طوفان الأقصى من انتصار ميداني إلى انتكاسة تهدد وجود حماس
بعد علمية طوفان الأقصى التي نفذته حركة حماس، أصبح هذا الانجاز التاريخي كابوسا على قطاع غزة والحركة في حد ذاته وهو يشكل تهديد وجودي لتنظيم المقرب من إيران.
تهديد المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، أن كل عملية قصف إسرائيلي على المدنيين في غزة دون إنذار سابق ستقابل بإعدام رهينة، يكشف عن مأزق الذي وضعت فيه الحركة نفسها.
التطورات تشير إلى فقدان حماس الغطاء الشرعي الوطني والإقليمي والدولي بعد عملية طوفن الأقصى، والتي خسائر الحركة على المستوى الاقتصادي والعسكري والمقاتلين تفوق الانجاز الوقتي لعملية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
إسرائيل خلال الساعات الماضية استهدف البنية التحتية لحركة حماس كما تضرر مئات المباني للمؤسسات المدنية والتي سوف تتطلب أموال هائلة لإعادة الإعمار.
قادة كتائب القسام وحركة حماس سيكون محل الاغتيالات من قبل الاجهزة الامنية الاسرائيلية، كما ستصبح كل مناطق غزة مستباحة أمام الطيران الاسرائيلي.
أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، مقتل القياديين في حركة حماس زكريا أبو معمر و جواد أبو شمالة في غارة جوية على غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “اغتالت طائرة تابعة للجيش الإسرائيلي جواد أبو شمالة، وزير الاقتصاد في حركة حماس، حيث كان يتولى، ضمن مهامه، إدارة الشؤون المالية للمنظمة وتخصيص الأموال لتمويل وتوجيه العمليات داخل قطاع غزة وخارجه”.
المحفظة الاستثمارية لحركة حماس في العديد من الدول ستكون متتبعة من قبل الولايات المتحدة واسرائيل وحلفائهم سوف يكون هناك رقابة شديدة على أموال الحركة بما يهدد التمويل اللازمة لأعضائها ونشاطها العسكري.
الحركة من شريك سياسي في القضية الفلسطينية سوف تؤدي معركة كوفان الأقصى إلى زلزال يهدد عرش وقوة الحركة على الساحة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، والتي ستكون نتائج العمليات الاسرائيلية مخيفة على مؤسسات حماس والتي بدأت باستهدافها بشكل كبير.
أيضا نتائج الاجتياح البري من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي قد يهدد بنزع حركة حماس بعد اتفاقيات وتسوية من قبل القوى الإقليمية والمجتمع الدولي بما يشكل خسارة لعقود من بناء وتسليح الحركة من قبل القائمين عليها وتشكل أكبر انتكاسة في تاريخ حماس منذ تأسيسها.
حماس سوف تخسر مصر الدول الحدودية مع قطاع غزة والتي تعمل على إعادة الإعمار في القطاع بضياع الثقة بين الطرفين في ل عمليتها التي أدت الى انتكاسة على مستوى اعادة الاعمار.
العزلة السياسة ايضا قد تكون نصيب الحركة وقد تفرض عقوبات على قادة حماس ليس قادة كتائب القسام ولكن أيضا قادة المكتب السياسي والذي سوف سكون هدف لاغتيالات المرحلة القادمة، بالإضافة الى قد تصل الى فرض عقوبات على الحكومات التي تستضيف قادة حماس.
اللعب بموضوع الأسرى لم يعد أمن ب النسبة لحركة حماس، في الأوضاع تشير إلى انه حتى الان، ان اسرائيل تجهز لعملية برية لاجتياح غزة، وهو ما يعني ان ملف الأسرى لم شكل السد الأمن لحماس في مواجهة الحرب.
ولم تفصح كتائب القسام عن أعداد الأسرى الإسرائيليين لديها، لكن “أبو عبيدة” أكد أنهم “أضعاف ما يعتقده نتنياهو”. وفي حين أعلنت “سرايا القدس” الذراع العسكرية لحركة “الجهاد الإسلامي” أن في قبضتها أكثر من 30 أسيرا إسرائيليا، لم تعلن إسرائيل بعد عن أعداد أسراها في غزة.
أوضح عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران أنه لا مكان حاليا للتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي حول تبادل للأسرى في ظل استمرار عمليات المقاومة.
وكشف بدران أن عملية “طوفان الأقصى” ما زالت مستمرة، “والمقاومة بقيادة كتائب القسام تواصل الدفاع عن شعبنا وبالتالي لا مكان حاليا للتفاوض على قضية الأسرى أو غيرها”.
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، إن ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل فلسطينية لن يفتح قبل نهاية القتال، ولا بد لإغلاقه من ثمن “تقبله المقاومة”.
وأضاف هنية في تصريح صحفي نشرته الحركة على “تلغرام”: “لقد أبلغنا كل الجهات التي تواصلت معنا بشأن أسرى العدو لدى المقاومة أن هذا الملف لن يفتح قبل نهاية المعركة، ولن يكون إلا بثمن تقبله المقاومة”.
وشكلت العملية صدمة كبيرة لنتنياهو وأركان حكومته، حيث توعد حماس “بانتقام ساحق”، لكن على ما يبدو أن هذا الوعيد لم يؤثر في الحركة التي تؤكد أن مقاتليها لا يزالون على الأرض يخوضون المواجهات داخل المستوطنات، وأن ردها على الجرائم سيكون “مزلزلا وغير متوقع”، حسب وصف القيادي في الحركة إسماعيل رضوان.
وعلى مدى الـ15 عاما الماضية، خاضت حماس حروبا كثيرة ومواجهات مسلحة مع إسرائيل كانت في أغلبها دفاعية، ولكنها كانت هذه المرة مغايرة تماما عندما أخذت زمام المبادرة، وشنت هجوما مباغتا، واجتاح المئات من مقاتليها، وتبعهم آخرون من فصائل أخرى ما تسمى بـ”مستوطنات غلاف غزة”.
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن تل أبيب قررت مواصلة الهجوم على غزة ولو كلف ذلك حياة الأسرى الذين تحتجزهم الفصائل الفلسطينية، إلا إذا توفرت معلومات مؤكدة حول مكانهم.
وقررت إسرائيل الاثنين فرض حصار كامل على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يشمل حظر دخول الغذاء والوقود.
وحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة “حماس” مسؤولية سلامة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وتستمر الاشتباكات في قطاع غزة حيث حشدت إسرائيل تعزيزات في اليوم الثالث للعملية العسكرية المباغتة التي شنتها حماس وخلفت أكثر من 1100 قتيل لدى الجانبين ودفعت أكثر من 120 ألفا للنزوح في القطاع المحاصر.
وتمكنت الفصائل الفلسطينية منذ يوم السبت 7 أكتوبر، من أسر ما يزيد عن 100 إسرائيلي وفقا لوسائل إعلام عبرية، بعد اقتحامها المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
وفجر يوم السبت 7 أكتوبر 2023 أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس بدء عملية “طوفان الأقصى” مطلقة أكثر من 5 آلاف صاروخ من قطاع غزة، كما نفذ المقاتلون الفلسطينيون عمليات نوعية حيث اقتحموا عددا من مستوطنات الغلاف واشتبكوا بحرب شوارع مع القوات الإسرائيلية وقتلوا وجرحوا عددا منهم كما أسروا عددا من الجنود والمستوطنين، وسيطروا على آليات إسرائيلية.