شئ عن جغرافية وأسم وتاريخ بلاد الأحواز منذ أقدم الأزمنة”.. دراسة ترصد تاريخ الأحواز قبل ظهور الفرس
تحت عنوان “شئ عن جغرافية وأسم وتاريخ بلاد الأحواز منذ أقدم الأزمنة” في العدد رقم 17 لـ “نشرة التجديد العربي” التي تصدر عن المعهد العالمي للتجديد العربي، رصد أ.د قصي منصور التركي الباحث والأكاديمي المتخصص في آثار وحضارة الخليج العربي، تاريخ الأحواز منذ أقدم العصور.
الأحواز في اللغة القديمة
وأوضح وأوضح الباحث قصي منصور التركي أنه أطبق على الأحواز والبلاد بالكامل منذ أقدم لغة مدونة عند السومريين اسم “تم” وهي مفردة سومرية تعني “النجد المرتفع”، وحرفيا “كان عاليا” كما ورد باللغة السومرية الفظ “ELAMMAKI” أي بلاد عيلام.
أما في اللغة الأكدية (الجزرية العربية القديمة) فقد جاء الاسم بنفس اللفظ والمعنى تقريبا وبصيغة “ELAMTU” أي بلاد عيلام، وعنى به السومريين والأكديين المنطقة الجغرافية الواقعة إلى الشرف من بلادهم، وللمعنى دلالة جغرافية وارتباط حضاري، إذ يعني أن الإقليم يضم الهضبة والمرتفعات الجبلية إلى الشرق من السهل الرسوبي وهذا ما تؤكده الدراسات الحديثة.
أما في اللغة العيلامية القديمة فقد سماه سماع العيلامييون أنفسهم بلفظ “خاتامتي/خالتامتي” ويعني الاسم باللغة العيلامية ” أرض الرب أو الإله”، أما في اللغة الفارسية المتأخرة فإن بلاد عيلام عرفت باسم “أوفاجا/ خوفاجا” وعلى ما يبدو أن هذه الصيغة في الاسم هي التي اشتق منها كملة خوز أو خوزي.
تاريخ عيلام أقدم من الفرس
وأوضح الباحث في دراسة أن ذكر بلاد فارس لا يتعدى القرن التاسع قبل الميلاد فأول إشارة تاريخية مهمة وردت في كتابات الملك الآشوري “شيلمنصرالثالث” وتحديدا في عام حكمه السادس عشر عام 823 ق.م، والرابع والعشرين 853 قبل الميلاد، حيث يذكر لنا هذا اسم قبليتين مهمتيم وهما قبيلة “أمادي” أو “مادا” أي الماديون، وقبيلة بارسوا أو “بارسا” أي الفرس.
وقد تكررت الإشارات إلى هاتين القبيلتين لدى كتابات الملوك الآشوريين اللاحقين دون غيرهما، مما يعني أنهما أكبر القبائل وأشهرها في الجغرافيا الإيرانية.
أما قبائل والسكان القاطنين في الأحواز فيعود تاريخ تواجدهم وذكرهم إلى الألف الثالث قبل الميلاد أي بحوالي ألفي عام قبل ذكر ومجيئ الفرس إلى المنطقة، بحيث أمكن تتبع اتجاه وانتقال هاتين القبيلتين في الجغرافية الإيرانية، حتى استقرارهم في الموطن التاريخي الخاص بهم خارج حدود بلاد عيلام “الأحواز”، وتبين أن الفرس اتخذوا من الجهة الجنوبية الغربية لإيران منطقة استقرارهم، بينما فضل الماديون الاستقرار شمالا وراء الحاجز الجبلي بمحاذاة بلاد الرافدين غرب إيران.
غلبة عيلام على الفرس
بيد أن الغلبة كانت على الدوام للقبائل المادية، وفي المعتقد كان الفرس دون الماديين مرتبة، إذ حكموا في موطنهم مستقلين مرة وتابعين للماديين مرة أخرى.
أما أسم إيران الذي تعرف به اليوم فلا يتعدى استعماله أواخر القرن الثالث قبل الميلاد أفول استخدام للاسم جاء على لسان الجغرافي “اراتوسثيتس” الذي عاش ما بين 276 إلى 194 قبل الميلاد، وبالمقابل نجد أسم بلاد الأحواز قديما عيلام ككيان مستقل ووجود حضاري منذ الإلف الرابع والثالث قبل الميلاد.
المؤرخين العرب والأحواز
وأقد أطلق العرب على الهضبة والمرتفعات الجبلية الواقعة إلى الشرق والمشال من السهل الرسوبي من حيث التكوين الجيولوجي وطبيعة الأرض والتضاريس، وتعد امتداد طبيعيا لسهل العراق الرسوبي، الأحواز، وقد حرفه الفرس إلى “الأهواز”، واطلق الإيرانيون أنفسهم اسم “عربستان” للاشارة إلى الأحواز ويعني بلاد العرب، مؤكدين بذلك ومن غير قصد، بان سكان الأحواز هم العرب.
وقد ذكر الطبري في موسعته تاريخ الرسل والملوك مدينة سوس “الشوش” عاصمة بلاد عيلام وقال بإن أول ما بنى على الأرض من المدائن هما بابل بسواد الكوفة ومدينة سوس، وهذا ما نقله عن هشام ابن السائب الكلبي، والذي عد تاريخ بنائها إلى مهائل بن قينان، وبذلك تكون حضارة الأحواز من الحضارات العريقة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحضارات المنطقة العربية قديما وحديثا.
والأدلة الآثرية المكتشفة تشير بوضوح إلاى الملامح العربية والزي العربي الأصيل، لاسيما اذا عرفنا أن العجيج من أسماء القبائل التي ذكرتها الكتابات المسمارية القديمة من الألف الأول قبل الميلاد لا تزال موجودة حتى الوقت الحاض، ومن بينها على سبيل المثال قبيلة “اللومرو” وقبيلة أبناء الغوالب “خالابي” وقبيلة ” نطيري/مطيري”، وقبيلة “ربيعه”.