زيارة سرية: وفد أمريكي يصل إيران لنقل رسالة حول مخاطر التصعيد الإقليمي
كشف مصدر رفيع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ”الجريدة الكويتية”، أن وفداً أمنياً أمريكياً قام بزيارة إيران عبر وساطة عمانية، وذلك لنقل رسالة تتضمن دعوة للتهدئة وتحذيرات من التصعيد المحتمل.
الخطوة الأمريكية في إطار جهود واشنطن لتجنب اندلاع حرب شاملة قد يثيرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعم من جماعات الضغط الصهيونية في أمريكا.
وفقاً للمصدر، هبطت الطائرة الخاصة التي نقلت الوفد الأمريكي من تركيا في مطار بيام بمدينة كرج، غرب العاصمة طهران، يوم الخميس الماضي. وأضاف المصدر أن الاجتماع بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين استمر ساعتين في المطار الذي يشرف عليه الحرس الثوري، قبل أن يعود الوفد إلى أنقرة.
وأشار المصدر إلى أن الوفد الأمريكي طمأن الإيرانيين بأن الولايات المتحدة لم تكن على علم بعملية اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس. وأكد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن مستاء من تصرفات نتنياهو الأحادية، موضحاً أن الإدارة الأمريكية تنوي إجراء تغييرات كبيرة في السياسات الإقليمية لتفادي التصعيد الذي يسعى نتنياهو إلى إشعاله.
وأضاف المصدر أن الوفد أوضح للإيرانيين أن نتنياهو كشف عن خطته لبعض كبار مسؤولي اللوبيات الصهيونية خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.
وفقاً لتصريحات نتنياهو، فإن هدفه هو إشعال حرب شاملة تشمل دول المنطقة كافة، بما في ذلك الدول العربية والخليجية وتركيا ودول إفريقية، وهو ما سيجبر جميع الأطراف على قبول تسوية شاملة تشمل الاعتراف بإسرائيل مقابل تحقيق سلام شامل. وذكر المصدر أن بعض تفاصيل خطة نتنياهو تسربت، وهي تشمل تدمير البنى التحتية في المنطقة واستفادة الشركات الأمريكية من إعادة الإعمار، بالإضافة إلى إمكانية إجبار إيران على الاستسلام أو الإطاحة بها.
وأشار المصدر أيضاً إلى أن الوفد أكد أن نتنياهو لم يحظَ بدعم كامل من واشنطن، حيث أصرت إدارة بايدن على إنهاء حرب غزة بسرعة وتهدئة الأوضاع في المنطقة.
وأوضح أن اغتيال هنية كان محاولة لتفجير مفاوضات تبادل الأسرى والهدنة، وأن الولايات المتحدة ستكون مضطرة للدفاع عن إسرائيل إذا هاجمتها إيران، مما قد يوفر لنتنياهو فرصة لتفادي الضغوط.
وأضاف المصدر أن الولايات المتحدة تسعى لحل النزاعات عبر القنوات الدبلوماسية وتنتظر رد إيران على مقترح العودة إلى الاتفاق النووي.
وأوضح أن قبول إيران العودة إلى الاتفاق قد يشكل ضربة قوية للائتلاف اليميني المتشدد في إسرائيل، خاصة مع تقدم كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. كما أكدت واشنطن استعدادها لتعليق بعض العقوبات الاقتصادية إذا وافقت إيران على عدم مهاجمة تل أبيب.
وفي إطار المبادرات التي أظهرها الوفد، قدم قائمة تضم أسماء عشرة عملاء للموساد يُعتقد أنهم متورطون في عملية الاغتيال كإشارة لحسن النية. وفي المقابل، رفض الجانب الإيراني الكشف عن أي خطط للرد الانتقامي، وأكد أنه سيرفع الرسالة إلى القيادة العليا لدراستها.