أخبار الأحوازأهم الأخبار

كارثة بيئية في الأحواز: أطفال ومرضى يختنقون تحت الغبار

سجّلت جامعة العلوم الطبية في الأحواز ، 2026 حالة مراجعة للمراكز العلاجية خلال الـ48 ساعة الماضية، بسبب مضاعفات صحية ناتجة عن العواصف الترابية العنيفة التي اجتاحت الإقليم مؤخرًا، وسط تحذيرات طبية من تفاقم الوضع الصحي والبيئي.
وأوضحتامعة العلوم الطبية في الأحواز   أنه في يوم 15 أبريل، بلغ عدد المراجعين 986 شخصًا 877 تلقوا العلاج بشكل سريري، و 109 أُدخلوا إلى المستشفيات.
وأضاف أنه في يوم 16 أبريل، ارتفع عدد المراجعين إلى 1040 شخصًا 910 تلقوا العلاج بشكل سريري، 130 أُدخلوا إلى المستشفيات.
ودعا المسؤول الصحي المواطنين، خصوصًا الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال، وكبار السن، والحوامل، ومرضى الجهاز التنفسي، إلى الامتناع عن الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى في ظل هذه الظروف الجوية الخطيرة.

أزمة بيئية متفاقمة: أسباب العواصف الترابية في الأحواز
يرى خبراء البيئة أن تكرار العواصف الترابية في الأحواز هو نتيجة سياسات بيئية ممنهجة وعدائية امتدت لعقود، وتتمثل أبرز أسبابها تجفيف الأنهار والأهوار، حيث تم تحويل مجاري أنهار مثل كارون، الكرخة، والجراحي إلى مشاريع زراعية وصناعية داخل الداخل الفارسي.
وأدى تحول مياه الأنهار إلى جفاف مساحات واسعة من الأهوار، مثل هور الحويزة وهور الفلاحية، التي كانت حواجز طبيعية أمام الغبار.
كذلك فقدت التربة رطوبتها وتراجع الغطاء النباتي، مما حول هذه المناطق إلى مصادر رئيسية لإنتاج الغبار.
التلوث الصناعي والإهمال البيئي
وتحتوي الأحواز على كثافة عالية من المنشآت النفطية والبتروكيمياوية، بالاضافة إلى غياب الرقابة البيئية أدى إلى ارتفاع معدلات التلوث الهوائي، خصوصًا الجسيمات الدقيقة (PM2.5 وPM10).

تهديد صحة ملايين الأحوازيين
وجراء سياسيات الاحتلال الإيراني بتجفيف الأنهار أدى ذلك ارتفاع خطورة العواصف الترابية والتي تهدد الوضع البيئي والصحي لملايين الأحوازيين.
ويعد الأطفال، الفئات الأكثر تضررًا من العواصف والتلوث يحث أن رئاتهم الصغيرة تجعلهم أكثر عرضة لتأثير الجسيمات الدقيقة.
كذلك يؤدالتلوث إلى ارتفاع حالات الربو وضيق التنفس، وانقطاع التعليم بسبب إغلاق المدارس المتكرر.
الانقطاع المنتظم للكهرباء لساعتين يوميًا يزيد من معاناة الأطفال والأسر.
أيضا يؤدي ارتفاع التلوث إلى تهديد حياة كبار السن وخاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة تتفاقم مع التلوث، مثل أمراض القلب وضغط الدم، حيث ترتفع معدلات دخولهم المستشفيات بنسبة تصل إلى 30% خلال العواصف.
ومن الفئات الأكثر تضررًا من ارتفاع التلوث مرضى الجهاز التنفسي والقلبحيث معرضون لخطر النوبات الحادة والمضاعفات التي قد تكون قاتلة.
وتشير التقارير تقارير إلى زيادة في معدلات الوفيات بنسبة 10–15% خلال فترات التلوث المرتفع.
كما يهدد النساء الحوامل إلى زيادة خطر الولادة المبكرة، انخفاض وزن الجنين، وتشوهات خلقية.

مطالب شعبية
وفي ظل هذه الأزمة، يطالب الشعب الأحوازي بـ إعادة تأهيل الأهوار وإيقاف مشاريع نقل المياه،وتحسين البنية التحتية الصحية وتعزيز أنظمة الرصد البيئي.
كذلك يطالب الشعب الأحوازي من سلطات الاحتلال الإيراني العمل على الحد من التلوث الصناعي عبر رقابة فعالة، ووقف السياسات التي تضر بالبيئة الأحوازية والتي تهدف إلى تهجير السكان الأصليين.
ورغم الاحتجاجات الواسعة ضد مشاريع نقل المياه إلى مدن مثل أصفهان ويزد وكرمان، استمرت هذه المشاريع سرًا، وتعرض مئات النشطاء المناهضين لها للاعتقال والقمع.

 

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى