير ثورتها الخمينية ووصايتها على المذهب الاثني عشري في المجتمعات العربية والاسلامية والتدجين على مختلف الأصعدة فكرية واجتماعية وثقافية لتتوازى مع الصعيد السياسي والاقتصادي والاستراتيجي
أطرت النظرية لتشكيل سياستها الاستعمارية التوسعية ولا يتحقق حلمها الا ببناء نظريتها المذهبية وفق رؤية شيعية خالصة مفترضا (إيران أم القرى ودار الإسلام).
وانها منبع ومهد الإسلام الحقيقي ومركز العالم الإسلامي سياسياً ومذهبياً؛ وتملك مقاليد الوصاية لفرض قيادتها للعالم الإسلامي.

كما تكشف هذه النظرية عن عدم اعتراف إيــران بسائر الدول العربية والإسلامية، وســعيها للإستيلاء علــيها وضمها لامبراطوريتهاعلى اعتبار أنها بمثابة المقاطعات التي ستدين لولي الفقيه الشيعي “ولي أمر المسلمين” القاطن في طهران بالسمع والطاعة فهو الأقرب إلى نبي الإسلام في العلم والتقوى وسيكون خليفته واعتبرت إيران نفسها حسب وجهة نظر الخميني نقطة البداية، وقاعدة الانطلاق نحو تحقيق حلمها الامبراطوري الاستعماري للعالم الاسلامي بتصدير الثورة الشيعية بشكل مطلق وغير مقيد ، والمحافظة على أم القرى .

..
فيجب على الحكومة الإسلامية في إيران توجيه وتوظيف جماعات تخلق الفتن والصراعات والانقسامات ونشر الطائفية والتطرف والإرهاب وخلق حالة من الحرب خارج اراضيها لتمارس تنفيذ تفاصيل النظرية التي تتكئ على نشر التدمير والفوضى والتهجير والألم والوجع والمجاعة والمهانة في العالم العربي والاسلامي ولتحقيقها لابد من تكوين بؤر وخلايا واذرع تبيع اوطانهم بثمن بخس ،ويعتنقون بسذاجة وإيمان بأهداف القومية الفارسية ، بغطاء اسلامي شيعي والتي تصب في النهاية لخدمة الفرس الحاقدة على الامة العربية، ولكن من خلال التوسل بالإسلام .
فخرج من رحمها حزب الشيطان في لبنان ، والحوثيون باليمن ، والحشد الشعبي بالعراق، و تنظيم “جيش محمد” بباكستان، ولواء “فاطميون” الأفغاني ،والحركة الإسلامية في نيجيريا ،والجبهة الإسلامية لتحرير البحرين بالإضافة الى الخلايا النائمة في الدول العربية
الايرانيون النازية يورثون الفتن و يستلذون بالحروب ويزرعون الموت والوجع ويبثون روح الكراهية في جسد الامة العربية.
ولكن ماذا يفعل العرب المنقسمون وما هي نظرياتهم ومن منهم يستطيع اقناع الاخرين في المسير على نهج يمكن ان يجعلهم امة لها كيانها وسيادتها واستقلالها وتقوم بردم المستنقعات الفارسية المؤوبة بفيروسات الهيمنة والانقسام والاحتلال للسلطة داخل دولها
فبات علينا اليوم واكثر من أي وقت مضى حاجةً ملحة ان تتحقق وبصورة عربية شاملة يحشد فيه الطاقات والجهود والإمكانات ويتطلب منا اليقظة والحذر من سياسة الفرس لتدمير واذلال الامة العربية ونكون سدا منيعا في سياسة التقارب الإيراني حفاظا على حاضر المنطقة وحضارتها وتاريخها وثرواتها ..
كما آن الاوان ان تستمر بجدية الجامعة العربية بعد يقظتهامن سباتها والبدء في تنفيذ بناء المشروع العربي الاستراتيجي المتكامل المستند على رؤى متنوعة ومتعددة قادرة على سد الفراغ العربي الذي تعانيه بلادنا في مواجهة المشروعات السياسية الإقليمية والدولية وبالذات المعادية لوجودنا العربي ونكون احرارا اقوياء ولنا السيادة المطلقة في منطقتنا العربية بل في العالم بأسره.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى