تماطل في صفقة الرهائن..الشعب الفلسطيني يدفع ثمن حسابات حماس
تثير التصعيدات الأخيرة في غزة تساؤلات ملحة حول تكلفة الصراع في غزة، وبالأخص دور حماس في تلك الحرب،. اكد زير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أكد أن “حركة حماس هي العقبة الوحيدة بين سكان غزة ووقف إطلاق النار مع إسرائيل”.
وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة تنتظر لرؤية ما إذا كان بإمكان “حماس” الإجابة بنعم على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وأوضح الوزير الأمريكي في تصريحات على هامش زيارته الة الشرق الأوسط، أنه في غياب خطة ملموسة لحماية المدنيين، لا يمكن للولايات المتحدة دعم عملية عسكرية في رفح، مؤكداً أن الضرر الذي سيحدثه هذا الهجوم سيتجاوز حدود المقبول.
كما دعت الولايات المتحدة الأمريكية مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار معدل يتعلق بمقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة “فرانس برس”.
وذكرت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أن المقترح المعدل يهدف إلى تحقيق وقف إطلاق نار فوري وكامل، مع إطلاق سراح المحتجزين، وأشارت إلى قبول إسرائيل للمقترح.
وأكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، أن العديد من القادة والحكومات، بما في ذلك في المنطقة، قد أعربوا عن دعمهم لهذه الخطة.
وفي الأسبوع الماضي، كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن توزيع مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يؤيد مقترحًا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مع الضغط على حماس للموافقة على الاتفاق المقترح.
حياة المخطوفين وحياة الشعب:
وتواصل حركة حماس حربها منذ 7 اكتوبر 2024، رغم سقوط نحو 37124 قتيل، وإصابة نحو 84712 فلسطينيا، هذه الأنشطة لها تكلفة باهظة على حياة السكان المدنيين.
وتثير استراتيجية حماس في الصراعات التي تندلع في الأماكن المدنية تساؤلات حول مدى تضحية الحركة بسلامة الشعب الفلسطيني لتحقيق أهدافها.
وتطرح هذه التحديات أمام حماس مسؤولية كبيرة، فالقيام بالعمليات العسكرية في الأماكن المدنية خلف آلاف القتلى والجرحى بين السكان المدنيين. وتعتبر حياة المخطوفين بالطبع مهمة، ولكن يجب أن تكون حياة الشعب أيضًا ذات أهمية قصوى.
وأكد أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، أن الحركة لا يمكنها الموافقة على أي اتفاق لا يتضمن موقفًا واضحًا من إسرائيل بشأن وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل من قطاع غزة.
وأوضح حمدان أن الاقتراح الإسرائيلي لا يلبي مطلب حماس بإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من قطاع غزة. وأضاف أن إسرائيل ترغب فقط في تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، وهي إطلاق سراح بعض الرهائن، ثم استئناف العمليات العسكرية.
وأشار إلى أنه بدون موقف إسرائيلي واضح بشأن إنهاء الحرب وانسحابها من غزة، لن يتم التوصل إلى أي اتفاق.
جاءت تصريحات حمدان في أعقاب إعلان قطر أنها تنتظر “موقفًا إسرائيليًا واضحًا” بشأن مقترح الهدنة الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن لإنهاء الاقتتال بين حماس وإسرائيل.
وقال إبراهيم دلالشة، رئيس مركز الأفق للدراسات في رام الله، لقناة “سكاي نيوز عربية”، إن حماس ورطت شعب غزة في كارثة إنسانية، وتجد نفسها غير قادرة على تقديم حلول بعد فقدانها لسيطرتها على القطاع بشكل شبه كامل.
وأوضح دلالشة أن حماس تسعى حالياً إلى تعزيز بقائها السياسي داخل القطاع، بعد أن فقدت معظم سيطرتها بسبب التدخل العسكري الإسرائيلي، لكنها فشلت حتى الآن في دفع المفاوضات لتحقيق هذا الهدف، نظراً لمحاولات حكومة نتنياهو إلحاق هزيمة شاملة بالحركة.
وأشار دلالشة إلى أن هدف حماس في الوقت الحالي يتمثل في ضمان استمرارها كحركة، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، في محاولة لإعادة ترتيب الأوراق.