جرائم الاحتلال… الجفاف يهدد الأحواز
حذر خبراء بيئة أن الجفاف يهدد دولة الأحوا، مع انخفاض منسوب المياه الجوفية، وشح المياه السطحية، وانخفاض هطول الأمطار بنسبة تتراوح بين 10 و30 %.
وقال هاشم أميني الرئيس التنفيذي لشركة “أبفاي” التباعة لسلطات الاحتلال الإيراني، أن معدل هطول الأمطار على الأحواز انخفض بنسبة تتراوح بين 10 و30 %.
ويعاني سكان الأحواز من نقص حاد في المياه، حيث لا يستطيعون الحصول على المياه للشرب أو للاستخدام المنزلي أو للزراعة.
وقد أدى الجفاف إلى ارتفاع أسعار المياه، وزيادة معدلات الفقر والبطالة.
وفي يوليو 2021 انتفض الشعب العربي الأحوازي على نقص المياه، وتخلل الاحتجاجات مصادمات أسفرت عن سقوط مئات الشهداء والمصابينواعتقال الآلاف من قبل الاحتلال الإيراني.
وهناك 5000 قرية بدون موارد مائية، و7000 قرية يتم إمدادها بالمياه بواسطة الصهاريج، وفقا لتصريحات عضو جمعية المخاطر البيئية والتنمية المستدامة، حميد رضا محبوب فر، لوكالة “ميزان”.
وأكدت الدراسات أن تجفيف المياه في الأحواز أدى إلى قطع أرزاق نحو أربعين قرية يقطنها الآلاف الأمر الذي أدى إلى هجرة إجبارية وكان علي خامنيئي قائد النظام الإيراني قد أكد على ضرورة استخدام المياه استخداما أمنيا وطالب المسؤولين بأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، وقد جاء هذا التصريح لقائد النظام الإيراني في عام 2003 في برنامج أسمته «طهران» برنامج التنمية لمدة 20 سنة للبلاد.
وفي مؤتمر علمي حول السياسة البيئية في طهران، حذر رئيس منظمة البيئة عيسى كلانتري من تأثير أزمة المياه على الاستقرار الاجتماعي في البلاد قائلا: “وصلت إيران لمرحلة الشح المائي، وهو ما ينذر بحرب المياه بين المدن والقرى الإيرانية”، مشيرا بشكل خاص إلى الأحواز.
واعتمدت سلطات الاحتلال الإيراني وفي إطار سياسة التفريس عمدت على بناء العشرات من السدود على الأنهر الأحوازية ونقلت مياهها للمناطق الفارسية بهدف تجفيف هذه الأنهر وإجبار الملايين من الأحوازيين على بيع أراضيهم الزراعية وترك قراهم ومدنهم والهجرة لخارج الأحواز لاستبدالهم بمستوطنين.
ودشنت سلطات الاحتلال الإيراني 25 سدا على نهر كارون و8 سدود على نهر الكرخة وخمسة سدود على نهر الجراحي، وتستمر الدولة الإيرانية في بناء 19 سدا على نهر كارون و12 سدا آخر على نهر الكرخة وخمسة سدود أخرى على نهر الجراحي ويجري التخطيط لعديد من السدود الأخرى.
وتسببت هذه السياسة الإجرامية بتصاعد نسبة البطالة في الأحواز التي وصلت لأرقام قياسية، بالإضافة إلى تخريب البيئة والعواصف الترابية التي أصبحت ظاهرة تهدد حياة المواطنين في السنوات الأخيرة.
وأکدت دراسة أجرتها جامعة تشمران في مدينة الأحواز عام 2010، أن عشرين في المائة من المتوفين كانوا قد لقوا حتفهم نتيجة التلوث الجوي واستنشاق الجزيئات الملوثة للهواء في الأحواز.
هذه الدراسة التي تمت من قبل فرع الطب لجماعة تشمران في الأحواز قد شملت 9826 حالة وفاة وأعلنت أن 1718 حالة من الوفيات كانت نتيجة التلوث العالي للهواء في إقليم الأحواز.
وبناء على التقارير الواصلة من مراكز الرصد الجوي في الأحواز، فإن التلوث الجوي في الأحواز ناتج عن وجود الجزيئات بحجم 2 إلى 5 ميكرون، وتسببت هذه الجزيئات في شتى أنواع الأمراض التنفسية وأنواع السرطان.
وفي عام 2015 وصلت كثافة هذه الجزئيات إلى أكثر من عشرة آلاف ميكروجرام في المتر المكعب بحيث تعطلت أجهزة قياس التلوث الجوي عن العمل ووصل التلوث إلى درجات غير قابلة للقياس.